طلبت تونس من المبعوث الأممي إلى ليبيا، برناردينو ليون، المساعدة في كشف مصير اثنين من صحفييها مختطفين في ليبيا منذ سبتمبر/أيلول الماضي. جاء ذلك في بيان صادر اليوم الحمعة عن وزارة الشؤون الخارجية التونسية، حصلت "الأناضول" على نسخة منه. وحسب البيان، طلب وزير الخارجية، الطيّب البكوش، من الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون، بحكم موقعه واتصالاته المباشرة مع كافّة الأطراف اللّيبية، المساعدة في الكشف عن مصير الصحفيين التونسيين المختطفين في ليبيا، نذير القطاري وسفيان الشورابي وأشار البكوش إلى أن هذا الموضوع يشغل الرّأي العام التونسي ويتصدّر اهتمامات جميع هياكل الدولة. واختطف الصحفيان التونسيان سفيان الشورابي، والمصور نذير القطاري في 8 سبتمبر/ أيلول العام الماضي بالقرب من مدينة أجدابيا، شرقي ليبيا، فيما أعلن تنظيم "داعش" تصفيتهما في 9 يناير/ كانون ثان الماضي وسط تشكيك من السلطات التونسية في مقتلهما. وأواخر الشهر الماضي أعلنت وزارة العدل بالحكومة الليبية المؤقتة التي يرأسها عبد الله الثني، القبض على 5 مسلحين اعترفوا في التحقيق بقتلهم لهذين الصحفيين، بجانب خمسة صحفيين (4 ليبيين ومصري) تابعين لقناة "برقة" الليبية. من جهة أخرى كشف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا، برناردينو ليون عن وجود قناعة لدى كافة الأطراف الليبية سواء من الشرق أو الغرب، على أهمية التوصّل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وأشار ليون، حسب بيان الخارجية التُونسية، إلى أنّه "سيتمّ عرض المسودة الرابعة لمشروع الاتفاق السّياسي على الأطراف اللّيبية خلال جلسة الحوار اللّيبي المزمع عقدها الأسبوع المقبل بمدينة الصخيرات المغربية لتبادل وجهات النظر حولها والاستماع إلى ملاحظات وتعليقات الجانبين، معربا عن الأمل في التوصل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل حلول شهر رمضان المعظم." من جانبه أكد البكّوش "حرص تونس على أمن واستقرار ليبيا وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، معربا عن استعداد تونس لتقديم المساعدة في سبيل التوصل إلى حلّ سلمي للأزمة في ليبيا بالنصح وتقديم بعض الأفكار والمقترحات." ووفق البيان نفسه فقد شدد البكوش على "أهمّية توصّل كافّة الأطراف اللّيبية إلى توافق حول حكومة وحدة وطنية للتّفرّغ إلى مكافحة الإرهاب واستكمال مسار الانتقال السياسي في ليبيا من تنظيم انتخابات وصياغة دستور". كما لفت إلى "الطابع الاستعجالي للخروج من الأزمة الليبية قصد رفع المعاناة عن الشعب اللّيبي." والتقى وزير الخارجية الطيب البكّوش، صباح اليوم، بالعاصمة تونس، مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون. وطرحت البعثة الأممية في ليبيا، في مارس/ آذار الماضي، مسودة مقترحة لتجاوز الأزمة تتضمن عدة من النقاط و أهم 3 نقاط بها ؛ الأول: حكومة وحدة وطنية توافقية، ومجلس رئاسي من شخصيات مستقلة، والثاني: اعتبار مجلس النواب (في طبرق) الهيئة التشريعية ويمثل جميع الليبيين، والثالث: تأسيس مجلس أعلى للدولة، ومؤسسة حكومية، وهيئة صياغة الدستور، ومجلس الأمن قومي، ومجلس البلديات. وبعد تسلم الأطراف المتنازعة تلك المسودة أعلن مجلس النواب الليبي المنعقد أقصي شرقي البلاد قبوله المبدئي بها بعد أن أجرت اللجنة التشريعية تعديلات عليها فيما أعلن المؤتمر الوطني رفضه. وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان هما: الحكومة المؤقتة، ومقرها مدينة البيضاء (شرق)، وحكومة الإنقاذ، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام، ومقرها طرابلس (غرب).