بدأ اجتماع إقليمي في العاصمة التايلندية بانكوك، بمشاركة مسؤولين من 17 دوأن تركهم مهربي البشر بجنوب أسيا. وأفاد مدير الحماية الدولية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، "فولكر تورك" في كلمة له خلال الاجتماع، أنه لا يمكن إيجاد حل للمشكلة، في حال عدم البحث في جذورها. وأكد تورك ضرورة تحمل ميانمار مسؤوليتها تجاه كافة أطياف شعبها، وأن تعطي الجنسية للذين لم يحصلوا عليها، وضرورة أن ترفع القيود المفروضة على الحقوق الأساسية لمسلمي الروهينغا من سكان إقليم آراكان في البلاد. من جهته قال رئيس وفد وزارة الخارجية الميانمارية "هتين لين"، أن الاتهامات المباشرة الموجة إلى بلاده لن تساعد على حل المسألة. من جانبه أكد وليام لاسى سوينج المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، ضرورة وضع سياسات شاملة وطويلة الأمد، مؤكدًا أن التركيز على جانب واحد فقط من المشكلة لا يمكن أن يوفر حلًا للقضية. وأفاد وزير خارجية تايلند "ثاناساك باتيمابراكورن" أن قضية المهاجرين لا يمكن حلها من قبل دولة واحدة، مشيرًا أن موجات الهجرة في المحيط الهندي وصلت إلى مستوى يبعث على القلق، مؤكدًا ضرورة محاربة مهربي البشر. وبدورها قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الهجرة واللاجئين آن ريتشارد، إنه ينبغي إنقاذ المهاجرين العالقين داخل قواربهم في عرض البحر بشكل عاجل. وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية لحقوق الإنسان، دعت أمس إلى ضرورة ممارسة الضغط على حكومة ميانمار، من أجل تغيير سياساتها إزاء مسلمي الروهينغيا في إقليم أراكان، وناشدت المنظمة بضرورة تسريع أعمال البحث وإنقاذ المهاجرين العالقين في البحر، مشددةً على ضرورة تأمين وصول مؤسسات الأممالمتحدة إلى المنطقة دون عوائق أو شروط. وكانت أزمة مهاجري دول جنوب آسيا قد ظهرت عندما اكتشفت السلطات التايلاندية في الأول من أيار/مايو الجاري مخيمًا سريًا، أقامته عصابات الاتجار بالبشر في ولاية "سونغ خلا" جنوب البلاد، كما عثرت الشرطة في المكان على جثث 32 شخصًا من مسلمي الروهينغيا. وعقب حملة بدأتها الحكومة التايلاندية لملاحقة تجار البشر، بدأ الأخيرون بنقل المهاجرين من الروهينغيين والبنغال في قوارب، وتركهم لمصيرهم المجهول في عرض البحر، فيما وصلت بعض تلك القوارب إلى سواحل إندونيسيا، وماليزيا، وتايلاند. وتفيد مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين، بأن نحو ألفي مهاجر من مسلمي الروهينغيا والبنغال ما زالوا عالقين في قوارب وسط البحر، فيما أنقذت دول المنطقة (إندونيسيا، وماليزيا، وتايلاند) نحو 4 آلاف لاجئ وأخرجتهم من البحر، وتأويهم حاليًا في مراكز إيواء على أراضيها.