شنت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، هجوما على الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل للرئاسة في مصر، متهمة إياه بمساعدة إيران في برنامجها النووي، إبان عمله مديرا لوكالة الطاقة الذرية. وقالت الصحيفة في تقرير الأربعاء، بعنوان: "المصري الذي أغمض عينيه عن إيران"، إنه منذ حوالي عامين أنهى البرادعي 12 عاما من رئاسته لوكالة الطاقة وهي الفترة التي قامت فيها طهران بتعزيز برنامجها النووي العسكري، وفي أكتوبر 2005 أعلنت لجنة جائزة نوبل للسلام فوزه بالجائزة وسارع العالم لتهنئته لكن إسرائيل رفضت تهنئته. وأشارت إلى أنه بعد عامين تحول رد إسرائيل لهجوم شديد، بعد أن أبدت الخارجية الإسرائيلية امتعاضها من تحول الوكالة الدولية للطاقة تحت رئاسة البرادعي لوكالة تقف ضد الجهود الدولية لوقف انتشار السلاح النووي. ولفتت إلى أن التوتر وعدم الثقة أصبح هو موقف إسرائيل من البرادعي الذي كان بيده المقدرة على إجهاض البرنامج النووي الإيراني. لكنها قالت إنه خلال ال12 عاما التي ترأس فيها ها الوكالة أتاحت للإيرانيين وضع أقدامهم في مشروعهم النووي كما أحبطت أي محاولة لتشديد العقوبات عليهم. ونقلت الصحيفة عن عوزي عيلام مدير عام لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية قوله إن البرادعي لم يؤذ إسرائيل بل أذى العالم المعتدل كله فطوال فترة ولايته للوكالة لم يتصرف بنزاهة تجاه تل أبيب وتجاه الأمريكيين والأوروبيين الذي أرادوا رؤية إيران لا تملك سلاحا نوويا. وذكرت أنه خلال عمل البرادعي كان موقفه واضحا تجاه تل أبيب وطالبها بالتوقيع على اتفاقية ضد نشر السلاح النووي وخلال زيارتين قام بهما لإسرائيل رفضت الأخيرة طلبين له بزيارة مفاعل ديمونة. من جانبها، قالت صحيفة "معاريف" نقلا عن مسئولين بالحكومة الإسرائيلية، إن البرادعي أخفى معلومات مهمة حول مشروع إيران النووي وساهم في خداع إيران للمجتمع الدولي ما أتاح لها القيام بأنشطة سرية لتصنيع السلاح النووي. وأشارت إلى أنه لم تذكر أي دولة هذه المعلومات باستثناء إسرائيل حتى صدر تقرير الوكالة الدولية الأخير الذي عرض تلك النتائج الخطيرة، حسب تصريحات المسئولين الإسرائيليين، والذين أكدوا أنهم بصدد اتخاذ إجراءات صارمة للتحقيق بشأن إخفاء تلك المعلومات. وحتى الآن لم تقم إسرائيل بالرد رسميا على التقرير، لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية أرسلت توجيهات إلى سفراء إسرائيل ببعض الدول لحث تلك الدول على فرض عقوبات من جانبها على إيران. وجاء في نص تلك الخطابات: "ابذلوا كل جهودكم لوقف إيران عن امتلاك السلاح النووي، تخيلوا لو أن (العقيد الليبي الراحل معمر) القذافي كان يمتلك سلاحا نوويا، هل كان المجتمع الدولي يستطيع تحقيق ما قام به في ليبيا، لذلك يجب ألا نسمح لإيران أن تمتلك السلاح النووي".