"يسقط كل من خان عسكر- فلول- إخوان".. شعار لطالما هتفت به القوى والحركات الثورية ضد الحكام، الذين اتهموهم بخيانة ثورة يناير. إلا أن المفاجأة هو التحول في الرأي تجاه "الإخوان المسلمين" أحد أضلاع المثلث، والذي هناك اتجاه لرفعهم من قائمة "الخونة"، كما يسمونهم. واعتبر عدد من "ثوار يناير"، الذين كانوا أبرز المعارضين للإخوان المسلمين، أن الجماعة هي من أكثر الفصائل تضحية للتخلص مما يسمونه ب"الفلول وحكم العسكر"، كما أن مواقفهم الأخيرة أظهرت تفاهمًا مع ثوار 25يناير الذين أبدوا، بدورهم، تعاطفهم مع الأخير. وقالت الناشطة السياسية غادة محمد نجيب، أحد ثوار 25 يناير: "من سنتين كان من يدعو للتوحد مع الإخوان يخون ويزايد عليه وكان الأمر صعبًا، أما اليوم فيحدث العكس بمعنى أن أي شخص يعارض التوحد بشكل عام ضد النظام الحالي هو من يخون". وأوضحت نجيب، "وتيرة كره الإخوان قلت إلى حد كبير، ولم يعد وضعهم في خانة "يسقط كل من خان" لائقًا"، موضحةً أن "دمجهم مع العسكر والفول ظالم ولا يجوز أن يكونوا في كفة وحدة معًا". وأكدت أن "الوضع بين الطرفين الآن أصبح أفضل وأن الأغلبية هم مَن يدعون للاصطفاف الوطني"، مشيرة إلى أن "هناك تواصلاً جزئيًا مع شباب الجماعة ولكن إلى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق واضح بين الطرفين". وفي رها حول تمسك حركة "6إبريل" في آخر فعالية لها، قالت نجيب، إنها من الجبهة الديمقراطية وليست من الحركة الأساسية، كما أن الأحداث الأخيرة قربت الإخوان من القوى الثورية، على حد قولها. من جهته، قال خالد إسماعيل عضو المكتب السياسي لحركة 6 إبريل، إن الفرصة ستكون سانحة أمام الإخوان ليعودوا إلى صفوف الثوار إذا ما تخلوا عن مطالبهم بعودة الشرعية والرئيس المعزول، مؤكدًا أنه مع مرور الوقت سيتوحد الجميع باعتبار جماعة الإخوان فصيل لا يتجزأ من الوطن. وأضاف، أن "فشل جماعة الإخوان في إدارة البلاد قد يرجع لسوء إدارتهم ولعدم خبرتهم في ممارستهم للحكم، إلا أننا لن نعفيهم من مسئولية ما وصلنا إليه الآن"، وتابع قائلا: "ما زال هناك أزمة ثقة بينا وبينهم ولن تحل إلا بمرور الوقت على أن يقتنع الجميع بأن الحكم للبلاد يجب أن يكون مدنيًا".