أظن أننا لو تعاملنا مع وثيقة " السلمى " من المنطلق القرآنى : " لاتحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم " يمكننا أن نلحظ الفوائد التى ربحها الشعب والقوى السياسية من وراء " وثيقة " السلمى وأولها حالة التوحد التى ظللت الغالبية من التيارات السياسية الوطنية التى اصطفت وراء الرفض التام لمثل هذه الوثيقة المعيبة التى تفرغ ثورة 25 يناير من محتواها وتعيد إنتاج الدولة السلطوية الفاشية التى خرج الشعب ثائراً عليها على مدار ثمانية عشر يوماً وكان شعاره الأثير " تغيير .. حرية .. عدالة اجتماعية " كما أبدع الشعب عندما اختزل مطلبه فى عبارة واحدة " الشعب يريد إسقاط النظام " فهو لم يكن يريد استبدال الأشخاص ولا تغيير الأقنعة بقدر ما كان يطمح إلى استبدال أنظمة القمع والقهر والتسلط لذا لم يكن من المستساغ أن نعيد إنتاج ذات النظام باستبدال المجلس العسكرى بمبارك ، ولم يكن من المستساغ أن تظل قوة تفرض وصايتها على الشعب المصرى بحجة عدم إدراكه لمصلحته أو وقوعه تحت تأثير قوى معينة . هذا الاصطفاف أراه إيجابية تحتاج إلى تعظيم حتى نتمكن من عبور " الفخ " الجديد والدخول إلى معترك الانتخابات البرلمانية ونحن فى كامل لياقتنا " الوطنية " . كما أن وثيقة السلمى كشفت " الفاشيين الجدد " الذين اصطفوا وراء الوثيقة انطلاقاً من مصالح حزبية وإيديولوجية ضيقة يعد أن ظنوا أنها طوق النجاة التى ستنتشلهم من ورطتهم مع الاستحقاق الانتخابى القادم ، ورغم أن الفرصة واتت هؤلاء الفاشيين ل " التطهر " و " التوبة " من مساعدة النظام السابق فى سحق الحريات وتقويض الديمقراطية إلا أنهم أبوا إلا المضى فى طريق الضلالة والإصرار على استكمال التآمر على حق الشعب الأصيل فى الاختيار والمساءلة وأن يبقى مصدراً للسلطات وفوقها ، ومن العجيب أن هؤلاء " الفاشيين " لم يستحوا من وصف القوى الرافضة لهذه المهزلة وخاصة الإسلاميين ب " البلطجية " !! هذه القوى " الفاشية " يجب أن يفضحوا على رؤوس الأشهاد وأن يعرف الشعب حقيقة الدور الذى قاموا بها وكيف أنهم كانوا أشد وطأة من الحزب الوطنى الذى مارس إفساده بكل وجه سافر أما هؤلاء فقد استتروا خلف لافتة المعارضة ليمارسوا كل أنواع " الفجور " السياسى بل منهم من لم يحفظ مكانته السياسى ورضى أن يكون مجرد " مصدر معلومات " لضابط فى عمر أولاده . كما أن هذه " الفاشية " لم تقتصر على الحزبيين وفقط بل شاركهم فيها إعلاميون معروفون أيضا بخدمتهم فى بلاط " أمن الدولة " وحاشية " مبارك " ويعرفون جيداً أنهم لامكان لهم فى ظل أجواء ديمقراطية صحية تتسم بالشفافية والوضوح . وثيقة السلمى كشفت " أعداء " الوطن المستترين الذين ركبوا الثورة وحاولوا جهدهم الاستفادة منها وصرفوا أنظار الشعب عن مشاكله الحقيقية وتحدياته الواقعية إلى مشاكل مصطنعة من عينة " البكينى " و " الخمر " .. إلخ . نحن أمام فرصة سانحة ويجب ألا تفلت من بين أيدينا لفرز الوطن فرزاً حقيقياً ليس على أساس أيديولوجى بل على أساس " الوطنية " والاصطفاف مع الشعب فى مطلبه الأساسى " تغيير .. حرية .. عدالة اجتماعية " فتمايزوا أيها الناس حتى نعرف من أين نؤتى . [email protected]