نعى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ودار الإفتاء المصرية، القضاة وأعضاء النيابة العامة الذين استشهدوا، صباح اليوم في هجوم مسلح على سيارتهم في شمال سيناء، ما أدى إلى استشهاد أربعة، بالإضافة إلى سائق السيارة، وإصابة قاضٍ خامس. ووقع الهجوم بالتزامن مع الحكم الذي أصدرته محكمة جنايات القاهرة اليوم بإحالة أوراق بإحالة أوراق الرئيس الأسبق محمد مرسي و121 للمفتي لاستطلاع الرأي في إعدامهم من بين 166 متهما في قضيتي "التخابر الكبرى" واقتحام السجون". وقال الأزهر، إن "هذا العمل الإرهابي الجبان الذي يستهدف قضاء مصر الشامخ لإثنائه عن تطبيق القانون والقصاص ممَّن أجرم في حق شعبه ووطنه - لن يخيف رجال القضاء الشرفاء، أو ينال من عزيمتهم التي لا تلين، أو يعيقهم عن أداء دورهم الوطني في النظر في القضايا المطروحة أمامهم والفصل فيها بكل حيدة ونزاهة وإنصاف كما هو عهد المصريين بقضاته المشهود لهم بإقامة العدل بين الناس". وأضاف أن "خسَّة الإرهاب باتت واضحة، وتزداد انحدارًا كل يوم، راغبةً في إظلام مصر من كل ما هو مضيء، فاتجهت إلى ضمير هذه الأمة من رجال القضاء وسدنة العدالة واغتالتهم؛ وهم آمنون مسالمون لا يحملون سلاحًا سوى ضمائرهم وإيمانهم بالحق والعدل، ولتؤكد جرائمهم على أن هؤلاء الإرهابيين لا علاقة لهم بدين أو إنسانية وأنهم مجموعة من المجرمين الخارجين على القانون". وتابع الأزهر قائلاً إنه "على ثقة تامة بتلاحم كل فئات وأطياف الأمة مع قواتنا المسلحة الباسلة والشرطة المدنية؛ للقضاء التام على بؤر الإرهاب وتخليص مصر من جرائمه"، مشددًا على أن "الأزهر الشريف يصل الليل بالنهار ليقوم بواجبه في الحرب على الأفكار الإرهابية والمتطرفة على كافة الأصعدة لحماية أبنائنا من أخطار الإرهاب والتطرف". من جهتها، قالت "دار الإفتاء" المصرية، إن "القضاء المصري ورجاله لن تثنيهم أي ممارسات إرهابية فاجرة عن أداء رسالتهم في ترسيخ العدالة وتتبع المجرمين". وشددت الدار في بيان أصدرته تعقيبًا على حادثة شمال سيناء التي استهدفت عددًا من القضاة العاملين بمحكمة شمال سيناء على أن "ثوب العدالة المصرية سيظل ناصعًا بنزاهة أبنائه الذين يقولون الحق ولا يخشون في الله لومة لائم، ولن يتأخروا عن تلبية نداء الوطن بوضع كافة المجرمين في أغلال العقوبة القانونية التي تمنع عن الوطن أذاهم، وتردعهم عن مواصلة التخريب". وقالت دار الإفتاء في بيانها إن "كافة مؤسسات الدولة من قضائية وأمنية ودينية وعمالية وإعلامية ستظل على قلب رجل واحد تؤدي دورها في نصرة الحق ومكافحة الإرهاب". وشددت على أن "جميع مواطني مصر النبلاء لا يخشون الموت دفاعًا عن وطنهم الذي يرغب الإرهابيون تدميره بإراقة دماء الأبرياء التي رفع الله حرمتها فوق حرمة البيت الحرام ". وقالت الدار في ختام بيانها "نعزى أنفسنا والقضاء المصري وندعو الله أن يدخل شهداء القضاء المصري وجميع شهداء الوطن فسيح جناته، ويلهم أهليهم وذويهم الصبر والسلوان".