الوزير: حلول جذرية لجميع المشكلات والتحديات المتعلقة بترفيق منطقة أبو رواش الصناعية    الرئيس اللبناني: قصف المنشآت النووية الإيرانية يزيد المخاوف من اتساع رقعة التوتر    بنهاشم: هدفنا الفوز على يوفنتوس والتأهل.. لا نؤمن بالمستحيل    ألونسو: فينيسيوس يملك كرة مختلفة.. وهذا موقف مبابي    جوارديولا: التواجد في كأس العالم للأندية شرف.. ورودري لن يبدأ أمام العين    مياه الشرب بالقليوبية: انقطاع المياه 9 ساعات عن 4 قرى لإجراء أعمال ربط خطوط الصرف الصحي بمحطة عرب شركس    «حياة كريمة»: قدمنا خدمات ل45 مليون مواطن على مستوى المحافظات    مصدر إيراني: نقلنا معظم اليورانيوم من منشأة «فوردو» إلى موقع آخر    الحرس الثوري الإيراني: القدرات الأساسية للقوات المسلحة لم يتم تفعيلها بعد    البورصة المصرية تستهل بتراجع جماعي اليوم الأحد 22 يونيو 2025    الأحد 22 يونيو 2025.. صعود جماعي لمؤشرات البورصة بمنتصف التعاملات    5 جنيهات لكيلو الطماطم.. انخفاض أسعار الخضروات اليوم بأسواق الإسكندرية    عبد الحفيظ: الأهلي كان ممكن يرجع ب13 مليون دولار.. لا يليق أن نودع مونديال الأندية في المركز 27    وكيل تعليم الفيوم يتابع غرفة عمليات امتحانات الثانوية العامة في مادة اللغة العربية    الأولى بإغماء والثانية بحالة نفسية.. إصابة طالبتين داخل لجان امتحانات الثانوية العامة في الشرقية    مصرع تاجر مخدرات وضبط آخرين لحيازتهم مواد ب50 مليون جنيه في أسوان    معلمي الأول| أحمد عزمي يكشف كواليس علاقته بالراحل أشرف عبد الغفور    د.عبدالراضي رضوان يكتب : ل نحيا بالوعي "15" .. التساؤلات العشر حول ناكر الجميل    بدون تكييف.. حيل ذكية لاستخدام المروحة لتبريد منزلك بكفاءة في الصيف    نظامك الغذائي لا يعني الحرمان| 5 وصفات حلوى شهية بالشوفان تناسب الدايت    محافظ أسيوط يبحث آليات دعم المنظومة الصحية وتحسين مستوى الخدمات الطبية    هيئة الرقابة النووية: مصر بعيدة عن أي تأثير لضرب المنشآت النووية الإيرانية    وزير الإسكان: تخصيص قطع أراضي لمن تم توفيق أوضاعهم بقرعتين بالعبور الجديدة    «الداخلية» تكشف ملابسات فيديو احتجاز فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة في دمياط    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 6 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    250 جنيهًا مؤقتًا| مشروع قانون الإيجار القديم يقر قيمة إيجارية موحدة لحين انتهاء الحصر والتصنيف    صور.. المركز الكاثوليكي المصري للسينما يكرم صناع مسلسل "لام شمسية"    مسؤول بالبيت الأبيض: ترامب قال إن قصف إيران هو الشىء الصحيح الذي ينبغي فعله    شاهد.. نموذج تمثال مجدي يعقوب فى دار الأوبرا قبل تدشينه    إرهاصات أولى لحرب عالمية ثالثة.. محللة سياسية تكشف: الحرب مع إيران لم تكن مفاجئة    شوبير يكشف موقف الأهلي من عودة محمد شريف    الأهلي يرد على رسالة عبد القادر وُيبلغ زميله بالرحيل.. شوبير يكشف    أطلق لأول مرة.. ماذا نعرف عن صاروخ خيبر الذي استخدمته إيران لضرب إسرائيل بعد قصف منشآتها النووية؟    «الرعاية الصحية»: إطلاق برنامج «عيشها بصحة» لتعزيز الوقاية ونمط الحياة الصحي بمحافظات التأمين الصحي الشامل    منهم أحمد عز.. 5 نجوم في بلاتوهات التصوير    الفن فى وسط الحطام: غزة تطلق أول مهرجان دولى لسينما المرأة    بصحبة زوجته..إمام عاشور يغادر بعثة الاهلي في أمريكا ويعود إلى القاهرة    هل يجوز إعطاء زكاة المال للأبناء؟.. أمين الفتوى يوضح    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 22-6-2025 في محافظة قنا    النسوية الإسلامية (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا): مكانة الأسرة.. فى الإسلام والمجتمع! "130"    رئيس حزب المصريين الأحرار ل«روزاليوسف»: عصام خليل: نستعد للانتخابات بكوادر جديدة    "الصحفيين" تطالب باجتماع عاجل مع "الأعلى للإعلام"    السيطرة على حريق داخل جامعة عين شمس    كريم سرور: أول معالجة لفيلم "في عز الضهر" كانت 2018 ولم أتوقع موافقة مينا مسعود    «البسوا الكمامات».. تحذير من حالة الطقس اليوم: نشاط للرياح المُحملة بالأتربة    قبل فتح أبواب اللجان.. طلاب الثانوية يراجعون اللغة العربية فى الدقائق الأخيرة    أبرزهم زيزو.. محسن صالح منتقدًا ثلاثي الأهلي: «ليس لهم عنوان في القلعة الحمراء»    حبس وغرامة، عقوبة امتناع مقدم الخدمة عن تنفيذ قرار حجب المواقع    ترامب عن مهلة الأسبوعين لإيران: الوقت وحده هو الذي سيخبرنا    فتح باب التقديم لوظائف معلم مساعد مادة لغة إنجليزية    مدرب يوفنتوس يحذر من قوة الوداد ويؤكد: المفاجآت واردة بمونديال الأندية    إيران: " فوردو" النووية لا تحتوي على مواد مشعة    صديقة طبيبة طنطا الراحلة: خدمت مرضى كورونا وتوفيت أثناء عملها    هل يجوز الوضوء والاغتسال بماء البحر؟    ترامب: موقع فوردو النووى انتهى تماما    30 يونيو.. تأكيد وحدة مصر    ب 1450 جنيهًا من البيت.. خطوات استخراج جواز سفر مستعجل إلكترونيًا (رابط مباشر)    التعجل في المواجهة يؤدي إلى نتائج عكسية.. حظ برج الدلو اليوم 22 يونيو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سود أميركا بين العرب وأنصار إسرائيل منار الشوربجي
نشر في المصريون يوم 03 - 11 - 2011

لأنني كرست الجزء الأكبر من عملي الأكاديمي لدراسة الولايات المتحدة الأميركية، فقد أدركت منذ وقت مبكر أن سود أمريكا بمثابة حلفاء طبيعيين لنا نحن العرب. وقد انبنت قناعتي الفكرية تلك على أسباب عديدة، منها مثلا أن معاناة سود أمريكا من الاضطهاد والتمييز، تجعلهم أكثر ميلا من غيرهم لتفهم معاناة الشعوب الأخرى.
لذلك فإن السود في أميركا ربما هم أكثر الجماعات تشككا في الروايات الرسمية، خصوصا التي تقدمها الأجهزة الأمنية. فهم يعرفون جيدا أن من تطلق عليه السلطات الأمريكية صفة "إرهابي"، ليس بالضرورة كذلك. فهم اختبروا ذلك بأنفسهم، فقد وصفت تلك السلطات نفسها مارتن لوثر كنغ زعيم حركة الحقوق المدنية، ب"الإرهابي" في الستينات، وكان الرجل يخضع لمراقبة أجهزة الأمن الأمريكية تلك، بحثا في سجله عما يمكن أن يشينه. والكثير من رموز وقيادات السود في تلك المرحلة التاريخية المهمة، اتهموا بالإرهاب.
بل أكثر من ذلك، فإن نيلسون مانديلا ظل "إرهابيا" في الولايات المتحدة، طوال فترة كفاحه ضد العنصرية في جنوب إفريقيا، وهو الوصف الذي لم يتم إسقاطه رسميا إلا بقرار من الكونغرس منذ سنوات ثلاث. معنى ذلك كله، أن الأمريكيين السود ربما هم الأكثر ميلا للتعاطف مع كفاح الشعوب من أجل الحرية والعدل.
ولا يقل أهمية عن ما سبق، ذلك الدور المحوري الذي لعبته الكنيسة السوداء في حركة الحقوق المدنية. فلأن الكنيسة السوداء كانت المؤسسة الوحيدة التي لا يملكها البيض، فقد صارت بالنسبة للسود هي الملاذ والملجأ، وصارت أيضا المصدر الأساسي لتفريخ الرموز القيادية، بمن في ذلك مارتن لوثر كنغ.
والكنيسة السوداء كانت قد قرأت الكتاب المقدس، باعتباره كتابا ثوريا يناهض الظلم ويحارب كل أشكال الاضطهاد. ومن هنا فإن حركة الحقوق المدنية، التي تزامنت في الستينات مع حركات التحرر الوطني في العالم الثالث، أيدت تلك الحركات منذ البداية، لأن سود أمريكا وجدوا في كفاحها خبرة مشابهة لكفاحهم من أجل العدل والحرية في المجتمع الأمريكي. وفي الوقت الذي أيدت فيه تلك الرموز، حركات التحرر الوطنى المختلفة بما فيها حركة التحرير الفلسطينية، فقد وقفت موقفا قويا مناهضا لحكومة جنوب إفريقيا ونظامها العنصري.
وقد كان الموقف من فلسطين ومن جنوب إفريقيا، من أهم أسباب الصدع التاريخي الذي حدث في علاقة السود باليهود في ذلك الوقت، رغم تحالفهم في المراحل الأولى لحركة الحقوق المدنية. فقد كافحت رموز يهودية كثيرة، جنبا إلى جنب مع الرموز السوداء، من أجل المساواة ووضع نهاية للعنصرية والتمييز في المجتمع الأمريكي. لكن موقف إسرائيل الداعم لحكومة جنوب إفريقيا العنصرية، ومواقفها الرجعية من كل قوى التحرر الوطني وقتها، ثم امتناع اليهود الأمريكيين عن إدانة ذلك الموقف الإسرائيلي، كان مصدر استياء بالغ لدى السود، بينما لم تقبل الرموز اليهودية تأييد السود لحركة التحرر الوطني الفلسطينية.
بعبارة أخرى؛ فإن قناعتي بأن السود حلفاء طبيعيون لنا، لم تكن مبنية فقط على اعتقادي بأن خبراتهم ستؤثر على الأرجح في تفاعلهم معنا، وإنما كانت مبنية على وقائع تاريخية محددة، من تأييد واضح ومباشر لحركات التحرر الوطني.
لذلك، ما من مناسبة أتيحت لي في الإعلام المرئي والمكتوب، أو في الدوائر السياسية المعنية، إلا ودعوت من خلالها للاهتمام بفتح قنوات، ليس فقط مع الرموز السوداء، وإنما مع مجتمع السود نفسه. لكنني كنت أعجب من ردود أفعال دبلوماسيينا إزاء ما أقول. فنظراتهم كانت تحمل استعلاء واضحا، يقولون معه وكأنهم يفشون سرا، إن الجماعة السوداء، بل وزعاماتها ليست مؤثرة في السياسة الأمريكية!
ولطالما انزعجت من تلك المقولة، التي تكشف عن جهل بالسياسة الأمريكية من أكثر من زاوية. فهي إحدى تجليات الميل العربي للاقتراب من أعلى سلم صنع القرار في أمريكا، بينما القرارات تتشكل وتصنع فعليا في المستويات الأدنى، ثم يوافق عليها أعلى السلم. لكن الأهم من كل هذا، هو أن الحديث عن الجماعة السوداء ككتلة واحدة، ثم الحكم عليها بالمطلق بأنها غير مؤثرة، أمر ليس له محل من الإعراب. فأنت حين تسعى لخلق تحالف، فإنك تبنيه على المدى الطويل، لا الآني والقصير. فليس صحيحا أن الجماعة السوداء ليست مؤثرة بالمطلق. ففي الكونغرس مثلا، ولأن تولي المناصب القيادية يكون عبر خليط من الأقدمية والانتخاب، فقد صار هناك عدد لا بأس به من السود على رأس لجان مهمة وبالغة الحيوية بالنسبة لمصالحنا.
ولعلك تسأل، عزيزي القارئ، ما مناسبة كل تلك القصة الآن؟ والإجابة هي أن أنصار إسرائيل يسعون اليوم لفعل ما كان ينبغي أن نفعله نحن. فهناك منذ فترة، حملة مكثفة تزداد قوة يوما بعد يوم، تقوم بها منظمات المسيحية الصهيونية، بالتنسيق مع المنظمات اليهودية المناصرة لإسرائيل، هدفها اجتذاب القيادات الطلابية السوداء في كافة الجامعات الأمريكية، وذلك عبر دعوتهم ليس فقط لزيارة إسرائيل، وإنما عبر دعوتهم لحضور اجتماعاتهم ومنتدياتهم لإقناعهم بدعم إسرائيل. ومن الواضح طبعا، أن أنصار إسرائيل يراهنون على الأجيال الجديدة من السود التي لا تحمل ميراث حركة الحقوق المدنية، ولم تكن طرفا في التوتر بين السود واليهود بسبب مواقف إسرائيل الرجعية.
لكن الأخطر من ذلك، أن أنصار إسرائيل يسعون اليوم لاستغلال تدين السود لصالح إسرائيل، وذلك عبر الاقتراب من رواد الكنيسة السوداء، وربط إسرائيل بالتفسير الحرفي للكتاب المقدس، كما يفعل المسيحيون الصهاينة.
أتابع تلك التطورات، وأشعر بالحسرة من موقف العرب جميعا، الذين لم يحركوا ساكنا.. لا قبل هذا التطور ولا بعده.
نقلا عن البيان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.