وصلتني هذه الرسالة من الاستاذ نور الدين حافظ .. يقول فيها: شاهدت في الهند ضباطا يضعون ريشة على رؤوسهم كوسام يمنح مقابل انجازات معينة وفسر لي هذا المشهد عبارة (على راسه ريشة) .... وبالطبع فإن من على راسه ريشة يمشي منتفخا منتشيا رافعا رأسه وريشته اتذكر هذا المشهد - الهندي - كلما تجدد اللغط حول القواعد الحاكمة للدستور او المواد فوق الدستورية فالليبراليون المصريون يصرون على احتفاظهم بالريش رغم ان الثورة قد (نتفت) ريش كبيرهم المخلوع ولعل هزيمتهم الكبرى برحيله وما تلاها من اكتشاف أفراد العصابة الليبرالية الكبرى والتي كانت تستحوذ على كل المناصب الدبلوماسية والتوكيلات التجارية وكذلك رخص (الاكشاك) السياسية التي كان يطلق عليها احزاب في عهد . علاوة على اسناد كافة المناصب الاعلامية والجامعية والاستشارية لمشايخ (الطريقة الليبرالية) !! ناهيك عن الحرب الشرسة التي طحنت الشركات الوطنية ورجال اعمال من وزن ونوعية عبد اللطيف الشريف وحسن مالك وعبد الرحمن سعودي وكثيرون غيرهم حتى تخلو الساحة لحسين سالم وجرانه ورشيد وأمثالهم من (اكسلانسات مصر) مدخني السيجار وآكلي الكافيارو......سارقي المليار! ووفقا لنظرية البحث الجنائي الشهيرة : ابحث عن المستفيد تصل الى المجرم فالمستفيد الوحيد من عرقلة مسيرة الانتخابات هي (الطريقة الليبرالية) التي اتضح تلوثها بالفساد والنفاق نتيجة ما تعتنقه من مذاهب نفعية براجماتية ميكافيللية.. فهم لم يكونوا يوما على خلاف مع مبارك وحزبه وحكومته بل كانوا هم السدنة والكهنة والدهاقنة بل وحملة المباخر ايضا. هم يعلمون ان الغد القادم لا ينتظرهم في صالة كبار الزوار كما اعتادوا لكن المستقبل يضعهم على قدم المساواة مع آكلي (الكشري) وراكبي (المترو) ولعل ما جرى من استفتاء وما تلاه من انتخابات مهنية قد اكد لهم مخاوفه من نهاية عهد الامتيازات الليبرالية التي طال تمتعهم بها واحتكارهم لها اتذكر خيبة الأمل التي باء بها (الجمل) وطرده من مجلس الوزراء بعد اصراره على ادعاء الذكاء فاستبدلوه بالسلمي الذي بدلا من ان نهنأه بالشفاء والسلامة فجعنا هو بإصراره على زرع لغم المواد فوق الدستورية أو ما يسمى الإطار الحاكم ..!! وكلها أقنعة مزيفة تخفي وراءها استعلاء شيوخ الطريقة الليبرالية يريدون من خلالها تحجيم التغيرات المتوقعة ومصادرة رأي الشعب وضمان بقاء الاوضاع على ما كانت عليه ضمانا لاستمرار سطوتهم وانتفاخ كروشهم وجيوبهم وضمانا لاستمرار التبعية للسيد (الكبير) ولعل دعوتهم الزائفة تحمل في طياتها عوامل الفشل فطريقة تشكيل لجنة (ابو الريش) المزعومة تعد لغما سوف ينفجر في وجه مصر..فما هي آلية أختيار أعضاء هذه اللجنة ؟ وهل سينتخبها الشعب ؟ وهل يستفتى الناخبون على هذه المواد المصيرية ؟ أم أن رغبات كهنة الليبرالية مشيئة عليا تسري على كل مصري عاقل او عبيط بمجرد صدورها واتساءل مع النائب سعد عبود : (كيف تكون توصيات لجنة "معينة" ملزمة لأعلى سلطة "منتخبة" ؟؟؟) أليست هذه مفارقة مؤسفة عيب يا ليبراليين مصر ..احترموا قواعد الديمقراطية ... أو حتى حاولوا ذلك كنت اتوقع ان يكون اسم السلمي على مسماه ....فإذا به (حربي) تصادمي اقصائي وكنت انتظر منه ان يراجع قراءة المشهد خلال فترة النقاهة.... حتى يسلم من مصير سلفه........ وحتى يسلم الوطن" انتهت [email protected]