رد الدكتور ايمن نور - زعيم حزب غد الثورة - للمرة الثانية على مقال الكاتب الصحفي وائل قنديل الذي كان قد رد به على رد نور على مقاله الاول بعنوان "عزيزي ايمن نور .. ميحكمش" . ولفت نور في مقاله أن موقفه من المقارنة بين الرئيس الاسبق مرسي الذي وصل للحكم بالصندوق وبين الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي الذي انقض عليه "بحسب وصفه" . وإلى نص المقال: . كتب الصديق والرفيق وائل قنديل مقالاً أمس 11/5/2015 بجريدة العربي الجديد بعنوان: عزيزي أيمن نور "ما يحكمش" .. ورددت أمس على بعض ما ورد في مقاله بمقال – وليس بيان – بعنوان" ما ينفعش" .. فرد اليوم بمقال آخر بعنوان: صديقي أيمن نور والله ينفع.. كان صدى نشر هذا "الديالوج" مفاجأة لي، لحجم الرسائل الهائل – التي تخبئ بين سطورها، إحتراماً وشوقاً لحوار وخطاب وخلاف محترم .. وأستهل ردي( الأخير ) على الصديق العزيز، برسالة وصلتني على تويتر بين الاف الرسائل، من صديق مشترك، هو الدكتور/ جمال نصار، والتي قال فيها: عندما سأل الأمام علي، من أحمق الناس؟ قال: "من لا يكسب من كل يوم صديق جديد، وأحمق منه، من يفقد كل يوم صديقاً قديماً" .. وحتى لا أقع في هذا المحظور أتحسس بشدة في الخلاف مع الأصدقاء.. .. نعم .. كان محور تعقيبات الكثيرين، ينصب على فكرة (إحترام الأحترام) لكن غيرها غلبت عليه نبرة عميقة من المخاوف المشروعة، أن نهتم بما هو خارج الهم، وأن نصطف خارج الصف، وأن ننشغل بما يشغلنا عن أصل الأزمة، فنشعل النار في ثيابنا، ونبدد جهدنا ووقتنا، ووقت الناس.. .. لذا أقول لصديقي العزيز وائل قنديل: والله "ثلاثة" "ما ينفعش" أولاً: .. ما ينفعش أن نعيش أسرى لفكرة السيناريو الواحد.. ونضع مجرد فكرة "مناقشة" أفكار وسيناريوهات أخرى، في دائرة التجريم –إبتداءاً- وأنا اتحدث عن (مناقشة) وليس (موافقة) ومن هنا أستغرب كثيراً ما ورد في مقالك – الثاني – من أن ردي على سؤال في حوارين متقاربين، عن موضوع الإنتخابات الرئاسية المبكرة، يعني بالضرورة – كما قلت في المقال – إني منحاز للفكرة!! .. "ما ينفعش" يا صديقي هذا الفرض "المركب" على فرض آخر، وإستخراج موقف مغاير لما أعلنته مراراً وتكراراً في ذات الحوارات وفي ردي على ما أثير حولها .. .. "ما ينفعش" إفتراض أني كررت الحديث عن الموضوع مرتين، لأني مستقبل لأسئلة في حوار ولست مرسلاً لها، فأنا أرد على ما يطرحه المحاور، ولا أملك أن أحيل أجابتي لحوار سابق حتى لا أكرر .. "وما ينفعش" أن نرى خلف مجرد التكرار، إنحياز، أو ترويج، أو مؤامرة، لأن الحقيقة التي لا يجوز تجاهلها أن الموضوع مثار من قبل، وخلال هذه المدة، التي جرى فيها الحوار الأول، والثاني، عبر أحزاب، ومقالات وقنوات.. .. وما ينفعش أن نحصر تفكيرنا، وتحليلنا، وإستنتاجاتنا، في إطار فكرة التكرار وهي أمر يتصل بالشكل فقط بعيداً عن المضمون، وأقصد هنا.. هل التكرار في طرح الموضوع لمرتين يعني أني وافقت على شرعية السيسي كما قال البعض ؟! على سبيل المغالطة ، والتدليس والمكابرة.. بينما حواري ينضح في مواضع مختلفة بالعكس تماماً !! .. لن أكرر كلماتي الواردة في الحوار، والتي ذكرتها في مقالي الأول لك، والتي تفضلت أنت بالأشارة لها في مقالك الثاني، ومنها أني أرفض شرعية السيسي، ولن أعطيه شرعية، وأرفض أي سبيل يؤدي إليها لزوما.. ثانياً: والله ثلاثة يا صديقي ما ينفعش أن تسألني في مقالك الأول، وتكرر في الثاني، ذات السؤال، عن عدالة وأخلاقية المساواة بين الدكتور مرسي والسيسي، بأعتبار الأول وصل بالصندوق، والثاني إنقض عليه؟ ورفضي للسؤال وتكراره، لوضوح موقفي وثباته في الماضي، والحاضر، والمستقبل ، ومن اليوم الأول، وللأن، ولا يحسبن أحداً أني مضطراً لتكرار موقفي هذا – الذي أشرف به – في كل مناسبة أو تصريح، حتى ولو كان في الموضوع أو خارجه!! مينفعش يا صديقي وائل أن ننظر لبعضنا إبتداءاً بعين الشك وأن نرتاب من كل إجتهاد أو رأى – خارج الصندوق – وأن نعتبر الماضي وثبات مواقفنا- يقيناً- في دائرة الإحترام!! لا في دائرة الأختبار!! .. فعندما يسأل أحد رجل هل أنت رجل؟ فهو يهين رجولته!! وقد يحمله هذا السؤال أن يرد عليه بالعبارة الشهيرة "أرجل منك" ومن زمان وبكتير!! .. أطمئنك يا عزيزي، وصديقي، على صحتي التي سألتني عنها في مقالك الأول، فأنا في صحة جيدة والحمد لله .. ولم يصاب نظري بعمى الألوان، كي أرى الأبيض أسود، أو الأسود أبيض، و أحب أيضاً أن أرى كل الوان الطيف، وأعترف بها، وأحترم .. وجودها.. بنفس الدرجة التي لا أحب فيها أن أظل حبيس توجه أو صندوق، لا أفكر أبداً خارجه، فلا أضيف إلا أصفارأً على يسار أرقام، لا تتحرك للأمام.. ولا ترى غير، لحظة في الماضي، ولا تريد أن تعزف إلا على وتر واحد .. في مثل هذا اليوم 12 مايو قدم سعد زغلول مذكرة إحتجاج لمؤتمر الصلح المنعقد في فرنسا ولم يعتبر أحد من العقلاء الراشدين ولا حتى من الكارهين له، أن هذه المذكرة، اعتراف بالأحتلال، ولا أهدار للدماء التي سالت من أجل الحرية!! ثالثاً: يا صديقي العزيز.. منذ سنوات بعيدة، شاهدت فيلم "هروشيما.. حبيبتي" كنت أدقق في الكلمات الفرنسية، لبطلة الفيلم "إيمانويل ريفا"، يصلني منها ما يشبه طلقات الرصاص، وهي تصف مأساة مذابح الحرب العالمية الثانية في أوربا، ومأساة هيروشيما وهما يتعانقان ويصنعان سحابة تظلل الضمير العالمي كله، وتضع البشرية أمام مسؤليتها في وقف مسلسل الجنون، وتضع عقلاء العالم تحت وضوح لاهب لعدسة مكبرة في حجم قرص الشمس . .. أذكر البطلة وهي تقف أمام صور رجال ونساء وأطفال، شوهتهم الأشاعات الذرية، وحولتهم إلى بقايا بشر وهي تقول: - كل ما أريده، هو أن يكون لي، ذاكرة لا تنتسى.. وقلب لا يصفح..وعقل لا يتوقف في بحث سبل تحول( دون المزيد من الضحايا) .. تعلمت من المشهد: أن التفكير في المستقبل،لا يعني نسيان أو إسقاط الماضي، من الذاكرة.. .. وأن وقف النزيف، لا يعني، التسامح أو التفريط في دماء، أو حقوق لا نملك نسيانها .. أنها متعة رخيصة، أن نستعذب الغفلة عن المستقبل، بدعوى عدم نسيان الماضي، وكأنهما أمران متصادمان، وأن يشغلنا الشكل عن المضمون، والوسيلة عن الغاية..وأن يرهبنا البعض بجهل، أو بقصد وعمد، عن مناقشة "كافة السيناريوهات المقبولة وغير المقبولة، وصناعة "دياليتيك" قد يفتح أمامنا ثغرات في جدار الأزمة، بدلاً من بلاده الأستسلام للسيناريو الأوحد، وتكرار نفس الخطوات، وإنتظار نتيجة مختلفة!! فنعيش مرارة اللحظة ألف مرة. ..والله ثلاثة" ما ينفعش" أن ننسى الماضي – ولن ننساه – وما ينفعش يغرقنا الواقع في تفاصيله، ونظل نعيش في المعاني المجردة، ونتشابك حول ظنونه.. وإحتمالات تشغلنا – أحياناً – ونشغل بها الناس أكثرالأحيان. وننسى وسط كل هذا، أننا لم نؤدي ما علينا، في وضع حلول – أولى الإهتمام – للمستقبل، أتمنى أن نتداعى من أجلها، لنخرج أيدينا من الماء الفاتر، وأقدامنا من الطين اللزج، والرمال الناعمة، ولتوحيد جهودنا في وضع سيناريوهات، وأخرى بديلة، لرؤية واضحة لمصر التي نحلم ونؤمن بها ..وأخيراً يا صديقي وائل، التمس لك العذر فيما كتبت، وأقبل بمعظمه، ألا أني لا أجد عذراً، أن أستمر في هذه "المحاجة" – المحترمة- إحتراماً لما ينبغي أن ننشغل به أكثر، بعد أن بسط كل حجته ورؤيته، وتحقق التعادل في الأعلان والأعلام، وبات الحوار المباشر وارداً، وأكثر مردوداً وفائدة.. لذا أغلق من جانبي صفحة الحوار على صفحات الصحف.. والسلام..ختام.. والعقل والإعتدال هو الأمل.. في وطن لا أحد يحتكر فيه السلطة والثروة والرؤية..