تطورت استراتيجية قيادة المملكة العربية السعودية للحرب في اليمن لبدء حرب برية لردع الحوثيين رغم صعوبة هذا القرار ومخاطرة الكبيرة إلا أن السعودية لجأت إلى تدريب قوات يمنية على أراضيها والدفع بها مرة أخرى في ساحة القتال لتحقيق مكاسب نوعية دون الزج بقوات سعودية أو تابعة للتحالف العربية في الوقت الحالي، وذلك بحسب الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن العميد الركن أحمد العسيري. كان العسيري، أكد في تصريحات سابقة، أن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن يعمل على تعزيز قدرات المقاومة الشعبية اليمنية وإمدادها بالسلاح الثقيل الكافي للتفوق على الحوثيين. وأضاف العسيري، في حديث (لقناة الحدث) أن قوات التحالف لو قررت القيام بإنزال بري في عدن أو غيرها فإنه سوف يعلن ذلك رسميًا وعبر مؤتمر صحفي، معتبرًا أن أي إنزال من هذا النوع لا يمكن إخفاؤه. وكشف مصدر محلي في محافظة أبين، عن وصول قوات برية قادمة من المملكة العربية السعودية إلى محافظة أبين، جنوبي اليمن. وقال المصدر، في تصريحات صحفية اليوم، نقلها موقع "يمن برس"، إن هذه القوات يمنية ووصلت إلى أبين قادمة برًا من السعودية بعد تدريبها هناك. وكان مسئول حكومي يمني قد قال، الأسبوع الماضي، إن هناك قوات برية محدودة من قوات التحالف العربي موجودة باليمن على أرض عدن، وهو ما نفته قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. وقال محمد محسن أبو النور، المحلل السياسي والباحث المتخصص في العلاقات الدولية، إنه من حيث المبدأ يمكن القول بأن المملكة العربية السعودية عملت في المرحلة الأخيرة بخط متواز في أكثر من استراتيجية تجاه اليمن لعل أبرزها تمويل وتدريب ودعم القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، ومحاول تغليب وترجيح كفتها في مواجهة الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وأضاف في تصريح خاص، أن هذه الاستراتيجية أتت أكلها وحققت أهدافها ونجحت في صد الحوثيين والتفوق عيهم في عدد من المعارك المحدودة على حدود عدن ما يشير إلى أن هناك الكثير من الرسائل التي حاولت الرياض إيصالها إلى طهران ومفادها أن الحرب عن بعد وبالوكالة هي طريق السعودية لإعادة التوازن داخليًا في اليمن. وأوضح أنه على الرغم من وجود قرائن عديدة على تحرك قوات عربية لتدخل بري في اليمن بشكل موسع، إلا أن الخبرة في تحليل السياسات السعودية تشير إلى أنه من الصعب التنبؤ بموعد بدء العمليات العسكرية البرية، خاصة أن صناع الاستراتيجيات في الرياض يختارون أوقاتهم بعناية ووفقا لهذه الاستراتيجية، قد يكون التوقع الأقرب إلى الحدوث هو بدء العمليات بعد القمة الأمريكية - الخليجية في منتصف الشهر الجاري في منتجع "كامب ديفيد" بالولايات المتحدةالأمريكية.