أكد عبود الزمر عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، أن عمه الشهيد اللواء أحمد عبود الزمر، أحد قيادات حرب أكتوبر كان من نجوم العسكرية المصرية على امتداد سبعة عشر عاما، خاض خلالها كل حروب مصر، بدءا من المشاركة في صد العدوان الثلاثي عام 1956، واشترك في حرب يونيو 1967 وأبلى بلاء حسنا وكبد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة في معركة رأس العش. وروى الزمر خلال حفل تأبين اللواء الزمر الذي أقامته العائلة في دوارها بقرية ناهيا في حضور عدد من رموز عائلة الزمر، ومن بينهم الدكتور طارق الزمر المتحدث الرسمي باسم "الجماعة الإسلامية" ذكرياته مع عمه الشهيد، حيث شارك عبود في حرب أكتوبر عام 1973. وذكر أن الشهيد واجه ببسالة تقدم قوات العدو الإسرائيلي في حرب الاستنزاف في 1967 في معركة طويلة وأجبرها على الارتداد مذعورة بعد تكبدها خسائر فادحة من القتال مع أسود الصاعقة المصرية، لكن العدو لم يستسلم بعد أن قرر دك الموقع وتدميره ليكون بمثابة إنذار أخير للقوات المصرية التي تحاول التصدي لقواته المدرعة. وأضاف الزمر إن الفقيد كان يشعر بمرارة نتيجة الانتقادات التي وجهت للقوات للمسلحة بعدم القيام بدورها في حرب 1967 رغم ما ثبت أن القيادات فقط هي التي انسحبت وما تلا ذلك من استبعاده من الجيش بجانب عدد كبير من القيادات، لافتا إلى أن الفقيد انخرط بعدها في أنشطة تجارية لمدة ليست بالقصيرة قبل أن يقرر الرئيس الراحل أنور السادات الاستعانة بالخبرات وتم توجيه الدعوة له للعودة للجيش. وعدد الزمر أدوار الشهيد خلال معركة أكتوبر المجيدة، حيث كان في بداية المعركة رتبة عميد أركان حرب وقائدا للفرقة 23 مشاه ميكانيكي التي تضم نحو 10 آلاف مقاتل وخاضت معارك شرسة ضد قوات العدو في النصف الثاني من شهر أكتوبر حيث دارت معركة غرب القناة فصدرت الأوامر للبطل أحمد عبود الزمر بتنفيذ مجموعة من الضربات والهجمات المضادة ضد قوات العدو في ثغرة دفرسوار وتواصلت المعركة للمدة 36ساعة متصلة أبلت خلالها القوات المصرية بلاء حسنا وظلت صامدة بقيادة اللواء الزمر رغم الحصار ونيران الطيران والمدفعية والهجمات المستمرة من دبابات العدو. وقال عبود: صمود القوات المصرية لهذه المدى لم يخدع اللواء الزمر حيث كان يدرك أن الفرقة 23 لن تصمد طويلا حيث تبنى خطة انسحاب تكتيكية، واستعل فيها تكتيك المناورة في أفضل صوره لوضع قواته في أفضل وضع عبر تكوين مجموعات سيطرة تنسحب لموقع خلفي وتركز الدفاعات عليه بدلا من تعرض تلك القوات للهجوم الكبير المتوقع من قوات العدو الإسرائيلي. وأشرف الزمر بنفسه على خروج مجموعات الجنود أثناء الليل شارحا لقادتها أسلوب السير وكيفية تركيز الدفاعات في الموقع الجديد، وظل مع من تبقى من قواته للعمل كموقع تعطيلي لإيقاف العدو حتى تُستكمل الدفاعات في الموقع الخلفي الجديد، ضاربا أروع الأمثلة في المساواة بين القائد ورجاله، رابطا مصيره بمصير جنوده، موجها كل جهده لإنجاح المعركة. وقال إن اللواء الزمر ظل يقاتل بسلاحه الشخصي ويواجه نيران العدو مع رجاله الشجعان أكثر من أربع ساعات في معركة غير متكافئة، حتى نجحت سرية دبابات معادية في الوصول إلى مركز قيادة البطل، وأطلقت منها قذائف أصابته إصابة مباشرة وبعضا من رجاله فيلقى ربه شهيدا، وبعد وقف إطلاق النار وفض الاشتباك بين القوات عُثر جثمان الشهيد في خندق وقد ماتت يداه على السلاح، فاستحق أن تصفه الصحافة بأنه بطل الاستبسال حتى آخر طلقة، وتم دفن الجثمان بمدفن العائلة بشارع الطحاوية وسط جنازة عسكرية. وتم تكريم "بطل الاستبسال" كما يلقب، حيث حصل على وسام نجمة الشرف بعد استشهاده خلال حرب 1973 تقديرا لأدواره المميزة منذ التحاقه بالمؤسسة العسكرية المصرية، وأطلق اسمه على دفعة تخرج من الكلية الحربية وعلى قاعة الاجتماعات بالمنطقة العسكرية المركزية الشارع القادم من مزلقان ناهيا إلى قرية ناهيا وحتى أبو رواش، وعلى أكبر شارع بمدينة نصر بالقاهرة.