أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن عملية إحلال السلام الداخلي تهدف إلى توحيد 78 مليون تركي بغض النظر عن عرقهم، أو دينهم، أو طائفتهم، أو مذهبهم. وفي خطاب ألقاه اليوم الثلاثاء، أمام حشد من مؤيديه في ولاية إغدير شرقي تركيا، ضمن حملته الانتخابية، استعدادا للانتخابات النيابية التي ستجري في السابع من حزيران/يونيو المقبل، أضاف داود أوغلو أن الحكومة تزيل كافة أنواع التفرقة في البلاد، قائلًا: "لا فرق بين سني وشيعي، أو علوي وجعفري، أو تركي وكردي، أو بوسني وألباني، يكفيه أن يكون مواطنًا تركيًا حتى يتمتع بنفس الحقوق في بلاده". وأكد رئيس الوزراء التركي أنهم لن يسمحوا لبذور الفتنة أن تنمو خاصة في مناطق جنوب شرقي للبلاد، لافتًا أن الانتخابات المقبلة ستشهد تغيرًا كبيرًا في تركيا.
وانتقد داود أوغلو أحزاب الشعب الجمهوري، والحركة القومية، والشعوب الديمقراطي المعارضة، قائلًا: "فتحنا أبوابنا أمام إخواننا الأكراد عندما تعرضت مدينة عين العرب السورية لهجوم من تنظيم داعش، لو كان حزب الشعب الجمهوري في الحكم لسلمهم جميعًا إلى التنظيم الإرهابي".
جدير بالذكر أن مسيرة السلام الداخلي في تركيا انطلقت قبل أكثر من عامين، من خلال مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة التركية، و"عبد الله أوجلان" زعيم منظمة "بي كا كا" الإرهابية المسجون مدى الحياة في جزيرة "إمرالي"، ببحر مرمرة منذ عام 1999، وذلك بوساطة حزب الشعوب الديمقراطي (حزب السلام والديمقراطية سابقًا وغالبية أعضائه من الأكراد)، وبحضور ممثلين عن جهاز الاستخبارات التركي.
وشملت المرحلة الأولى من المسيرة وقف عمليات المنظمة، وانسحاب عناصرها خارج الحدود التركية، وقد قطعت هذه المرحلة أشواطًا ملحوظةً.
وتتضمن المرحلة الثانية عددًا من الخطوات الرامية لتعزيز الديمقراطية في البلاد، وصولًا إلى مرحلة مساعدة أعضاء المنظمة الراغبين بالعودة، والذين لم يتورطوا في جرائم ملموسة على العودة، والانخراط في المجتمع.