انطلق صباح اليوم في مقر رئاسة الوزراء اجتماع مسيرة السلام الداخلي - الرامية لانهاء الارهاب، وإيجاد حل جذري للقضية الكردية في تركيا - برئاسة رئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو". ويحمل الاجتماع أهمية خاصة، في ظل وجود اختلاف في وجهات النظر بين رئيس الجمهورية "رجب طيب أردوغان"، ونائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة "بولند أرينج"، حول تشكيل لجنة متابعة لمسيرة السلام، تضم شخصيات من شرائح مختلفة، واحتمال زيارتها زعيم منظمة "بي كا كا" الإرهابية "عبد الله أوجلان" في سجنه. وكان أرينج لفت في وقت سابق إلى أن تعبير رئيس الجمهورية عن قناعته الشخصية، من خلال شاشات التلفزة، قد يفهم على أنه انتقاد للحكومة؛ وبالتالي إلى إضعافها، مشيرًا إلى أن قنوات التواصل مفتوحة أمام أردوغان ليعبر عن آرائه للحكومة بشكل مباشر، بعيدًا عن الإعلام، منوهًا أنه يُكنّ المحبة لأردوغان، وحريص على ألا يمسّ مكانة رئيس الجمهورية أي ضرر؛ بسبب الاختلاف في وجهات النظر. الجدير بالذكر أن مسيرة السلام الداخلي في تركيا انطلقت قبل أكثر من عامين، من خلال مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة التركية، وزعيم منظمة بي كا كا الإرهابية، عبدالله أوجلان المسجون في جزيرة "إمرالي"، ببحر مرمرة منذ عام 1999، وذلك بوساطة حزب الشعوب الديمقراطي (حزب السلام والديمقراطية سابقًا، وغالبية أعضائه من الأكراد)، وبحضور ممثلين عن جهاز الاستخبارات التركي. وشملت المرحلة الأولى من المسيرة: وقف عمليات المنظمة الإرهابية، وانسحاب عناصرها خارج الحدود التركية، وقد قطعت هذه المرحلة أشواطًا ملحوظةً. وتتضمن المرحلة الثانية عددًا من الخطوات الرامية لتعزيز الديمقراطية في البلاد، وصولًا إلى مساعدة أعضاء المنظمة - الراغبين بالعودة، والذين لم يتورطوا في جرائم ملموسة - على العودة، والانخراط في المجتمع. ودعا "أوجلان"، في 28 شباط/فبراير الماضي (من خلال البرلماني عن حزب الشعوب الديمقراطي "سري ثريا أوندر") قيادات المنظمة، إلى عقد مؤتمر طارئ خلال فصل الربيع، "لاتخاذ قرار تاريخي بالتخلي عن العمل المسلح".