قالت أسرة سجين توفي الخميس بعد نقله من سجن طرة إلى مركز السموم بالقصر العيني وتوفي بعد ساعة من وصوله، إن وفاته جاءت نتيجة تعرضه للتعذيب عن طريق إدخال خراطيم المياه في فمه وفتحة الشرج وفتح المياه بضغط عال من قبل أحد الضباط، عقابا له على تهريبه شريحة "موبايل" إلى محبسه. يأتي هذا فيما أكد التقرير الأولي أن الوفاة جاءت نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب. وجاء في التقرير الذي تسلمته النيابة "أنه بشأن المحضر رقم 5537 لسنة 2011 قسم مصر القديمه وبتوقيع الكشف الطبي علي عصام علي عطا تبين أن سبب الوفاه هبوط حاد بالدورة الدموية وتوقف في عضله القلب". وأضاف إن المذكور تم نقله من سجن شديد الحراسة بطره بواسطه الضابط بيتر إبراهيم إلى مركز السموم بالقصر العيني وتوفي بعد ساعة من وصوله. وصرح محمد علي شقيق القتيل عصام علي عطا، الذي كان يمضي عقوبة السجن عامين، أن إدارة السجن لم تخبره بمقتل أخيه حتى الآن بشكل رسمي، متهما ضابطا قال إن اسمه نور بتعذيب شقيقه عن طريق وضع خرطوم مياه بضغط مرتفع الى أن نفذ الماء من كل فتحات جسده، مؤكدا أن المجني عليه اتصل بهم من داخل السجن يطالبهم بعمل محضر ضد الضابط قبل أن يلقى حتفه. وروى تفاصيل ما حدث، قائلا: يوم الثلاثاء الماضي خلال زيارة والدته وأشقائه له في السجن كان مدانا لأحد المساجين بخمسة جنيهات مما دفع المسجون الى إبلاغ الضابط بأن عصام قد تلقى مخدرات من ذويه وابتلعها بنية تهريبها إلى السجن فقام الضابط بطرد والدته من الزيارة، وقد سمع كل من والدته وأخوته صراخه بعد أن بدأ التعذيب فور شروعهم في الانصراف. وأضاف إنه كان يصرخ بصوت عال ويقول: "الحقيني يا أمي بيموتوني"، واستطرد أن ذلك كان نهار الثلاثاء. وقال إن شقيقه رد على اتهام الضابط قائلاً: "أمي هتجيب منين مخدرات هى مش قادرة تجيبلي زيارة من 3 شهور". وفي المساء، اتصل عصام بأسرته ليتحدث إليهم، وفي الصباح أخبرهم أن الضابط نور جعله ينزف دما من فتحة الشرج ولم يسمح له بالذهاب إلى المستشفى ومنع الزيارة عنه. وأضاف شقيق المجنى عليه: "فوجئنا مساء الخمس بأحد زملائه بالسجن يتصلون بنا ويقولون أبنكم مات بعد أن تم تحويله للتأديب ووضعوا خرطوم مياه في فمه وآخر يى فتحة الشرج ووجدناه أمس قتيلا بمستشفى القصر العينى". من جانبه، قال محمد عبدالعزيز المحامي بمركز "النديم" للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف، إن التقرير المبدئي لللمجني عليه يكشف أن سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية، وأضاف أن عددًا من المحامين المتطوعين كانوا يجهزون إجراءات الطعن على الحكم الذى أصدرته في محاكمة عسكرية بحبسه سنتين. وحسب التقرير الطبي في البلاغ 5537 إداري قسم مصر القديمة، فإن سبب الوفاة قيء دموي حاد أدى لهبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف عضلة القلب نتيجة تسمم غير معروف. ونشرت صفحة "كلنا خالد سعيد" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك", رسالة قالها المجنى عليه لمحاميه بتاريخ 7 أكتوبر خلال زيارته الأخيرة لنشرها نيابة عنه مفادها: "أنا عصام على عطا سجنت عشان أهلي فقراء بس ربنا مش هيسبنى كده ربنا كبير وهو أحن علي من البشر". وأضافت الصفحة أن عصام تم القبض عليه أثناء تواجده في المقطم أثناء حدوث مشاجرة وحسب كلام والدته لم يكن له أى علاقة بها. وأشارت إلى أن زملاء القتيل فى العنبر قالوا إن ضباط السجن وضعوا خرطوم مياه فى فمه وآخر فى فتحة الشرج وفتحوا المياه بضغط قوي ودخل بعدها العنبر متعب ورجع دم ووقع بعدها ولم يقم ثانية. وكانت حركة "6 أبريل" نظمت مسيرة احتجاجية الجمعة من أمام مقرها بشارع القصر العينى وحتى مشرحة زينهم التى يوجد بها جثمان القتيل، وهتف المتظاهرون ضد قوات الشرطة وطالبوا المشير بترك السلطة لمجلس رئاسي مدنى, وهتفوا : "الداخلية مش أخواتنا قتلوا أولادنا وقتلوا أخواتنا" ,و "تمثيلية تمثيلية الداخلية زى ما هيه", وأيضا "التعذيب فى أقسامالشرطة أثبت حكم وأثبت سلطة" , و"يانجيب حقهم يانموت زيهم". وقامت سيارة من الأمن المركزى وتمركزت فى بالقرب من مشرحة زينهم بالتزامن مع وصول مسيرة حركة 6 أبريل لمشرحة زينهم. بينما أصدرت حركة "لا للمحاكمات العسكرية" بيانًا أمس قالت فيه إن عصام عطا هو ثالث مواطن خلال العام الحالى يقتل بالتعذيب, وأضافت أن عدم صدور أحكام رادعة لقتلة خالد سعيد هو المتسبب الأول فى مقتل عصام. من جانبه، نقل مركز "النديم" للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف عن الطبيبة التي استقبلت عصام بمركز السموم بالقصر العيني وتدعى إيناس، إنهم "حاولوا يعملوا أي حاجه بس عصام وصل جثه هامدة وإللي جابوه قالوا إنه مات بسبب تعاطي برشام، وأنا شفت جثمان عصام هدومه متقطعة وبيجيب مياه من فتحات بجسمه". ونسب إلى بعض زملائه بالعنبر الذي كان محتجزا به، إن الضباط قاموا بتعذيبه عبر وضع خرطوم مياه بفمه وآخر بفتحة الشرج.