برسالة جديدة تدمى القلب خرجت من بين القضبان من المصور الصحفى أحمد جمال زيادة ، يقص أحواله داخل المعتقل ومواصلته إضرابه عن الطعام ،حتى يخرج الصامتون من صمتهم ويذهبوا لزيارة المعتقل الذى يعانى فيه الأمرين. الأربعاء 18 مارس كالعادة تفتيش الصباح المعتاد. إهانات,سرقة المتعلقات. ثم لفظ مهين من قائد العنبر ( الظابط أحمد عمر ) لأحد الطلبة, إعترض الطالب, و لكن في السجن لا مجال للاعتراض,حتي لو وضعوا عصا في مؤخرتك, يجب أن تصمت كي تعيش في زنازين هولاء,, أمر الضابط بنزول الطالب التأديب أو (التعذيب) فاعترضنا جميعا,فوعدونا بالعفو عنه, انتظارنا العفو, فلم يجني سوي الانتقام,مع الداخلية.الإنتقام عند المقدرة.و ليس العفو!! المأمور و نائبه و قائد العنبر و المباحث.و المخبرين أعلنوا الحرب بجنودهم الملثمة. أعلنوا الحرب علي اسري الحرب, بعد الضرب و السرقة و الإهانة أخذوا 12 طالبا إلي مقابر الموت (التأديب) و غموا أعينهم و أبرحوهم ضربا ثم اختاروا من كل زنزانة ف العنبر شخص ليدخلوه التأديب حتي يتعظ الباقون,أبرز من ضربوا و مازالت أثار الضرب واضحة في جسد الطالب (علي قاعود). الخميس:19 مارس نفس كتيبة الانتقام لم تكتفي بانتقام الأمس, أمرونا بالانتقال إلي زنزانة أخري فورا, وأن نترك كل شئ مهما كان ضروريا عدا البدلة الميري و بطانيتين, و قال المأمور(ممنوع الجاكيت,و الملايات, و الترينجات, و البطاطين,و المخدات.و الأطباق.و كراتين المية) ثم انزلوا كل المراوح الهوائيه و الشفاطات التي اشتريناها بحسابنا الخاص,و دمروها تدميرا ! لم نعترض و اكتفينا بوجع الأمس,و لكن الضابط احمد عمر (قائد العنبر السياسي) و جنوده الملثمين واضح أنهم وضعوا خطه من اجلي,العساكر تشير نحوي تحتك,تدفعني بالعصا و الضابط يضحك,اشتكيت لمأمور السجن فقال (محدش هيكلمك !) حملت ما تبقي من المتعلقات الشخصية و تركت كل شئ لكتائب السرقة و النهب و البلطجة, و لكن العساكر ما زالوا يحاولون إستفزازي, يدفعوني بعصيهم، يضحكون. عدي يا صحفي, هاهاها,بتعمل شكاوي في اسيادك؟! لم أرد عليهم منعا للمشاكل و لكن أحدهم قال (بسرعة يا ابن العاهرة) إعترض بصوت عالي حتي يسمعني المأمور, و طلبت منه عمل محضر بالسب و القذف, فضحك المأمور و قال للعساكر الملثمة, و للضباط احمد عمر (خدوه اعملوله محضر),و مازالت علامات المحضر علي جسدي إلي الآن.. أخذت نصيبي من الضرب و بدلا من عمل محضر الذي طلبته,كتب المأمور محضر ضدي إتهمني بالهياج الفردي (الحمد لله لأنه لم يكن هياج جنسي علي جاهل نعت أمي بالعاهرة)و كتب أن عقابي 24 ساعة تأديب حكيت لرئيس المباحث ما حدث فقال :(انا حاولت أقنع المأمور و أحمد بيه إنك متدخلش التأديب,بس شكلهم متضايقين منك),ولأن سيادتهم متضايقين مني و مما اكتبه قرروا ان يكون التأديب سبعه أيام بدلا من 24 ساعة و عملوا محضر جديد يقول أني امتنعت من دخول الزنزانة !! و دخلت مقبرة التأديب.زنزانة ثلاثة أشبار في خمسة اشبار,نصف بطانية,علبة بلاستك رائحتها كريهة لقضاء الحاجة لأن ممنوع فتح الزنزانة طول فترة التأديب,زجاجة مياه متسخة كمن أحضرها,رغيف خبز فاسد و قطعة جبنة نتنة,لا هواء,ولا ضياء.و لا حياة ! أعلنت إضراب عن الطعام فلم يبالي أحد (إحنا مش جايبينك هنا عشان تاكل) هكذا قال الضابط,فقلت أبلغ الإدارة أني لم انهي إضرابي إلا بعد زيارة حقوق الإنسان لهذه المقابر الغير أدمية.. الثلاثاء 24 مارس ازدادت حالتي سوءا,و لم استطيع التنفس بسهولة.وقعت لا أدري كيف و لا متي صحوت من إغمائي,شعرت أني رأيت الموت طرقت الباب بصعوبة,جاء الطبيب و قال (لازم ياخد بخاخة.عنده مشكلة في التنفس),وقال استعملها عند الاختناق.. سألني لماذا لا تأكل ؟! فقلت لاني لست كلبا ينتظر طعامكم الفاسد.ثم أغلقوا التأديب و رموني في المقيرة من جديد و معي بخاختي الجديدة !! الأربعاء 25 مارس عدت إلي الحياة من جديد, و لكن لم اعد إلي حريتي التي سلبت, خرجت من التأديب حي لا ارزق, علمت أن أبي و أمي و أخي جاءوا في زيارة الأحد الماضي فمنعوهم من الدخول,و عقابا لي حرموني من الزيارة شهرا كاملا ! عرضوني علي الطبيب (ضابط بثلاثة نجوم) نظر لي ببلاهة و كتب في التقرير الحالة مستقرة دون أن يري علامات الضرب علي جسدي و دون كشف أصلا.اعترضت و قلت أنا لا اعترف بهذا التقرير و أطلب لجنة خارجية فكتب في التقرير أني سبيته و أهنته. و قال (مش بمزاجك يا حبيبي)!! صعدت إلي الزنزانة الجديدة بجراح قديمة و جديدة,حاولت الضحك لنسيان الإهانة و الوجع علمت أنهم منعوا التهوية.التي يسمونها تريض فمنذ عام و نصف لم يفتح تريض و لم نري ساحات..و منعونا من شراء مستلزمات من الكافتريا (مع أن أسعارها خيالية)!! جلست أتذاكر كابوس التأديب,و تساءلت كيف فكر إنسان مثلنا في بناء هذه الزنازين ؟ منذ صغري كنت محبا للحمام الزاجل فكنت ابني له غرفه أوسع من زنازين السجن و لا أغلق عليه أبدا.أحببت العصافير و كرهت شرائها كي لا أشارك في اعتقالها في قفص التأديب مدي الحياة!! يا للعجب هل فعلا قضيت بين تلك الجدران عام و نصف؟! فقط لاني مصور صحفي ؟! كيف أمي الآن عندما علمت ما حدث لي ؟!. إني أعلن إضرابي عن الطعام منذ أول يوم تأديب اعترضا على صمت منظمات حقوق الإنسان,و لن أنهي أضرابي حتي يتم الكشف علي و علي من تم الاعتداء عليهم من لجنة طبية مستقلة, و حتي يزور السجن وفد حقوقي حر لرؤية التأديب و أحمل كل منظمات حقوق الإنسان التي وجدت من أجلي (الإنسان) مسئولته كل من يدخل التأديب..