سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحكومة وشيخ الأزهر يركبون موجة الدفاع عن الإسلام .. وتقرير رسمي يكشف ان الفساد الحكومي يلتهم أكثر من 50 مليار جنيه سنويا .. والكشف عن علاقات خاصة تربط بين زكريا عزمي وصاحب العبارة .. ونقل جثث الركاب إلى مشرحة زينهم في عربات نقل الأسماك !! ..
واصلت الصحف المصرية الصادرة أمس (الثلاثاء) متابعتها لحادث غرق العبارة المصرية في البحر الأحمر ، الذي كشف بجلاء مدى الإخفاق الحكومي الذريع في القيام بمهامها ، والأداء السيئ للجهاز الحكومي تجاه الكوارث ، وتغلغل الفساد في بنية الدولة .. وكشفت الصحف عن علاقات خاصة ومصالح تربط بين زكريا عزمي وصاحب العبارة ممدوح إسماعيل .. فيما أشارت التحقيقات الأولية إلى ان صاحب الشركة رفض عودة العبارة المنكوبة إلى ميناء ضبا السعودي لإطفاء الحريق ، وأمر القبطان بالاستمرار في الإبحار نحو ميناء سفاجا .. وأماطت صحيفة الكرامة اللثام عن التاريخ الأسود لمالك عبارة الموت ، الذي تخصص في شراء السفن المكهنة والسفينة كانت حظيرة لنقل المواشي .. وقالت عنه انه نقل المصريين إلى الآخرة في سفن المواشي ، وكافأه مبارك بعضوية مجلس الشورى !! .. وتحدثت الصحف عن مهازل أثناء تسلم جثث الضحايا بمشرحة زينهم ، حيث نقلت جثث الركاب في عربات نقل الأسماك .. وفي موضوع الفتنة الدنماركية حاولت الحكومة المصرية ركوب موجة الاحتجاجات المتصاعدة ضد الدنمارك والهاء الناس عن فسادها واستبدادها .. وتذكر شيخ الأزهر دوره فجأة وتصدر مظاهرة لطلبة جامعة الأزهر ، وقال ان مقاطعة منتجات الدول التي أساءت للرسول فرض على المسلمين (كان فين من زمان) .. فيما رأى بعض الكتاب أن الإساءة الأمريكية للإسلام هي الأصل .. وأن صمت الحكومات شجع كل من هب ودب .. محذرة من استغلال النظم الحاكمة الفتنة الدنماركية وإذكاء غضب المسلمين لمصلحتها الخاصة .. وفي الشأن الخارجي خرجت صحيفة الكرامة بعناوين مثيرة تقول ان نظام مبارك ينوب عن إسرائيل في تهديد حماس ويصوت لصالح أمريكا ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة النووية .. ونشرت الصحيفة تقريرا صدر من معهد التخطيط القومي كشف ان الفساد الحكومي يلتهم أكثر من 50 مليار جنيه سنويا .. وانفردت بنشر اتفاقية فيلادلفيا بين الحكومة المصرية وإسرائيل التي وضعت القوات المصرية في مواجهة المقاومة الفلسطينية لصالح جيش الاحتلال .. ومن الأخبار المهمة الأخرى في صحف أمس ، رفض صفوت الشريف إعطاء نعمان جمعه شهادة بأنه الرئيس الشرعي لحزب الوفد !! .. و اعتصام جميلة إسماعيل زوجة ايمن نور أمام سجن طره احتجاجا على منعها من زيارته .. وعبود الزمر في قبضة امن الدولة حتى يوقع على إقرار بتراجعه عن أفكاره !! .. والى موضوع كارثة العبارة حيث اقتحم أهالي الضحايا مكتب الشركة المالكة لها في ميناء سفاجا ودمروه قبل ان يشتبكوا مع الشرطة التي أطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم . وأعلنت الشركة ان 989 شخصا أصبحوا في عداد المفقودين والموتى ، بينما ارتفع عدد الناجين إلى 426 بعد ثلاثة أيام من أسوأ كارثة ملاحية في تاريخ مصر . وعن أكاذيب المسؤولين في هذا الموضوع كتب سلامة احمد سلامة في عموده بالأهرام قائلا : مرة أخري ، تثبت الإدارة المصرية عجزها وفشلها وعدم كفاءتها في مواجهة الكوارث ، وتبرهن علي قسوتها وعدم اكتراثها في التعامل مع المشاعر الإنسانية لألوف المواطنين الذين فقدوا أعزاءهم ، نتيجة إهمال وفساد، تسأل عنه الأجهزة الحكومية والمسئولون الذين لا يشعرون بمسئوليتهم . فقد وجد أقارب أكثر من ألف من الضحايا أنفسهم في ميناء سفاجة ، يتلمسون خبرا واحدا صحيحا يدلهم علي مصير ذويهم من ركاب العبارة المنكوبة ، وبدلا من أن تعاملهم السلطات بالحسنى وتقدم لهم العون ، واجهتهم جموع الشرطة بالعصي والهراوات تدفعهم بعيدا عن مباني الميناء... وتركتهم في العراء بلا أدني مساعدة أياما بطولها يتلهفون علي كلمة من مسئول تشرح لهم حقيقة ما حدث . لقد ظن هؤلاء المسئولون أنه يكفي أن يزور الرئيس بعض الضحايا وتقرر الدولة صرف مساعدات عاجلة لأسرهم ، حتى تكون قد أدت ما عليها من واجب ولكن الحقيقة هي ان كثيرا من المعلومات التي أدلي بها السيد اللواء رئيس قطاع النقل البحري عن الظروف التي تلقي فيها نبأ غرق السفينة ، ناقضتها معلومات هي بالقطع أدق وأصدق ، من مصادر غربية ، فقد أعلن مركز تنسيق معلومات الإنقاذ التابع للقوات العسكرية البريطانية في قاعدة عسكرية بشمال اسكتلندا انه تلقي إشارة عن غرق السفينة ، وتم إبلاغها للسلطات المصرية ، وأن فرقاطة بريطانية وسفينة حربية أمريكية عرضتا مساعدتهما في عمليات الانقاذ ، ولكن السلطات المصرية رفضت العرض في البداية ، غرورا أو استهانة ، ثم عادت وقبلته بعد بعض الوقت . وإذا كنا بعد خمسة أيام من الكارثة لم نعرف حقيقة ما حدث ، فإن حجم الأكاذيب التي أدلي بها أصحاب الشركة الملاحية والمسئولون عن النقل البحري وسلامته ، لا تدع مجالا للشك في ان القوي الغامضة التي سمحت لسفينة خردة بالقيام بهذه الرحلات ، وهي تحمل ألوف البشر، بينما لا تصلح لنقل البهائم ، سوف تنجح في التغطية علي الحقائق والإفلات بالجريمة ، ولماذا لا؟ إذا كان صاحب الشركة عضوا بمجلس الشورى ولديه من الحصانة والمال ما يحميه من القانون!! وأضاف الكاتب أن لويدز أكبر شركة عالمية للتأمين البحري كشفت عن أن هذه السفينة لا تنطبق عليها مواصفات الأمان الدولية ، وغير مسموح لها بالإبحار في أوروبا ، ولم يكن بالسفينة جهاز إرسال ولا قوارب كافية للإنقاذ ، كما أتضح أنه حتى بمعايير القوانين المصرية ، فإن السفينة انتهي عمرها الافتراضي منذ أكثر من عشر سنوات ، وأن سفينة أخري لنفس الشركة تعرضت للغرق قبل عامين . ماذا يعني هذا؟ معناه أن نظام العمل في كثير من المرافق الحيوية صار فاسدا بفساد القائمين عليها والمتواطئين معهم من كبار المسئولين ، وحين يقضي ألف شخص غرقا ضحية الإهمال ، فلابد أن يدفع الثمن هؤلاء الذين وقفوا يدلون بالأكاذيب أمام رئيس الدولة من رؤساء النقل البحري والسلامة البحرية والموانئ البحرية... هؤلاء لابد أن يحاكموا ، ويذهبوا جميعا إلي غير رجعة! من جانبه سأل الكاتب احمد رجب في زاويته بالأخبار (نصف كلمة) رئيس الوزراء : قل لنا من هو السيد السند ذو النفوذ الخرافي الذي يحمي أصحاب شركة العبارات في سلسلة جرائم القتل العمد الجماعي؟؟ .. الإجابة عن السؤال جاءت في المصري اليوم حيث أكد الدكتور زكريا عزمي - رئيس ديوان رئيس الجمهورية- أنه يعرف المهندس ممدوح إسماعيل مالك العبارة السلام 98 التي غرقت في البحر الأحمر فجر يوم الجمعة الماضي ، وتربطه به علاقة إنسانية عادية بحكم الجيرة في مصر الجديدة . وقال في اتصال هاتفي بالزميل مجدي مهنا تعقيباً على عموده "في الممنوع" بالمصري اليوم: لقد اتصل بي ممدوح وأخبرني بغرق العبارة ، وقمت بمقابلته في إطار علاقة الصداقة ليس أكثر ، لكن أي خطأ أو أخطاء ستكشف عنها التحقيقات التي تجريها السلطات حالياً سيتحمل هو مسؤوليتها ، وأتحدى من يقول أو يدعي أنني شريك معه في مشروعاته ، ومستعد للتحقيق معي إذا ما استدعى الأمر !!! . الكاتبة لميس الحديدي انتقدت بشدة الإهمال الحكومي بحق المواطن المصري البسيط وكتبت في العالم اليوم قائلة : أؤمن بالقضاء والقدر.. لكن القضاء والقدر زادت سطوتهما كثيرا في بلادنا.. والسبب الإهمال والفساد . ولا أعرف لمن أوجه خنجر الاتهام بالإهمال والفساد ، هل للشركة صاحبة العبارة السلام 98 التي راح ضحيتها أكثر من ألف نفس ، أم لهيئة الأمن والسلامة التابعة للدولة ، أم للنظام بأكمله الذي يسمح بالتسيب مع ضعف الرقابة واستشراء المحسوبية . ندعي أن قواعدنا هي الأكثر صرامة لكن حوادثنا هي الأكثر وقوعا .. كارثة العبارة السلام 98 ليست مجرد حادثة عبارة أخطأ ربانها مثلا .. لكن خلفها يرقد نظام اهترأت أوصاله ، وتفتت معاييره ، واختلط فيه الخطأ بالصواب . النتيجة لا تقع علي رؤوس الكبار الذين يخرجون بعد سنوات من العبث بأوسمة ونياشين .. الكارثة تقع علي رؤوس "الغلابة" من سكان هذا الوطن الضعفاء .. الفقر والجهل ليسا فقط آفة هذه الأمة .. لكن آفتها الحقيقية الفساد و"التطنيش".. وذاك نوع من أخطر أنواع الفساد.. لو يعلمون . وأضافت إذا كانت تفاصيل الكارثة لا تزال "في المطبخ" يعني لم نعرفها كاملة بعد.. فلماذا نعامل أهالي الضحايا بتلك القسوة ؟ أم أننا أتقنا فنون القهر والعنف واللامبالاة.. يجتمع أهل الضحايا في حالة حزن وبكاء وانهيار.. لا معلومات ، لا معونات ، لا شيء.. قد ينفعلون ، لكننا بدلا من احتضان انفعالاتهم المبررة.. نرد عليهم بكل قسوة غير مبررة .. وكأن الغضب من حق قوات الأمن فقط .. وهكذا يعاني أهالي الضحايا من فقدان ذويهم ومن عنف قوات الأمن.. لماذا نزيد علي همهم هما؟! لماذا نصر أن نتصدر الخبر الأول علي وكالات الأنباء.. ليس غرق العبارة ولكن العنف ضد الأهالي وهو ما أسمته شبكة CNN "عار علي الحكومة المصرية" لماذا؟! لابد أن أحدا هناك لديه رد مقنع . نبقى مع صحيفة العالم اليوم ولكن هذه المرة مع الكاتب سعد هجرس الذي تناول ردود الأفعال المختلفة حول موضوع الفتنة الدنماركية وقال : موجة الغضب التي تجتاح العالمين العربي والإسلامي هذه الأيام ضد 12 رسما كاريكاتوريا تم نشرها في صحيفة دنمركية يوم 30 سبتمبر الماضي ، أي منذ 126 يوماً، وتضمنت إساءة لنبي الإسلام، صلي الله عليه وسلم، لها وجهان: الوجه الأول.. إيجابي.. حيث تمثل هذه "الانتفاضة" شكلاً من أشكال رفض الإساءة للإسلام والمسلمين بعد ان طفح الكيل وبعد ان تعاظمت هذه الإساءة في الأعوام الأخيرة واتخذت صوراً متعددة، سياسية واقتصادية وثقافية، حتى أصبحت الصورة الذهنية الشائعة هي ان المسلمين باتوا "الحيطة المايلة" في وقتنا الراهن و"الملطشة" لمن يساوي ومن لا يساوي . كما تمثل هذه الغضبة الواسعة النطاق شكلاً من أشكال إعادة اكتشاف قانون الوحدة ، وحدة الصف ووحدة الهدف، وإعادة تذوق بشائر ثمار هذا العمل القائم علي التنسيق -حتى في أبسط نماذجه- حيث اعتذر اليوم من كان يرفض ذلك بالأمس بصورة متغطرسة . أما الوجه الثاني.. فهو وجه سلبي ، ويمكن تلخيصه في كلمة واحدة هي "النفاق" وأبعاد هذا النفاق كثيرة: 1- لا تستطيع الدول والجماعات التي أساءتها الرسوم الكاريكاتورية الدنمركية أن تنفي علمها بتدنيس القرآن الكريم علي يد الجنود والضباط والمحققين الأمريكيين في معتقل جوانتانامو الرهيب وغيره من معسكرات الاعتقال الأمريكية المنتشرة داخل العراق وأماكن سرية في القارة الأوروبية وربما غيرها أيضا . ولا تستطيع ان تنفي علمها بوجود كتب وصحف ومجلات وأفلام أكثر من الهم علي القلب في الجامعات والمكتبات والأسواق الأمريكية تحتوي علي إساءات أشنع بكثير من الرسوم الدنمركية . ومع ذلك لم تحرك ساكنا . فلماذا هذه العنترية إزاء الدنمرك وتلك الرخاوة أمام أمريكا؟! 2- ولماذا يتحمس هؤلاء لرفع شعار المقاطعة الاقتصادية في وجه تلك الدولة الاسكندنافية الصغيرة بينما يهاجمون نفس الشعار إذا تمت المناداة باستخدامه ضد السلع والبضائع الأمريكية والإسرائيلية؟! 3- وهل الإساءة إلي نبي الإسلام -صلي الله عليه وسلم- هي الأمر الوحيد الذي يؤذي مشاعر المسلمين؟ .. أليس احتلال أراضي بلدان عربية وإسلامية إساءة لكل العرب المسلمين والمسيحيين علي حد سواء؟ أليس الاحتلال الاستيطاني الصهيوني وتهويد الأراضي العربية في فلسطين إساءة لكل العرب المسلمين والمسيحيين جميعا؟ .. أليست الإملاءات الإمبراطورية، السياسية والاقتصادية والثقافية، ومن بينها مشروع الشرق الأوسط الكبير، إساءة لكل العرب المسلمين والمسيحيين واعتداء علي سيادتهم الوطنية؟! .. وإذا كنا غيورين حقاً علي شخص نبينا -صلي الله عليه وسلم- وأشخاص صحابته العظام الذين توفاهم الله منذ قرون ، فهل يمكن ألا نكون غيورين بنفس القدر علي مصالح أمته وأتباعه الذين يسامون العذاب والمذلة وهم علي قيد الحياة؟! 4- ولماذا نظهر كل هذا التشدد مع الدنمركيين ، حتى بعد اعتذار أكثر من جهة ، بما فيها الصحفية التي نشرت تلك الرسوم القبيحة -التي لم يرها معظم الغاضبين- بينما لا نبدي عشر معشار هذا التصلب مع الأمريكان والإسرائيليين رغم الجرائم والمذابح وحروب الإبادة التي يقترفونها في حق العرب المسلمين والمسيحيين ، بما في ذلك مطالبة أحد زعماء إسرائيل بهدم الكعبة؟! 5- وما هدف تصعيد هذه الحملة ، والنفخ المستمر في نيرانها ، بعد الاعتذارات والتوضيحات الدنمركية؟ وما هي -بالضبط- مطالبنا كي نطوي هذه الصفحة، أم أن البعض يريدون أن نستمر فيها إلي مالا نهاية.. ولماذا؟! 6- ولماذا كل هذه الغوغائية التي يتم الزج بها، وحشرها حشراً في الجدل الدائر حول قضية الرسوم الدنمركية، وبالذات من جانب أشخاص ليس معروفاً عنهم التبحر في السياسة أو الدين حيث لم يتم ضبطهم متلبسين ولو مرة واحدة ب"النضال" الوطني أو الديمقراطي؟ مثال ذلك إبداء شخصيات محسوبة علي التليفزيون المصري ، أي تليفزيون الدولة ، امتعاضها من النص الإنجليزي للاعتذار الدنمركي ، لا لشئ إلا لأنه ذكر اسم النبي محمد دون أن يشفع ذلك بجملة -صلي الله عليه وسلم . أليست هذه غوغائية خائبة؟! فما معني أن نطلب من أناس غير مسلمين ان يصلوا ويسلموا علي نبي الإسلام -صلوات الله وسلامه عليه-؟! أم هل يذهب هؤلاء في غيهم ويطالبون أي دنمركي بان ينطق بالشهادتين حتى نتيقن من أن اعتذاره حقيقي ونابع من القلب؟! 7- أما السؤال المحير الذي لا أجد إجابة برئيه له.. فهو لماذا صمتت معظم الأطراف الغاضبة ثلاثة شهور كاملة بعد نشر الرسوم الكاريكاتورية ، ثم انتفضت فجأة منذ بضعة أيام؟ لماذا؟ ألا يذكرنا ذلك بقضية كنيسة محرم بك بالإسكندرية التي تعرضت للهجوم بحجة المسرحية إياها.. التي عرفنا فيما بعد إنها عرضت منذ عامين ولمدة ليلة وحدة.. ونفي بيان النائب العام وجودها من الأصل؟! .. هل هذه اليقظة بأثر رجعي مسألة طبيعية؟! حركة كفاية أصدرت بيانا حول الموضوع نفسه يتفق مع الكلام السابق ، وقالت إن (الحركة المصرية من أجل التغيير) من منطلق احترامها الكامل لكافة المعتقدات الدينية ترفض التطاول عليها أو ازدرائها بأي صورة من الصور ، وبرغم إقراراها بحرية الرأي وحقوق النشر والتعبير فهي لا تجد فيما حدث من إساءة جارحة لمعتقدات واديان الآخرين أية صورة من صور الحرية ، لما يترتب على ذلك الموقف من إيذاء للمشاعر وصدمة الوجدان . أما فيما يخص حملة مقاطعة البضائع والشركات الدنماركية التي انتشرت مؤخرا فمع تسليمنا بضرورتها ، واحترامنا لدوافعها ومستهدفاتها إلا إننا نرى أيضاً توسيع مجال نشاطها لمعاقبة العدو الصهيوني على ممارسته العنصرية في الأرض المحتلة ، بما تضمنته من قتل وتخريب وتدمير لأبناء الشعب الفلسطيني وممتلكاته ، وللمقدسات الإسلامية والمسيحية (المسجد الأقصى وكنيسة المهد وغيرهما)، وكذلك في مواجهة العدوان الأمريكي على الشعب العراقي، بما تضمن من اجتياح للمساجد وقتل المدنيين الأبرياء داخلها.. وكلها ممارسات مدانة تستحق أيضاً تفعيل مبدأ المقاطعة الإيجابية في مواجهتها ، انتصارا لحقوق الشعوب المشروعة في الحرية والاستقلال . ونبه بيان الحركة إلى ضرورة التمييز بين مقاطعة المسيئين إلى الدين الحنيف ورسوله الكريم (ص) وبين الموقف من أبناء الشعب الدنماركي والنرويجي وكثير منهم أصدقاء للعرب والمسلمين وأنصار لقضاياهم ، فالعقاب الجماعي لشعبي الدنمارك والنرويج على جريمة فرد منها يسئ إلى صورة الإسلام السمح ويؤدي إلى خسائر جسيمة للمصالح العربية والإسلامية الاستراتيجية . وأضاف البيان أن الحركة تقدر الغرض الصادق الذي عبر عنه المصريون جميعاً انتصاراً للمعتقدات والرسل والذات الإلهية تأمل أن تتواصل هذه الروح دفاعاً عن مطالبنا المشروعة في الحرية والديمقراطية والعدالة ، وتؤكد أن ما حدث من تطاول وتجاوز يؤثر على مقدساتنا من الغير ما كان له أن يكون لولا استهانة هذا الغير بما صارت إليه أوضاعنا الداخلية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتآكل المكانة على المستويين الإقليمي والدولي بفعل السياسات الخاطئة للنظام الحاكم . كما أكد أن اكتساب المكانة والمنعة والحصانة في علاقتنا مع كافة القوى الدولية رهن بما نحققه من تقدم سياسي واقتصادي واجتماعي وبالذات في ملف التغيير السياسي والديمقراطي . كذلك نلفت النظر إلى ضرورة أن يتم التعبير عن الرأي في هذه القضية وغيرها بصورة سليمة متحضرة وألا يتم اللجوء إلى العنف لما يؤدي إليه من نتائج سلبية . ودعا البيان إلى تعميم مبدأ المقاطعة ، بحيث يشمل كل من يتجرأ على مواطنينا وحياتهم ومستقبلهم ويؤدي إلى إيذائهم بدنيا وروحيا وفي مقدمتهم الشركة التي تمتلك العبارة (السلام – 98) والتي أدى استهتارها بقيمة المصريين وتقاعسها عن أداء أوجب واجباتها إلى وقوع الكارثة بما انتهت إليه من غرق نحو ألف مصري برئ . وحول نفس الموضوع كتب الباحث محمد زهدي في صحيفة القاهرة مقالا بعنوان (لماذا نبحث عن متهم أجنبي.. ولا مذنب في القضية سوانا) .. وأكد فيه ان يد الرسام الدانمركي رسمت الخطوط.. لكن المسلمين هم الذين أملوا عليه الأوصاف والملامح والإساءات .. فحق علينا جميعًا نحن المسلمين أن نعتذر لنبينا لأننا شوهنا صورته وتجنينا عليه ونسبنا إليه ما لم يكن فيه ونقلنا عنه ما لم يكن قائله وقتلنا باسمه وقطعنا الرءوس باسمه .. وأين كان الذين هبوا علي الرسوم الدانمركية عندما ألقي الصهاينة برأس خنزير في أحد المساجد وكتبوا عليه اسم الرسول (ص). وقال الباحث : بالنسبة لنا نحن المسلمين فلا يصح أن يكون خطابنا مليئا بالتهديد والوعيد زاعمين الدفاع عن الرسول عليه الصلاة والسلام ومع ذلك نحن مع إلزام الجريدة والمجلة المذكورتين بالاعتذار عما أوردتاه.. وأما تعلل الحكومة الدانمركية بحرية الرأي فهو في غير مكانه الصحيح لأن ما حدث لا علاقة له بحرية الرأي، فحرية الرأي لا تبيح الإساءة والتعدي علي معتقدات الآخرين وبالتالي فان الحكومة الدانمركية وطالما أنها دافعت عن سلوك الجريدة تصبح هي المسؤولة وهي الملزمة بالاعتذار ، كما أنه من حق المسلمين مقاطعة منتجاتها . ونؤكد ان أي إساءة موجهة إلى العقيدة أو إلى القرآن أو إلى الرسول عليه الصلاة والسلام مرفوضة شكلا وموضوعا ، سواء كان المسيء من المسلمين أو من غير المسلمين . ولكن علي الرغم من سوء ما حدث إلا أنه يكشف لنا أن من عاداتنا إننا مشغولون بالآخر عن أنفسنا ، ولو اكتفينا بإصلاح عيوبنا لما بقي لنا متسع للتفكير في عيوب الآخرين . ولكننا لا نجيد إلا الحديث عن المحاسن والأمجاد ولا نمل من تكرارها حتى أصبحنا نعيشها علي أنها حقائق دون أن ندري سوء واقعنا حيث أصبحنا منبع القلق والمشاكل في العالم . وخلص الباحث إلى ان العرب المسلمين هم السبب الرئيسي لتشويه هذا الدين وصورة النبي عليه الصلاة والسلام لأنهم لم يجسدوا الصورة الحقيقية لتلك الرسالة السماوية الخالدة وما جاء به هذا النبي العظيم الذي قالت عنه الصحيفة البريطانية الاندبندنت: (ان محمد أعظم رجل بالتاريخ لأنه استطاع لوحده ان ينشر هذا الدين). فعلينا جميعا ان نعتذر للنبي عليه الصلاة والسلام لأننا شوهنا صورته وتجنينا عليه ونسبنا إليه ما لم يكن فيه ، ونقلنا عنه ما لم يكن قائله، وقتلنا باسمه، وقطعنا الرؤوس باسمه، وتظاهرنا بحبه، عند ذاك نستطيع ان نطالب الآخرين بالاعتذار . وقال ان تلك التيارات التي تنتفض اليوم علي زبدة لورباك وجبن بوك ولبن نيدو، ومن قبل قد انتفضت علي البيبسي والكوكا كولا والماكدونالد لا نجدها تستثمر طاقاتها الكبيرة هذه في توجيه النقد للسلطة الحاكمة بأمر الله أو للمجتمع المغيب عن الوعي ولا تتوجه بطاقاتها لنقد الأساليب الملتوية في استغلال الدين . لا نريد أن ننتصر للرسول عليه الصلاة والسلام من خلال دعوات المقاطعة فقط ولا نريد ان تكون الحادثة مناسبةً جيدة للاستثمار التجاري بالدين ليتنا ننتصر بطرق حضارية تبين للعالم أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام بدلاً من اللعب علي العواطف والمشاعر الدينية.