وعود متكررة والحصيلة صفر, هذا هو حال رؤساء مصر فى التعامل مع قضية العمال, الذين يعتبرون العمود الفقرى بل وشرارة كل الثورات المصرية على مر العصور. رؤساء مصر "لم يكلوا ولم يملوا " فى تكرار وعود بدون جدوى, وينطبق عليهم المثل الشعبى الشهير "كلام الليل مدهون بزبده ", فمن "نصرة ياريس" لمنحه ياريس "لمتكسروش خاطر مصر " ابحث عن حقوق العمال فى الفراغ . جمال عبد الناصر"ثورة يوليو سنة 1952، قامت من أجل إذابة الفوارق بين الطبقات، وإقامة عدالة اجتماعية، وحياة ديمقراطية سليمة، والقضاء على الإقطاع الاحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم والاستعمار". وأضاف عبد الناصر: "كان هناك احتلال إنجليزي، وأحزاب تمثل مصالح تحالف الإقطاع مع رأس المال، وملكية تتحالف مع الاستعمار والإقطاع و رأس المال ضد مصالح الشعب العامل، فكان لا بد لنا أن نحصل على حقوقنا وأن نقضى على كل هذه القوى التى تعمل ضد الشعب العامل؛ تأخذ نتيجة عمله وتأخذ نتيجة عرقه، كان القصر ينادى فى المناسبات أيضًا بالشعارات البراقة، ولكن الجميع تآمروا على المواطن الذى يعمل". أما الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فكان أول عيد عمال يحتفل به فى عام 1971 بحلوان، وقال: "قبل أن أبدأ حديثى إليكم من هذا المكان الذى تعودنا أن نستمع فيه إلى جمال أدعوكم إلى أن نقف دقيقة تحية لذكراه، تمنيت لو أن مصر كلها كانت معنا ونحن ندخل حلوان اليوم ورأت ما رأيناه، وتمنيت لو أن الأمة العربية كلها كانت معنا فى هذه التجربة ورأت ما رأيناه، وتمنيت أيضًا، لو أن العالم كله كان معنا: ليرى ويعرف، بل لا أخفى عليكم أيها الإخوة، إننى تمنيت لو أن الصديق والعدو كلاهما فى هذا العالم رأوا وعرفوا.. المنطقة التى كانت مشتى صغيرًا، أصبحت قاعدة للصناعة الثقيلة، المنطقة التى كانت متروكة للاسترخاء والكسل، أصبحت بركانًا من النشاط والعمل.. المنطقة الساكنة الهاجعة بين النيل والجبل، أصبحت قلبًا يضخ الحياة، وقمة تطاول كل الذرى، هنا فى حلوان، أكبر قاعدة للصناعة الثقيلة فى مصر والعالم العربى والشرق الأوسط وإفريقيا". وأضاف السادات: "وهنا حتى الآن 104 آلاف عامل صناعى وراء الآلات تصل أجورهم إلى 40 مليون جنيه سنويًا، وهنا اليوم.. هذا المصنع الذى حضرنا افتتاحه اليوم، مصنع السماد الجديد، الذى قام على استخدام الغازات المتولدة من مصنع الكوك، ينتج 200 ألف طن من السماد الآزوتى 20.5% أى 265 ألف طن من السماد العادى بنسبة 15.5%"، متابعًا: "هنا اليوم هذا المصنع الذى بنى بتكاليف قدرها 19 مليون جنيه، والذى يمثل قيامه تمثيلًا حقيقيًا فكرة التخطيط المتكامل، صناعة الحديد والصلب تستوجب صناعة الكوك، وفائض صناعة الكوك من الغازات لا يترك ليتسرب هباء ولكن يوجه لصناعة السماد". فيما كان أول عيد عمال للرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك فى مقر الجامعة العمالية بمدينة نصر، وطالب العمال فى كلمة رئيس الاتحاد بضرورة التصدى للحملات الظالمة التى تهدف إلى الانقضاض على القطاع العام، ثم قضية الأجور والأسعار والتأكيد على أهمية إنشاء المجلس القومى للأجور والأسعار وضرورة استثمار أموال التأمينات، وتوفير الإسكان الاقتصادي. أما الرئيس المعزول محمد مرسى ألقى خطابه الأول والأخير بمناسبة عيد العمال بمجمع الحديد والصلب بحلوان، وأكد حينها اهتمامه بالمصانع الأساسية بالقطاع العام وقطاع الأعمال، وشدد على ضرورة إعادة الحياة لمُجمع الحديد والصلب ومجمع الألومنيوم وشركة نحاس الإسكندرية وشركات الغزل والنسيج الموجودة فى وسط الدلتا، وأوضح أنه يتعين ضخ دماء جديدة فى تلك الشركات من خلال توجيه المزيد من الاستثمارات إليها، بما يسمح بالنهوض بها. فيما ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمته بمناسبة عيد العمال من أكاديمية الشرطة، وطالب فى كلمته، الجميع بعدم تكرار كلمة زعيم وقائد، قائلًا: "المصريين أهلى وناسي، وأنا واحد منكم وفرحان قوى لذلك، ويا رب تحيا مصر ويحيا المصريين"، وأشار إلى أنه خلال ثورة 30 يونيو: "مفيش مصرى خد قلم على وشه أو انجرحت كرامته بكلمة". وماتكسروش بخاطر مصر".