«ثماني ساعات للعمل – ثماني ساعات راحة – ثماني ساعات للنوم» كانت مطالب الكادحين في الأرض، الوصف الأشهر للعمال، والذي يعد الأول من مايو هو العيد الرسمي لهم في العالم والذي تحتفل أغلب دول العالم به، فلكل عيد قصة كفاح خلفه ذكرى واحتفال خاص به وخلف عيد العمال في مصر والعالم حقائق رصدتها «المصريون». 1- في مصر كان هناك تراث عمالي مستقل للاحتفال بعيد العمال بدأ في عام 1924، حيث نظم عمال الإسكندرية احتفالاً كبيرًا في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال ثم ساروا في مظاهرة ضخمة حتى وصلت إلى سينما «باريتيه» حيث عقد مؤتمرًا ألقيت فيه الخطب. 2- رغم حظر الحزب الشيوعي المصري الأول والسياسات القمعية للحكومات البرجوازية ومحاولات منع المسيرات والمؤتمرات بمناسبة أول مايو، ظلت الحركة النقابية المصرية تحتفل بالمناسبة وتنظم المسيرات والمؤتمرات طوال الثلاثينيات والأربعينيات رغم الصعوبات والقمع ولكن مع وصول جمال عبد الناصر إلى السلطة والتأميم التدريجي للحركة العمالية أخذت المناسبة شكلاً رسميًا وتم استيعاب المناسبة وفي عام 1964 أصبح الأول من مايو عطلة رسمية يلقى فيها رئيس الجمهورية خطابًا سياسيًا أمام القيادات هؤلاء النقابيين. 3- تختلف تسمية «عيد العمال» حول العالم، بين اليوم العالمي للعمل، يوم العمال العالمي، عيد العمال، عيد العمل أو عيد الشغل، هو احتفال سنوي يقام في دول عديدة احتفاءً بالعمال، فيه تضرب ملايين المؤسسات ومئات الملايين من العمال عن العمل في العديد من الدول. 4- يعود عيد العمال في أصله إلى عام 1869 حيث شكل عمال صناعة الملابس بفيلادلفيا في أمريكا ومعهم بعض عمال الأحذية والأثاث وعمال المناجم منظمة «فرسان العمل» كتنظيم نقابي يكافح من أجل تحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل. 5- جاء أول مايو 1886 ليشهد أكبر عدد من الإضرابات العمالية في يوم واحد في تاريخ أمريكا حيث وصل عدد الإضرابات التي أعلنت في هذا اليوم نحو خمسة آلاف إضراب واشترك في المظاهرات 340 ألف عامل وكان الشعار المطلبي المشترك لأحداث هذا اليوم هو «من اليوم ليس على أي عامل أن يعمل أكثر من 8 ساعات»، وفي مدينة شيكاغو احتفل العمال وتظاهروا في أول مايو لتخفيض ساعات العمل وكان شعارهم «ثماني ساعات للعمل –ثماني ساعات راحة –ثماني ساعات للنوم». 6- أكثر من 70 دولة حول العالم تحتفل بعيد العمال في الأول من مايو. 7- أول عيد للعمال في الولاياتالمتحدةالأمريكية تم الاحتفال به في الخامس من سبتمبر، عام 1882 في مدينة نيويورك وفي أعقاب وفاة عدد من العمال على أيدي الجيش الأمريكي و«مارشالات» الولاياتالمتحدة خلال «بولمان سترايك» إضراب بولمان عام 1894، وضع الرئيس جروفر كليفلاند، تسويات مصالحة مع حزب العمل باعتباره أولوية سياسية عليا وخوفاً من المزيد من الصراعات، تم تشريع عيد العمال وجعله عطلة وطنية من خلال تمريره إلى الكونجرس والموافقة عليه بالإجماع، فقط بعد ستة أيام من انتهاء الإضراب، وبحسب مصادر، كان «كليفلاند» يشعر بالقلق لتواؤم عطلة عيد العمال مع الاحتفالات بيوم مايو الدولي، والذي قد يثير مشاعر سلبية مرتبطة بقضايا هايماركت عام 1886، عندما أطلق أفراد شرطة شيكاغو النار على عدد من العمال أثناء إضراب عام مطالبين بحد أقصى لعدد ساعات اليوم الواحد لا يزيد عن ثماني ساعات، وقد راح ضحية تلك الحادثة العشرات من أولئك العمال وقامت الخمسون ولاية أمريكية بالاحتفال بعيد العمال كعطلة رسمية. 8- قضية هايماركت وقعت نتيجة للإضراب العام في كل من شيكاغو، إلينوى، والولاياتالمتحدة التي شارك فيها عموم العمال، والحرفيين والتجار، في أعقاب الحادث الذي فتحت فيه الشرطة النار على أربعة من المضربين فتم قتلهم في شركة «ماكورميك» للحصاد الزراعى، وتجمع حشد كبير من الناس في اليوم التالى في ساحة «هايماركت» وظل الحدث سلمياً إلى أن تدخلت الشرطة لفض الاحتشاد، فألقى مجهول قنبلة وسط حشد الشرطة –بحسب مصادر- وأدى انفجار القنبلة وتدخل شرطة مكافحة الشغب إلى وفاة ما لا يقل عن اثنى عشر شخصاً بينهم سبعة من رجال الشرطة وتلى ذلك محاكمة ثمانية من المدعى بسبب معتقداتهم السياسية، وليس بالضرورة عن أي تورط في التفجير، الأمر الذي أثار جدلاً كبيرًا، أدت المحاكمة في نهاية المطاف إلى إعدام سبعة أشخاص، حادث هايماركت كان مصدرًا لغضب للناس في أرجاء العالم. في السنوات التالية، وظلت ذكرى «شهداء هايماركت» في الذاكرة ضمن العديد من الإجراءات والمظاهرات الخاصة بالأول من مايو. وأصبح احتفالاً دولياً للإنجازات الاجتماعية والاقتصادية للحركة العمالية، وخصص الكونجرس الأمريكي هذا اليوم كيوم للوفاء عام 1958، نظراً للتقدير الذي حظى به من قبل الاتحاد السوفييتي، ووفقاً للتقاليد، فإن عيد العمال يحتفل به في الولاياتالمتحدة أول يوم اثنين في أيلول/سبتمبر، وفي كثير من الأحيان يتخذ الناس هذا اليوم كيوم للاحتجاج السياسي.