بدأت فكرة الاحتفال بعيد العمال كغيره من الأعياد بقصة كفاح أحدهم أو موت آخر.. فعلى مدار التاريخ ومرورا بكل الثورات والحركات الاستقلالية لم يحدث احتفال إلا في اليوم الذي يعقب الدماء. كان عام 1886 عندما قرر العمال بولاية شيكاغو الأمريكية أن يدخلوا في اعتصام للمطالبة بتحديد ساعات عملهم لمده لا تزيد عن 8 ساعات، حينئذ خرج عليهم ضباط الشرطة و أطلقوا عليهم الرصاص، مما أدى إلى مقتل العشرات منهم في مذبحه عُرفت باسم "قضية هايماركت". ويذكر أن أحد العمال ممن تم قتلهم بهذه المذبحة، قد ترك لابنه الصغير خطابا لا ينسى، حيث كان مكتوب به : "ولدي الصغيرعندما تكبر، وتصبح شابا، وتحقق أمنية عمري، ستعرف لماذا أموت...ليس لدي ما أقوله لك أكثر من اننى برىء...وأموت من اجل قضية شريفة ولهذا لا أخاف الموت وعندما تكبر ستفخر بأبيك وتحكي قصته لأصدقائك". لكن قبل ذلك ومنذ عام 1872 كانت هناك إضرابات واحتجاجات أخرى في عدة دول حول العالم وكانوا يحتفلون بيوم آخر مختلف عن الأول من مايو ، هو" 5 سبتمبر" من كل عام، ومن هذه الدول استراليا و كندا التي اعتصم عمالها في مدينة تورينتو مما أدى إلى صدور قانون الإتحاد التجاري الذي يحمي العمال. جاء الاحتفال الرسمي بالولايات المتحدة بعد أحداث اعتصام عمال "بولمان" والتي توصل فيها الرئيس الأمريكي جروفر كليفلاند لتسويات مع "حزب العمال" المعني بحقوقهم، وخوفا من مزيد من الإضرابات وأعمال العنف تم إقرار عيد العمال رسميا بعد مروره على الكونجرس الأمريكي. احتفلت بعد ذلك الخمسون ولاية بهذا اليوم كعطلة رسمية إكراما لذكرى هؤلاء العمال. يمثل عيد العمال عند العديد من الأمريكيين بداية فصل الصيف وفرصة جيدة للاحتفال والخروج في عطلة رسمية، وأصبح رمزا للخطب والحركات السياسية نتيجة لتعاقب الأحداث العمالية فيه . وجعلت مصر 1 مايو أجازة رسمية، تعبيرا عن مكانة العامل، ودوره ، وتقديرا على جهوداته المبذولة، وجعل هذا اليوم عيدا للعامل المصري. يتم دفع أجر عن هذا اليوم، وتقام حفلات لتكريم العمال المثاليين، وغالبا ما يحضر هذه الحفلات رئيس الجمهورية، امتنانا منه على دور العامل في تقدم المجتمع وبناء أساساته. وتقدم معظم المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة، منحة للعاملين بها، كنوع من المكافأة والتقدير على ما يقدمون من جهد و كد، من أجل الوصل إلى أفضل النتائج.