السلطات البوروندية توقف بث بعض الإذاعات

في الوقت الذي تدخل فيه الاحتجاجات البوروندية المناهضة لولاية رئاسية ثالثة للرئيس المنتهية ولايته بيير نكورونزيزا، والتي تعتبرها المعارضة "غير دستورية"، يومها الثاني، بدأت السلطات، اليوم الإثنين، حملة اعتقالات طالت قادة المظاهرات، كما أوقفت بث عدد من المحطات الإذاعية المحلية، بحسب نشطاء ومصادر من الشرطة البوروندية.
وأوضحت المصادر نفسها أنّه تم، صبيحة اليوم، اعتقال رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان والمعتقلين، بيير كلافر مبونيمبا، قبل أن يتم اقتياده إلى وجهة غير معلومة.

وفي تصريح للأناضول، قال رئيس "الاتحاد البوروندي للصحفيين" (مستقل)، ألكسندر نيونغيكو، إنّ "مبونيمبا حلّ ضيفا على إحدى البرامج الإذاعية حين وصلت قوات من الشرطة مصحوبة بمذكرة توقيف لاعتقاله".

ومن جانبه، قال مفتش شرطة العاصمة بوجمبورا، بيرتن غاشونغو، في تصريح صحفي إنّ "قيادات أخرى من المجتمع المدني، ومنظمي حملة أوقفوا الولاية الثالثة، على غرار المفوض العام لمنتدى تعزيز المجتمع المدني (هيكل يضم منظمات المجتمع المدني في بوروندي)، قيتال نشيميريمانا، ورئيس المنتدى من أجل الوعي والتنمية، باسيفيك نينيناهازوي، مطلوبون جميعهم من قبل الشرطة"، دون أن يوضح الأسباب التي تجعل من هؤلاء مذنبين في نظر القانون.

وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الأمن مقرات "دار الصحافة"، والتي تبث من خلالها العديد من المحطات الإذاعية، وأصدرت أوامرها بقطع البثّ على الفور، بحسب شهادات متفرقة للمسؤولين عنها.

وفي تصريح للصحافة، قال باتريك ندويمانا مدير إذاعة "بونيشا أف. أم"، وهي إحدى المحطات المستهدفة بقطع البث، أنّ "الحكومة تسحق حق المواطنين في الحصول على المعلومة، وهذا لا يحصل إلا في بوروندي".

وفي وقت مبكر من ظهر اليوم الاثنين، أغلقت "الإذاعة الأفريقية العامة" أبوابها دون معرفة الأسباب، وذلك في أعقاب بث تغطية مباشرة للاحتجاجات، حيث ندّد مديرها بوب روغوريكا بما اعتبره "خطة شريرة لإبادة جميع الأصوات المعارضة"، معربا، رغم ذلك، عن يقينه بأنّ "الأمور ستتغيّر عاجلا أو آجلا".

ولم يسجل أي تعقيب حول مجمل هذه الممارسات من قبل السلطات البوروندية حتى الساعة (13.30 تغ).

وتعيش بوروندي، منذ صبيحة أمس الأحد، على وقع مظاهرات حاشدة دعت لها المعارضة ومنظمات المجتمع المدني، منذ مساء أمس الأول السبت، تاريخ الإعلان الرسمي عن ترشح الرئيس البوروندي لولاية رئاسية ثالثة.

ويفصل بوروندي، شهران عن تنظيم انتخاباتها الرئاسية (مقررة في يونيو/ حزيران المقبل)، وهي فترة انتظار ستبدو طويلة على الرئيس نكورونزيزا الذي يحكم البلاد منذ 10 سنوات، خصوص في خضم انفجار الوضع الذي تشهده البلاد منذ يومين.