قالت الإعلامية المصرية شهيرة أمين إن دافعها لإجراء المقابلة مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عقب إطلاق حركة "حماس" سراحه وتسليمه للجانب المصري في الأسبوع الماضي في إطار صفقة لتبادل الأسرى كان إثارة "الشفقة والتعاطف" تجاهه، بعد احتجاز دام أكثر من خمس سنوات بقطاع غزة. جاء ذلك في مقابلة مع القناة الثانية الإسرائيلية دافعت فيها عن المقابلة التي أثارت موجة استياء واسعا في وسائل الإعلام الإسرائيلية التي اعتبرت أن سلوك المصريين لم يكن سويًا ولا موفقًا، وأن شاليط بدا غير مرتاح في المقابلة ومهمومًا ومحرجًا من الأسئلة التي تم توجيهها إليه من قبل مذيعة التليفزيون المصري. غير أن شهيرة نفت ذلك وقالت إن إجابات شاليط لم تكن تحت ضغط من حركة "حماس"، وتابعت: "تحدثت معه بعد إطلاق سراحه وبعد أن تكلم هو مع عائلته لقد كان يجيب بصراحة وشجاعة ولم يخشى أن يتم إعادته إلى الأسر بسبب ردوده". لكنها اعترفت بأنه كان متعبا خلال المقابلة، وأضافت: "عندما قابلت شاليط بدا مصابا بالإرهاق ومتعبا وشاحبا ويعاني نقص التغذية لقد كان أنحل من الصور التي رأيتها له في الماضي، لقد كان صوته ضعيفا وبدا أنه كان صعبًا عليه التركيز لكنه كان في حالة نفسية جيدة وقال إنه يشعر أنه في طريقة لبيته ولقاء عائلته". وعن دافعها وراء مقابلة شاليط، قالت الإعلامية المصرية: "شعرت أن في هذه المرحلة التي تعاني فيها إسرائيل من صورتها السلبية في مصر والعالم العربي، وخاصة بعد مقتل الشرطيين المصريين على الحدود، أنه من المهم محاولة تخفيف التوتر". وتابعت: "شعرت أنني سأمنح شاليط الشفقة التي يستحقها. كثيرون في مصر غاضبون أنني أعطيت لشاليط المسرح وحولته إلى بطل لكن ربما ينظر صحفيون آخرون في منطقتنا إلى الجانب الآخر وحينها يكون هناك سلام". واستدركت قائلة: "بلا حوار وتواصل مستمر سيكون هناك سور بيننا والكراهية وسوء الفهم سيزداد". ونفت شهيرة أن تكون المقابلة كانت أحد شروط الصفقة: "كل ما أعرفه هو أن رجل أمن مصري قال إن المقابلة تجرى بناء على طلب القاهرة وليست شرطا لإطلاق سراح شاليط، وبالفعل تم إطلاق سراحه ورجال "حماس" رحلوا، المندوب الوحيد من قبل "حماس" كان أحد أعضاء "كتائب عز الدين القسام"، والذي قام بتصوير المقابلة، بعد أن طالبت الحاضرين بمغادرة الغرفة قبل بداية المقابلة منعا للتوتر". وأشارت إلى أنه "في النسخة غير المنقحة من المقابلة يمكن أن تسمعوني وأن أطلب من المترجم تخطي وتجاوز عدد من الأسئلة، لأنني لاحظت أن شاليط متعبا ولم أرد إرهاقه. خلال المقابلة توقفت واقترحت على شاليط تناول الماء والبسكويت كما سألته هل يرتاح للتحدث بالعبرية وهو رد بالإيجاب". وأضاف: "إنني أشعر بالحزن لأنهم لم يفهموا دافعي وراء إجراء المقابلة. إنني أيضا غاضبة من ردود فعل الصحف الإسرائيلية على الأسئلة التي وجهتها لشاليط، لقد سألته بماذا يشعر، وهل يتوقع إطلاق سراحه، وكيف تلقى نبأ الإفراج عنه بعد كل تلك السنوات في الأسر، ولمن هو يشتاق في هذه المرحلة، كما سألته عن خططه المستقبلية وعن السبب في فشل جهود الوساطة السابقة ونجاحها هذه المرة". وأوضحت الإعلامية المصرية أن هذا السؤال لا يُسأل بهدف الدعايا "ببساطة اعتقدت أن السلطات المصرية نجحت في الوساطة بصفقة شاليط وتستحق التقدير لجهودها في الوقت الذي وعد فيه (الرئيس المخلوع حسني) مبارك ولم ينفذ وعده". ومضت: "كان لابد أن أسأل شاليط عن موقفه تجاه كل الأسرى الفلسطينيين الذين مازالوا موجودين في السجون الإسرائيلية". ونفت أن يكون لديها علم مسبق بأن الجانب الإسرائيل لم يكن على علم بالمقابلة: "لم أكن أعرف أن إسرائيل لم تبلغ بالمقابلة". وقالت إنها "أرادت نقل رسالة سلام وأنها منذ طفولتها كان لها دائما أصدقاء إسرائيليون"، وختمت: "لا أسخر أبدا من اليهود والإسرائيليين كل ما أريده هو تعزيز السلام والتسامح". يذكر أن المقابلة كانت الأولى لشاليط عقب الإفراج عنه، وكان ظهوره الثاني من نوعه منذ أسره فجر 25 يونيو 2006 عندما استهدفت عملية نوعية قوة إسرائيلية مدرعة من "لواء جفعاتي" كانت ترابط ليلاً في موقع كرم سالم العسكري التابع للجيش الإسرائيلي على الحدود بين مدينة رفح الفلسطينية وإسرائيل. ولم تسلم المذيعة التي أجرت المقابلة من الشتائم من الإسرائيليين وفق ما نقلت تقارير إسرائيلية، إلى أحد أن هناك من تمنى الموت لها، فيما عبر البعض عن رغبته في ضربها وذهب آخرون لوصفها بأوصاف قاسية. فيما قال محللون إسرائيليون إنه كان من المتوقع أن تبث مصر مثل هذه المقابلة، لأن هذا يعطيها دفعة إلى الأمام ويؤكد دورها في الصفقة وأنها دولة قوية يمكنها أن تؤثر في القضايا المتعلقة بالمنطقة، وفي هذا رسالة ليس إلى دول المنطقة والعالم فحسب، وإنما أيضًا إلى الداخل المصري، بحيث تم التأكيد على صلابة مصر ومكانتها بقيادة المجلس العسكري من خلال هذه المادة التي يمكن اعتبارها دعائية.