الصرف المغطى يدمر 700 فدان من محصول القمح .. الفلاحون: عاوزين شهر واحد للحصاد.. ووكيل الري: ملتزمون بتعليمات البنك الدولي ظهر فجأة نشاط غير مسبوق منذ أربعة أسابيع، فى مشروع الصرف المغطى بالأراضى الزراعية بقرى مركزى ببا واهناسيا بمحافظة بنى سويف، وهو المتوقف من العام الماضى ليفاجأ الفلاحون بمعدات ثقيلة وأوناش تقتحم أراضيهم وتدمر مساحات هائلة من محصول القمح، ليسارع المئات بالذهاب إلى مبنى مديرية الرى والموارد المائية للاستفسار والاعتراض إلا أن الرد كان كارثيًا بضرورة تنفيذ تعليمات البنك الدولى وإلا سيتم سحب تمويل المشروع . وهدد المزارعون بحرق المعدات والمواسير إن واصلت تدمير محاصيلهم وحرمانهم من ثمرة شقاهم، مما يهدد بتفجر الأوضاع خاصة أنهم يطالبون بتأجيل تنفيذ المشروع لمدة شهر واحد فقط لحصد المحصول، وأصبح الأمل معلقا بتدخل محافظ الإقليم محمد سليم لدى وزير الرى المهندس حسام المغازى لتأجيل التنفيذ أسوة بما حدث بمحافظة المنوفية، خاصة أن المشروع متوقف العمل به فعليًا منذ أيام نتيجة تهديدات المزارعين باتخاذ إجراءات عقابية. فى البداية يقول المهندس الزراعى جمال عبد المنعم، إن مشروع الصرف المغطى فشل فى التصدى لمشكلات الأراضى الزراعية رغم أن تكلفته بلغت ملايين الجنيهات بل تسبب فى تدمير آلاف الأفدنة ونتج عنه ضياع المحاصيل الزراعية بقرى المحافظة وما يحدث الآن من الإصرار على تنفيذ المشروع يعد جريمة فى حق محصول القمح الذى يعتبر محصولاً قوميًا . وفى قرى بنى مؤمنة وفازرة التابعة لمركز ببا، أكد المزارعون أنهم فوجئوا بدخول معدات المشروع الأراضى الزراعية بدون سابق إنذار مما تسبب فى تلف مئات أفدنة القمح. وأكد المهندس عبد الحميد علوانى، من أهالى قرية بنى مؤمنة أن المعدات الثقيلة مرابطة فى أرضه منذ ثلاثة أسابيع ودمرت فى طريقها 12 قريطًا من القمح وتسببت فى منع الرى لنحو 3 قراريط أخرى، مطالبا بسرعة إخلاء أرضه من المعدات فورًا خاصة أن المشروع توقف العمل فيه منذ أيام نتيجة ضغط الأهالى. وكشف عن أن احد المسئولين فى هيئة الصرف المغطى، أخطره بأن المشروع تمويل من منحة ألمانية عن طريق البنك الدولى والدولة ممثلة فى هيئة الصرف ملزمة بالتنفيذ وفق المواعيد المحددة وإلا ضاع التمويل مما يثير تساؤلات عديدة ويضع علامات استفهام لا نجد لها إجابات واضحة. وأوضح ناجى زهير، أنه يستأجر فدانا ضمن 18 فدانا مزروعة قمح تم تدمير 6 قراريط نتيجة الحفر الرئيسى والأفقى لتوصيل مواسير الصرف المغطى وبلغت خسائره أكثر من 1800 جنيه وأصبح مهددًا بفقد أرضه نتيجة عجزة عن دفع القيمة الإيجارية للفدان ( 6 آلاف جنية )، حيث كان يعتمد على حصد القمح وبيعه خاصة مع وجود تباشير بزيادة إنتاجية الفدان إلى 24 أردبا هذا العام ولكن كل شىء راح. وطالب حمدى محمد أحمد مزارع، بتأجيل تنفيذ المشروع شهر واحد فقط لجمع المحصول، موضحًا أنه يستأجر فدان مزروع قمح تلف منه 7 قراريط والغريب أن مهندسى التنفيذ كانوا يشاركوننا الهم وأحدهم وصل به التعاطف معنا إلى ترك العمل بالمشروع ورجع بلده ووعدنا أحد الخفراء بنقل المعدات بعيدًا وكان ذلك منذ 4 أيام ولكنها إلى الآن رابضة فى الأرض شاهدة على معاناتنا. المفاجأة كانت فى قرية صفط راشين، والتى انتهى فيها المشروع العام الماضى حيث كشف المزارعون عن ضياع محصول 700 فدان كانت مزروعة قمحًا فى نفس الوقت من العام الماضى وبنفس الطريقة تم تنفيذ المشروع بعد أن تم إقناع الفلاحين بدفع تعويضات مالية عن المساحات التالفة وإلى الآن لم يتم صرف أى مليم للمتضريين. وأشار حمدى سيد محمد، مزارع من أهالى قرية صفط راشين، إلى أن الصرف المغطى تسبب فى تدمير أكثر من 700 فدان تضرر منها نحو ألف مزارع لم يصرفوا أى تعويضات حتى الآن، مؤكدًا أن مواسير الصرف المغطى بالقرية ليست مغطاة بالكامل وبعضها ظاهر فوق سطح الأرض معرضة للكسر والشرخ وتعانى الانسداد الدائم كما ينتج عنها تجمعات مياه فى مناطق أخرى تسببت فى وجود حشرات وتسرب للمياه داخل التربة وهو ما يؤثر على الأراضى الزراعية، بالإضافة إلى وجود فتحات الصرف المغطى بجوار الطلمبات والمنازل. شاهد الصورة: