تعهد وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس" ببحث طلبات لجوء سياسي تقدم بها مترجمون أفغان كانوا يعملون مع القوات الفرنسية في أفغانستان في الفترة من 2002 حتى 2014. وبحسب تقرير لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية نشرته اليوم الأربعاء، فقد "قبلت فرنسا حتى الآن نحو 73 طلب لجوء سياسي فقط من ضمن 258 طلب مقدم لها من قبل مترجمين أفغان عملوا معها على مدى أكثر من 10 سنوات، وسيتم بحث الطلبات الأخرى والبالغ عددها 185 خلال الشهرين القادمين. ونقلت "لوفيغارو" تصريحات لوزير الخارجية الفرنسي أدلى بها مساء الثلاثاء جاء فيها أن :"فرنسا عليها واجبات تجاه موظفيها، لكن العمل مع فرنسا لا يمكن أن يعطي هؤلاء الحق المطلق في الإقامة بها، لا يجب أن نغفل مخاطر ذلك". لكنه أعلن عن مهلة شهرين للرد على طلبات اللجوء السياسي للمترجمين الأفغان، مشيرا إلى أن الطلبات التي سيتم رفضها ستمنح فرصة أخرى لإعادة بحثها. ويقول مقدمو طلبات اللجوء السياسي الذين عملوا مع القوات الفرنسية لأكثر من 10 سنوات إنهم يتعرضون منذ رحيل القوات الفرنسية عام 2014 للتمييز ضدهم في أفغانستان وإن حياتهم مهددة بالخطر. وخلال أكثر من 10 أعوام، تعاون نحو 700 مدني مع القوات الفرنسية في أفغانستان التي عملت ضمن القوات الدولية تحت قيادة "الناتو" في أفغانستان بعد الغزو الأمريكي لها. وكان نحو 20 مترجما سابقا في الجيش الفرنسي قد تظاهروا أمام السفارة الفرنسية في العاصمة الأفغانية كابول شهر مارس الماضي، وطالبوا باللجوء والحماية الفرنسية لهم، في مواجهة الوضع في افغانستان الذي يشهد مزيدا من التدهور، مشيرين إلى أنهم يتلقون تهديدات ولا يمكنهم الخروج من المنزل. ويتخذ الأفغان موقفا معاديا لفرنسا وحلفائها الغربيين منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، احتجاجا على نشر صحيفة "شارلي ابدو" الفرنسية الساخرة رسوما كاريكاتورية للنبي محمد، حيث خرجت مظاهرات ضد فرنسا في أنحاء أفغانستان وطالبوا بإغلاق السفارة الفرنسية في كابول.