فرضت حركة "حماس" لأكثر من خمس سنوات، سرية شديدة على مكان احتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط منذ أسره في عملية نوعية على حدود قطاع غزة في 25 يونيو، وحتى قامت بتسليمه للجانب المصري في وقت مبكر يوم الثلاثاء، بعد أن أفرجت عنه في إطار صفقة لتبادل الأسرى. وصاحبت عملية أسر شاليط إحراءات أمنية معقدة، حتى أن شاليط لم يتعرف على آسريه نظرا لعدم رؤيته لهم بشكل مباشر أو وسط إضاءة واضحة, حيث عمدت المقاومة إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والأمن في هذه الإجراءات. وعقب إطلاق سراحه، تسربت معلومات بأن حركة "حماس" كانت تحتجزه داخل مخبأ سري بالقرب من الشريط الحدودي لقطاع غزة مع مصر، وكان هذا المخبأ يرتبط بنفق يصل الأراضي المصرية. وبحسب تلك المعلومات، فإن شاليط نقل إلى هذا المخبأ منذ نحو ثلاثة أعوام بعد وصول معلومات استخباراتية ل "حماس" بأن إسرائيل قد تنفذ عمليات خاطفة على القطاع لتحريره، بعد أن رصدت مكان تواجده بالقطاع عدة مرات، لكن الحركة كانت تسارع بتغيير مكانه. ووفق التسريبات، فإن "حماس" نجحت في إقامة مخبأ احتياطي داخل الأراضي المصرية بالقرب من الحدود مع قطاع غزة بالاتفاق مع عناصر من البدو على صلة بها، لنقل شاليط إليه في حال توصل إسرائيل لمكان احتجازه، فيما زعمت تقارير إسرائيلية أن أن الجندي المفرج عنه كان محتجزا خلال الفترة الماضية بمنطقة رفح المصرية أو في مناطق أخرى يسطر عليها البدو هناك. غير أن مصادر أمنية مصرية نفت أن تكون لدى الأجهزة الأمنية في مصر كانت على علم بمكان احتجاز شاليط قبل أن تتسلمه المخابرات المصرية في تمام الحادية عشر من صباح الثلاثاء، حيث رافقه أحمد الجعبرى قائد "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكرى لحركة "حماس"، عندما وصل في سيارة نصف نقل كابينة مزدوجة من طراز "تويوتا" رباعية الدفع لأمام معبر رفح على الجانب الفلسطيني. وقالت المصادر، إن المخابرات المصرية حذرت الجانب الإسرائيلي من القيام بأي عملية عسكرية خاصة لتحرير شاليط أثناء عملية نقله من قطاع غزة إلى معبر رفح الحدودي، حيث كانت هناك احتمالات أن تقوم إسرائيل بمثل هذا الهجوم في حال رصدها موكب نقل الجندي الأسير وهو في طريقة إلى الجانب المصري. ووفق المصادر ذاتها، فإن الجانب الإسرائيلي رصد أكثر من محاولة تمويه داخل قطاع غزة توحي بأنها عمليات لنقل شاليط، فضلاً عن مكالمات هاتفية لبعض عناصر "كتائب القسام"، الجناح العسكري ل "حماس" التي تعمدوا إجراءها خلال الأسبوع الماضي، في إطار عملية التمويه على عملية نقل الجندي الإسرائيلي إلى مصر.