كشف الدكتور محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالِي في ليبيا عن مخطط العقيد الليبي الهارب معمر القذافي للعودة إلى السلطة واستغلال الخلافات المحتدمة بين الثوار بعد إسقاط نظامه السياسي قبل نحو شهرين. وقال جبريل، في تصريحاتٍ لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرتها في عددها الصادر اليوم الثلاثاء: إنَّ القذافي ما زال في ليبيا ويسعَى لاستغلال الخلافات السياسية بين الثوار في محاولةٍ لإثبات وجوده والعودة مجددًا للسلطة التي فقدها بعد اجتياح الثوار لمعقله الحصين في ثكنة باب العزيزية في طرابلس نهاية الشهر قبل الماضي". وأضاف: "القذافي يعمل على عدة خيارات منها إشاعة عدم استقرار أي نظام جديد في ليبيا أو أن يعلن دولة منفصلة في الجنوب يسمونها أي اسم.. الطوارق، الجنوب، إفريقيا العظمى". وتابع: "العقيد الهارب لديه عقدة الانتقام ولا يقبل الهزيمة وإنه يمكن أن يقوم بأي شيء مستحيل لهدم أي نظام جديد في ليبيا". وتحدث جبريل عن عملية تحرير طرابلس التي قال: إنها تعرضت للتأجيل ثلاث مرات كان آخرها بطلب من حلف شمال الأطلسي (ناتو) قبلها بساعات فقط. ووصف الوضع الداخلي في ليبيا بأنَّ هناك حالة فراغ سياسي، محذرًا من محاولة بعض القوى الأجنبية أن تملأ هذا الفراغ في ظل غياب القوى الوطنية. وشدَّد جبريل، الذي يستعد للتقاعد، على أنه لن يتراجع عن استقالته المعلنة من منصبه بعد استكمال تحرير مدينة سرت مسقط رأس العقيد الهارب وآخر المعاقل المؤيدة له، معتبرًا أنه لم يعد هناك أي مجال للعودة عن هذه الاستقالة. وأوضح أن استقالته تأتِي على خلفية مخاوفه من تحول الخلافات السياسية بين الثوار وكذا مخاوفه من حدوث صِدام مسلح بين الثوار بسبب رغبتهم في اقتسام السلطة بعد الانتصار على القذافي