قررت محكمة استئناف طرابلس، اليوم الإثنين، تأجيل محاكمة 32 من رموز نظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي المتهمين بارتكاب أعمال عنف إبان الثورة الليبية إلى الإثنين المقبل. وبثّت قناة "النبأ"، المقربة من حكومة الإنقاذ بطرابلس، قرار القاضي تأجيل المحاكمة دون مزيد من التفاصيل حول أسباب التأجيل. وكانت جلسات المحاكمة قد استؤنفت، أمس الأحد، قبل أن ترفع الجلسة لليوم الإثنين حيث كان من المقرر الانتهاء من تقديم محاميي الدفاع دفوعهم شفهيًا لحجز القضايا للنطق بالحكم فيها خلال جلسة قادمة. ويخضع 32 متهمًا من رموز نظام القذافي للمحاكمة في تهم تتعلق بقمع ثورة فبراير/شباط 2011، من أبرزهم البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء في عهد القذافي، وعبد الله السنوسي صهر القذافي والرئيس السابق لجهاز المخابرات، ونجل القذافي، سيف الإسلام. وانعقدت جلسة اليوم وسط استمرار تغيب نجل القذافي، سيف الإسلام، الذي حضر ثلاث جلسات فقط، عبر دائرة فنية مغلقة بمحكمة الزنتان مربوطة بالقاعة الرئيسية للمحكمة بطرابلس، من أصل 21 جلسة منذ بدء جلسات محاكمة 32 مسؤولا من نظام معمر القذافي أمام القضاء الليبي في 23 مارس/آذار 2013، بتهم تتعلق بقمع ضد ثورة فبراير/شباط بالدعم المالي واستخدام العنف ضدها. يشار الى أن سيف القذافي قبضت عليه مجموعة مسلحة تابعة لمدينة الزنتان في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2011، ليبقى حبيسا في سجونها، وقدم للمحاكمة عبر دوائر فنية ربطت بها قاعة محكمة الزنتان بقاعة المحكمة الرئيسية بطرابلس بعد رفض مسلحي الزنتان نقله إلى سجون طرابلس ويقبع سيف الإسلام القذافي حاليا في سجون مدينة الزنتان الجبلية (جنوب غرب طرابلس)، وعللت المحكمة في جلسات سابقة غياب نجل القذافي بسبب تعذر الربط الفني بين قاعة المحكمة بالزنتان والقاعة الرئيسية بطرابلس. واندلعت ثورة شعبية في ليبيا ضد حكم القذافي في فبراير 2011، أطاحت بنظام حكمه بعد 42 عاما قضاها في حكم البلاد، قبل أن يقتل القذافي على يد ثوار في شهر أكتوبر 2011 عقب القبض عليه. وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان هما: الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق (شرق)، وحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني ومقرها طرابلس.