شهدت مراكز التصويت في مناطق متفرقة بولايات السودان إقبالا متفاوتا خلال الساعة الثالثة من فتح صناديق الاقتراع في أول انتخابات عامة تجرى في البلاد منذ انفصال الجنوب في 2011 وسط مقاطعة فصائل المعارضة السياسية الرئيسية، بحسب مراسلي الأناضول. وأدلى الرئيس السوداني عمر البشير، صباح اليوم الإثنين بصوته في الانتخابات العامة التي تشهدها بلاده، وذلك بمركز الاقتراع في مدرسة سان فرانسيس قرب مقر إقامته بالقيادة العامة للجيش وسط الخرطوم. وبحسب مراسل الأناضول كان برفقة البشير عدد من كبار معاونيه وسط تغطية إعلامية كبيرة. وتأخر التصويت ساعتين في مركزي اقتراع بمدينة مدني عاصمة ولاية الجزيرة (وسط) لأسباب لوجستية، بينما انطلقت عملية التصويت بشكل طبيعي في غالبية المراكز وسط مستويات إقبال متفاوتة. وقال رئيس لجنة مركز "الدباسين" شرقي مدني، بكري محمد للاناضول، إن عملية الاقتراع تأخرت لساعتين بالمركز، بسبب عدم وصول سجلات الناخبين (أسماء الذين يحق لهم التصويت في المركز)، رغم وصول عدد من الناخبين للمركز. ورصد مراسلو الاناضول تزايدا في الاقبال على مراكز الاقتراع في العاصمة السودانية الخرطوم خلال الساعة الثالثة من فتح صناديق الاقتراع مقارنة بالساعتين الأولى والثانية، وبدأت لجان التعبئة الخاصة بحزب المؤتمر الوطني الحاكم، تنشط داخل بعض الأحياء بشكل ملحوظ لحث المواطنين على التصويت. كما شهدت مراكز الاقتراع بالخرطوم، هدوء لافتاً مع تواجد ملحوظ لوكلاء المرشحين، وغياب أي حملات لفصائل المعارضة الداعية لمقاطعة الانتخابات. وبدت حركة السير أقل بكثير من المعدلات الطبيعية بشوارع الخرطوم، وذلك بسبب العطلة الرسمية التي حددتها السلطات لمنح الفرصة للناخبين للإدلاء بأصواتهم. وفي مركز انتخابي بحي (الوحدة) شرق الخرطوم فإن الاقبال على التصويت بدأ في التزايد، خلال الساعة الثالثة مقارنة مع الساعتين الأولى والثانية، في المركز الذي يبلغ عدد الذين يحق لهم التصويت فيه أكثر من 3 آلاف ناخب. وبحسب مراسل الأناضول في مدينة الفاشر أكبر مدن إقليم دارفور المضطرب غربي البلاد فإن عملية الاقتراع، بدأت في مركز مدرسة (المقداد) بعد ساعتين، بسبب عدم وجود "الحبر" الذي يطبع على أصابع الناخبين منعا للتزوير، بينما انطلقت عملية التصويت بشكل طبيعي في غالبية المراكز وسط مستويات إقبال متفاوتة. وأدلى والي (حاكم) ولاية شمال دارفور، عثمان كبر بصوته في الانتخابات، بجانب عدد من المسؤولين بحكومة الولاية. وبحسب المفوضية القومية للانتخابات، فإنه دُعِيَ 13.6 مليون سوداني من أصحاب حق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أكثر من 10 آلاف مركز اقتراع تنتشر في أنحاء البلاد لانتخاب رئيس جديد للبلاد ونواب البرلمان والمجالس التشريعية (الإقليمية) في الولايات. ويستمر التصويت حتى الساعة 18.00 (15.00 ت.غ) مساءً بالتوقيت المحلي في الولايات ال 14 فيما تستمر حتى الساعة 19.00 (16.00 تغ) في الولايات الأربعة الأخرى التي بدأت الاقتراع في التاسعة، خلال العملية الانتخابية التي تتواصل حتى الأربعاء 15 أبريل/ نيسان الجاري. ويصوت الناخبون على 7 بطاقات الأولى خاصة بمنصب رئاسة الجمهورية الذي يتنافس عليه 15 مرشحا بجانب الرئيس عمر البشير وأغلبهم مستقلون ولا يشكل أي منهم تهديدا جديا له. وتشمل عملية التصويت 3 بطاقات خاصة بالبرلمان: الأولى للدوائر الجغرافية، والثانية للقوائم الحزبية النسبية، والثالثة لقوائم المرأة التي تستحوذ على 25 % من مقاعد البرلمان بنص الدستور. علاوة على ذلك توجد 3 بطاقات مماثلة لانتخاب مجالس تشريعية للولايات البالغ عددها 18 ولاية. وفي الانتخابات الرئاسية، يخوض السباق على منصب الرئيس 16 مرشحًا، بينهم الرئيس الحالي عمر البشير ذو الحظ الأوفر في الانتخابات التي تقاطعها معظم أحزاب المعارضة التي تحظى بشعبية في السودان، وتشمل حزب "الأمة القومي" بزعامة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، وحزب "المؤتمر الشعبي" بزعامة حسن الترابي، و"الحزب الشيوعي السوداني". وتطالب المعارضة بتأجيل الانتخابات للمشاركة في عملية حوار شامل دعا إليها الرئيس عمر البشير مطلع العام الماضي، ضمن شروط أخرى تشمل إلغاء القوانين المقيدة للحريات، وتشكيل حكومة انتقالية تشرف على صياغة دستور دائم، وإجراء انتخابات نزيهة. وقبل أيام، أعلن رئيس هيئة أركان "الجبهة الثورية"، نائب رئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال"، عبد العزيز الحلو، عن حملة عسكرية لتخريب العملية الانتخابية في جنوب كردفان، مضيفا أن الرئيس السوداني عمر "البشير يريد التمديد لنفسه خمس سنوات، ولن نسمح بذلك". وفي الانتخابات البرلمانية، يتنافس 1072 مرشحًا على مقاعد البرلمان الوطني البالغة 425 مقعدًا، في حين يتنافس أكثر من 7 آلاف مرشح على مقاعد المجالس التشريعية للولايات (2235 مقعدا). ووصل البشير (71 عاما) إلى السلطة عبر انقلاب عسكري عام 1989، مدعوما من الإسلاميين، وتم التجديد له في انتخابات أجريت عام 2010، وقاطعتها فصائل المعارضة.