ظلت "لمياء حمدين" خارج الكادر طوال عملها كمراسلة لقناة " اون تي في " ... لكن بفضل التزامها بواجباتها كأم دخلت لمياء الكادر " التلفزيوني والاعلامي" من أوسع ابوابه وصارت الإعلامية الابرز والأشهر في مصر والوطن العربي حاليا ... تحية الى لمياء ... التي لم تشعر بالخجل وهي تحمل طفلها اثناء عملها وهي تمسك ب " المايكرفون " وتجري مقابلة تلفزيونية في الشارع امام الناس جميعا ... تحية ايضا الى كل أم عاملة ولا تقصر في رعاية اولادها ..
صراحة ... لاول وهلة ، هزت مشاعري صورة لمياء وهي تحمل ابنها الصغير بيد وتمسك المايكرفون باليد الاخرى ... في البداية شعرت بالشفقة عليها هي وطفلها الصغير... ثم التعاطف معها والتفكير في حلول عملية تخفف من معاناة الأمهات العاملات ولديهن اطفال صغار ... واستغربت تعليقات البعض الذين اتهموا لمياء بعدم المهنية .. بينما هي في الحقيقة التزمت بمهنتها التزاما كاملا فهي لا تظهر في الكادر مطلقا في التقارير التلفزيونية التي تعدها سواء كانت تحمل طفلها او لا تحمله الا في اذا قامت بتسجيل مقدمة او خاتمة لتقريرها وهذا لا يكون بصفة دائمة، فهي مراسلة ميدانية تنقل صور واراء الآخرين وليست مقدمة برامج .. كما ان لمياء التزمت بدورها كأم التزاما كاملا فلم تتخلى عن طفلها المريض وهو يحتاج لرعايتها وحنانها ... ويجب ان يتم تكريم لمياء لا ان ينتقدها البعض ممن افتقدوا الى ابسط المشاعر الانسانية ...
بالفعل تستحق لمياء حمدين لقب " الام المثالية " .. بدلا من منح هذا اللقب السامي الى من لا يستحق من النساء اللاتي لا تعتبر حياتهن مثالية باي حال من الأحوال ... لمياء ام مثالية لانها باختصار جعلت طفلها اولوية في حياتها رغم انها إعلامية .. ومن المعلوم ان المظهر هو رأس مال معظم الإعلاميات اللاتي يسعين الى الشهرة سريعا حتى لو تخلين عن رعاية اولادهن الرعاية الواجبة ... الا ان لمياء لم تكن من هذا النوع من الاعلاميات .. لم تخجل من حملها لطفلها بيمينها والميكروفون بيسارها وتستطلع آراء الناس في الشارع ... لمياء ام مثالية فعلا .. فهي أدت عملها باقتدار وفي ذات الوقت تقوم برعاية طفلها الصغير ولم تتركه بعيدا عنها بعد ان علمت انه مريض .
وقضية لمياء حمدين .. الام والإعلامية .. تجعلنا نعيد فتح ملف حقوق الأمهات العاملات في القطاعين العام والخاص ولديهن اطفال في سن يحتاجون فيه الرعاية .
وأُقدِّم المقترحات التالية الى الحكومة واصحاب شركات وقنوات القطاع الخاص للتخفيف من معاناة الأمهات العاملات : 1- توفير دور حضانة لاطفال الموظفات في أماكن العمل او بالقرب منها وتتكفل الدولة او صاحب العمل في القطاع الخاص بنصف المصروفات والام بالنصف الاخر .. 2- منح تسهيلات للموظفات مِن الأمهات لمغادرة أماكن العمل لمدة معينة يوميا لرعاية الأطفال دون الانتقاص من رواتبهن شيئا .. بشرط وجود اطفال في سن يحتاجون فيه الرعاية فعلا ولا يمكن إلحاقهم بروضة اطفال .. وهو اقل من 4 سنوات تقريبا .. 3- منح الموظفات علاوة مالية خاصة شهريا لمساعدتهن على إلحاق اطفالهن من سن 4 او 5 سنوات برياض الأطفال او اي حضانة اطفال ...
4- إلزام الحكومة واصحاب الاعمال بالقطاع الخاص بتلك الحقوق سواء بإصدار قرار وزاري من مجلس الوزراء او وزير القوى العاملة او بإصدار تشريع قانوني جديد .. نريد ان نساعد الأمهات العاملات على تحقيق ما يرغبن فيه من طموح في العمل بما لا يؤثر على دورهن في تربية اولادهن ..