أرجعت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى قيام فصائل فلسطينية بخطف المستشار حسام الموصلي بسفارة مصر في قطاع غزة إلى اعتراض هذه الفصائل على الدعم الذي تقدمه مصر لحركة المقاومة الإسلامية حماس فيما يتعلق بتشكيل حكومة فلسطينية بقيادة الحركة. وأشارت المصادر إلى أن مصر رفضت مساعي يبذلها أبو مازن لحرمان الحركة من رئاسة الوزارة وهيمنة حركة فتح على المناصب السياسية الفلسطينية والخاصة بالمفاوضات مع إسرائيل. وتوقعت المصادر تورط عناصر من كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري التابع لحركة فتح والذي يعترض بشدة على المساعي المصرية لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تشارك فيها حركة فتح في ظل تهديد الكتائب باغتيال أي عضو مشارك في حكومة بقيادة حماس. واستبعدت المصادر أن يكون هناك تأثير لاختطاف حسام الموصلي على الجهود التي تبذلها مصر لتسريع خطى تشكيل حكومة فلسطينية تشمل جميع ألوان الطيف الفلسطينية كما أن وجود دور مصري في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية هو هدف استراتيجي مصري. من جانب أخر علمت "المصريون" أن موفدين مصريين رفيعي المستوى سيصلون إلى قطاع غزة في منتصف الأسبوع القادم للوصول في مباحثات مع الفصائل الفلسطينية لضمان تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل فيها جميع الفصائل وحل أي خلافات بين هذه الفصائل تمنع حدوث أي توتر أو اقتتال بينها وحل الخلافات بين فتح وحماس حول العديد من المناصب وعلى رأسها منصب رئيس الوزراء وصلاحياته واستياء حركة حماس من العديد من قرارات أبو مازن الأخيرة التي ترغب في فرض أمر واقع على الحركة من خلال تعديلات وتعيينات في المؤسسات الفلسطينية. وقد استبعد السفير عبد الله الأشعل الدبلوماسي والمحلل السياسي وجود أي تأثير لاختطاف الموصلي على الدور المصري متوقعا أن يكون الغرض من هذا الاختطاف إيجاد توتر في العلاقة بين حركة حماس والقاهرة وإجبار القاهرة على ممارسة ضغوط على الحركة لتقليل تشددها فيما يخص شكل التشكيلة الحكومية وهيمنتها على العديد من المناصب وإدارتها بمفردها لملف التفاوض مع إسرائيل.