تسود حالة من الهدوء الحذر، يتخللها اشتباكات متقطعة، في مناطق جنوب وغرب العاصمة الليبية طرابلس، اليوم الأحد، بعد تجدد القتال ليلة البارحة بين قوات المؤتمر الوطني وقوات مجلس النواب. كما سادت أيضا حالة من الهدوء الحذر، بالقرب من قاعدة براك الجوية، جنوبي ليبيا، بعد تجدد القتال، أمس السبت، بين القوة العسكرية الثالثة المكلفة من حكومة الإنقاذ في طرابلس بحماية الجنوب، ومجموعة مسلحة، قال مصدر عسكري إنهم ينتمون لقبيلة المقارحة. وقال شهود عيان من أحياء السواني والساعدية جنوب غرب العاصمة طرابلس، لوكالة الأناضول، إنهم سمعوا طيلة ليلة البارحة أصوات الاشتباكات إضافة إلى قصف جوي. من جانبه قال حسين بودية، آمر غرفة عمليات "فجر ليبيا"، بالمنطقة الغربية للأناضول، إن مناطق العزيزية جنوب العاصمة وورشفانة في الغرب، شهدت ليلة البارحة عملية تسلل كبيرة لمفارز تابعة لقوات الزنتان (موالية لبرلمان طبرق) في محاولة منها لكسر حاجز قوات "فجر ليبيا" للدفاع عن العاصمة. وأوضح بودية أن قوات "فجر ليبيا" تمكنت قبل ساعات من فجر اليوم من إفشال العملية بعد قتال عنيف شهدته المنطقتان. وأشار إلى سقوط ضحايا في صفوف قوات "فجر ليبيا" جراء اشتباكات البارحة، من دون أن يحدد عددهم. وعن الضربات الجوية قال بودية كلا الطرفين استخدم سلاح الجو، فقوات (الفريق خليفة) حفتر قصفت معسكرا جنوب شرقي العاصمة، وهو معسكر خال منذ أشهر من أي وجود عسكري، بينما تمكنت قوات فجر ليبيا من استخدام الطيران لضرب تمركزات للزنتان خلف الخطوط الأمامية مما اضطر هذه القوات للتقهقر. وعن الأوضاع الحالية أشار إلى أن كلا القوتين تسيطر على تمركزاتها ونقاطها الأولى، قبل أن يشدد على أن جنوب وغرب العاصمة في قبضة "فجر ليبيا"، والأوضاع الحالية يسودها الحذر مع اشتباكات متقطعة بين الحين والآخر. وفي السياق ذاته قال جمال التريكي، امر القوة العسكرية الثالثة، المكلفة بحماية الجنوب الليبي من جانب حكومة الإنقاذ بطرابلس، لوكالة الأناضول، إن "المنطقة شهدت هدوءا حذرا بعدما شهدت المناطق القريبة من قاعدة براك الجوية اشتباكات استمرت لساعات مع المجموعة المسلحة التي حاولت السيطرة على مخازن السلاح القريبة من قاعدة البراك الجوية مطلع الشهر الماضي". وأضاف أن سبب توقف الاشتباكات اليوم يعود الي سوء الأحول الجوية بالمنطقة. وفي وقت سابق قال محمد القيوان، المتحدث باسم القوة العسكرية الثالثة إن "الاشتباكات مع مجموعات مسلحة تابعة لقبيلة المقارحة، أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين تابعين للقوة، أحدهم إصابته خطيرة"، قبل أن تتوقف مساء أمس. ومطلع الشهر الماضي، قتل جندي تابع للقوة العسكرية الثالثة واختطف 5 آخرون بعد اشتباكات مع مجموعة مسلحة تسللت إلى مخازن الذخيرة بالقرب من قاعدة براك، وبعدها بيومين أطلقت "القوة الثالثة" عملية عسكرية لتحرير المختطفين إثر فشل المساعي السلمية لتحريرهم، ولا يُعرف مصير هؤلاء المختطفين حتى اليوم. وقال القيوان، في تصريحات سابقة، إن "المجموعة المسلحة التي تنتمي لقبيلة المقارحة، هي من تجار السلاح وغايتها السلب والنهب". وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان هما: الحكومة الموقتة التي يقودها عبد الله الثني المنبثقة عن مجلس النواب في مدينة طبرق (شرق)، وحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني ومقرها طرابلس (غرب) والتي يُسير أعمالها خليفة الغويل النائب الأول لرئيس المؤتمر.