أكد اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان أن أحداث العنف الدموية التي وقعت مساء الأحد بماسبيرو ليس لها علاقة مباشرة بأحداث قرية "المريناب" بإدفو، حيث أثير الجدل حول تحويل "مضيفة" إلى كنيسة، وقال إن تلك الأحداث لها دوافع أخرى، فيما يسود القرية حاليا الهدوء التام. ونفى السيد ما تردد عن أنباء بتقدمه باستقالته من منصبه للمجلس العسكري، وقال في تصريحات الاثنين إنه رجل مقاتل وخاض العديد من الحروب ويرفض مبدأ الانسحاب بصفة عامة، مشيرا إلى أن المجلس العسكري هو الوحيد الذي يملك قرار تعيينه أو إقالته. وكانت المطالبة بإقالة المحافظ مثلت أحد مطالب المتظاهرين الأقباط خلال مسيرة شارك فيها نحو عشرة آلاف قبطي يوم الأحد والذين قاموا بحرق صورة له، متمسكين بضرورة أن يتخذ المجلس العسكري قرارا بإقالته. وخلال الأيام الماضية ترددت أنباء عن اعتزم حكومة عصام شرف إقالة المحافظ، عقابًا له على موقفه المعتدل والواضح على خلفية الأزمة المفتعلة بقرية المريناب وتصحيح الوضع قد أثارت موجة من الاستياء بين القبائل العربية بأسوان التي هددت باتخاذ مواقف حازمة في حال اتخاذ هذا القرار، الذي اعتبرته محاولة لذراع الحقيقة رافضين تحميل المحافظ أخطاء الحكومات السابقة أو تحمله لعجز الحكومة الحالية المنساقة لأصحاب الصوت العالي والتهديدات من جانب الأقباط. وكان محافظ أسوان أكد في تصريحات سابقة أن الأزمة تفجرت بعد قيام أحد الأقباط بمخالفة القرار الذي صدر له العام الماضى بإحلال وتجديد وبناء "مضيفة" خاصة به على مساحة 280 مترا، والتي كانت في الأصل عبارة عن منزل قديم وشرع في تحويلها إلى كنيسة، مما تسبب في احتقان وإثارة أهالي القرية. وأضاف إنه بناء على شكوى تقدم بها أهالي "المريناب"، تم إحالة المخالفات للنيابة العامة لمحاسبة الذين تلاعبوا في استخراج الترخيص، خاصة وأن الكثافة السكانية لا تسمح بإقامة كنيسة (75 قبطيا فقط )، مشيرا إلى وجود كنيسة أخرى قريبة بمنطقة "الحج زيدان". وأشار المحافظ إلى أنه سبق أن وافق على طلب الأقباط بإعادة بناء المضيفة التي كانت من الخشب والبوص وعلى ارتفاع تسعة أمتار بنفس الارتفاع، إلا أن الأقباط تجاوزا هذا الأمر ورفعوا المضيفة إلى ارتفاع 13 مترا". لكن المسلمين في القرية غضبوا من هذا التجاوز، وتدخلت مجموعة من المشايخ والمعنيين في هذا الأمر، وقد اعترف الأقباط بهذا التجاوز ووعدوا بإزالة الأمتار الزائدة، إلا أن التنفيذ تأخر كثيرا، وهو ما أغضب أحد الشيوخ الذي قام بتجميع الشباب عقب صلاة الجمعة لإزالة الارتفاع الزائد بانفسهم". وأكد المحافظ أن ما يتردد عن الاعتداء على كنيسة وبها مسيحيون في القرية لا أساس له من الصحة، لانه لا يوجد كنيسة من الأساس، وأن المضيفة مازالت تحت الإنشاء، لافتا إلى أن الحريق الذي حدث تم في حجرة للمقاول الذي تأخر في هدم الارتفاع الزائد وليس في المضيفة، وقد تم إخماده". وأوضح أنه جرى من قبل احتواء الأزمة داخل القرية من خلال جلسة عرفية، انتهت إلى استنكار القيادات الكنسية لهذه المخالفة، ووعد القائمون على بناء المضيفة بهدم الجزء المخالف من خلال أحد المقاولين الأقباط، لافتا إلى أن تباطؤ المقاول في هدم الجزء المخالف تسبب في إعادة الاحتقان مرة أخرى، حيث توجه مجموعة من شباب القرية عقب صلاة الجمعة قبل الماضية للمشاركة في هدم هذه المخالفات، وقاموا بإشعال النيران في إطارات السيارات وأخشاب في مخزن المقاول المجاور للمضيفة.