لا تمر ذكرى السادس من اكتوبر المجيد، الا ويختلط مشهد المنصة في ذهني بمشهد العبور، وتتمازج طلقات الرصاص باتجاه صدر بطل الحرب والسلام، بمنظر طلقات المدافع المضادة للطائرات والصواريخ أرض – جو التي حمت سماء الجنود الذين عبروا القناة. صحيح انه في نهاية الامر تطغى على شاشة الذاكرة بانوراما استعادة الكرامة المصرية، واسترداد الشرف العسكري الذي طالته نكسة 67، وتسيطر مشاعر الزهو والفخر على مسرح الذاكرة، الا ان اللحن الحزين لاغتيال السادات يظل يعزف في خلفية المشهد، في اشارة الى ما اعقب حادث المنصة من كوارث تعاقبت وتوالت بلا انقطاع، تحولت خلالها مصر من دولة انتصرت عسكريا، ونجح جنودها البواسل في استرجاع حقها المسلوب، الى دولة يتراجع دورها الاقليمي شيئا فشيئا حتى كاد يختفي من الساحة الدولية، واحتلت مكانة لا تليق بها في المقعد الخلفي للمسرح العربي، وبدلا من الانطلاق نحو مستقبل مشرق، يعوض شعبها سنوات ربط الاحزمة على البطون الجائعة، ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة، ظهرت الغيلان البشرية لتلغ في دماء الشعب المرهق بالحرب، المنهك بالظلم، المتشح بالصبر، وحَوَّل الحاكم الخانع شعبه الى شعب اقصى احلام شبابه الهروب عبر البحر.. والتسلل الى دول ا خرى يتنسم فيها هواء نقيا،.. حتى لو كان ما ينتظره في البحر انياب القروش، وحتى لو كانت الدولة الاخرى هي اسرائيل!!.. جزاه الله بما يستحق عما فعله بمصر والمصريين. اما السادات، وهو بين يدي خالقه منذ اكثر من 30 عاما الآن، وهو وحده سبحانه وتعالى يجازيه بما فعل، خيرا كان أو شرا، والتاريخ المنصف سيحكم على افعاله ايضا بمعايير المؤرخين البشرية، بعيدا عن تزوير البشر، اما اللافت للنظر والمثير للفكر، فهو الاعتذاران المتتاليان اللذان جاءا على لسان د.طارق الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الاسلامية الذي قال: «ان هدف الجماعة لم يكن ابدا اغتيال السادات، وانما كان المقصود احداث ثورة شعبية، وتحقيق تغيير شامل في نظام الحكم وان «الخطأ الذي وقعت فيه الجماعة كان استخدام نهج العنف المسلح كوسيلة لتحقيق هذا التغيير». وهو ما أكده شيخه وأستاذه عبود الزمر بقوله: لو كنا نريد اغتيال السادات لاغتلناه عشرات المرات».. وايجازه المبدع بقوله: «لو كان على ايامنا فيس بوك.. ما لجأنا للعنف». ثم جاءت «الكرزة التي تزين التورتة» بالاعتذار الصريح، وعلى الهواء مباشرة من القيادي التاريخي للجماعة الاسلامية د.ناجح ابراهيم للسيدة رقية أنور السادات يوم السبت الماضي وقوله: «أعتذر للشعب المصري اليوم عن اغتيال السادات وانهم لو خيروا في حاكم بين السادات ومبارك لاختاروا السادات». عفوا.. ورغم ان الموقف جاد، دعوني استعير عبارة الصحافي الذكي في النكتة القديمة: يعني يا جماعة أفهم من كلامكم ان السادات مات مسموم!! رحم الله السادات رحمة واسعة.. أما المخلوع.. فاللهم أرنا فيه عجائب قدرتك ومعجزات صنائعك.. ومدى بطشك جزاء ما فعله بمصر وشعبها. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 الغول نجا من حفل الغِلّ عشان ما تشرب مصر الذُّل بعد انتصارنا ف يوم مشهود ساب اليهود ع النيل بتطُلّ ٭٭٭ يا منشنين ساعة التناشين راح منكو فين راس التنين ياريت رصاصكم طل عليه وكنتو ريحتوا الملايين مختار عيسى (يوميات يناير)