وصلتني رسالة من الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين تعقيبا على مقالة لي نشرت في زاويتي اليومية ب المصريون تقول الرسالة الأخ الكريم الأستاذ / محمود سلطان رئيس تحرير موقع "المصريون" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فقد اطلعت وقرأت بإمعان مقالكم المنشور على موقع "المصريون" بتاريخ 10/2/2006م والمعنون "الإخوان ودروس الأفخاخ" ، ويهمنى أن أوجه إليك شكرى وتقديرى من منطلق "رحم الله امرءًا أهدى إلى عيوبى" وتأسيسًا على قول النبى الكريم - صلى الله عليه وسلم - : "الحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها فهو أحق الناس بها" .. لكنى أجد من الواجب وحقك علىّ أن ألفت انتباهك إلى أننى لم أدل بأى تصريح إلى جريدة روزاليوسف ، ودائمًا أقول لمحرريها الذين يتصلون بى إنى لا أتعامل مطلقًا مع هذه الجريدة لأسباب كثيرة ذكرتها أنت فى مقالك ، حتى أن بعضهم كان يتصل بى بأسماء أخرى زاعمًا أنه محرر لجريدة أخرى ، وإذ بى أفاجأ بأن كلامى منشور بالجريدة المذكورة مع تحريف شديد ، وقد تكرر ذلك وهو ما جعلنى أدقق كثيرًا فيمن أتحدث إليه .. مرة أخرى أكرر أن هذا الحديث الذى نشرته جريدة روزاليوسف لا علاقة لى به من قريب أو بعيد .. كما أنه لم يرد على لسانى مطلقًا ذكر عبارة "لا تجوز ولاية قبطى على مسلم" وتقبل وافر تحياتى د. محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين و بداية أشكر د.حبيب على تعقيبه الحاني و الرقيق و في ذات وقت فإنني عندما كتبت المقال الذي تفضل بالتعقيب عليه ، لم أكن أبدا أقصد النيل من مكانة وقدر ووزن ومنزلة أي من قادة الجماعة التاريخيين ، فجميعهم لهم منزلتهم التي يجلها الخصوم قبل المؤيدين و المتعاطفين معها . ما كنت اقصده هو أن الجماعة باتت في حاجة إلى "مأسسة" العمل و توزيع الأدوار بداخلها ، لضبط "فوضى" التصريحات التي عادة ما تعطي صورة مغلوطة لحقيقة المشهد الإخواني الداخلي . والإخوان هم كبرى الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي ، و هي التيار الذي بات يسبب ذعرا حقيقيا لكثير من القوى المحلية و الإقليمية و الدولية ، و كما قلت في مقالات سابقة إنها تحت "المجهر الدولي" ، إذ تراقب كثير من دوائر صناعة القرار الدولي أدائها السياسي من جهة ، و تطور خطابها الشرعي و الفقهي وثيق الصلة بهذا الأداء من جهة أخرى . الإخوان ليست حزب "رفعت السعيد" و لاحزب "الشيخ الصباحي" ، إنها "مشروع دولة" حقيقي ، و اعتقد أنها تعي هذه الحقيقة جيدا و تعي استحقاقاتها السياسية و الأمنية و الإعلامية ، و هذا ما حملني على الاستغراب و الدهشة من "تكاسلها" عن وضع حد لفوضى التصريحات و استسهالها و سهولة استدراج من يتحدث منهم وتوريطه في ما هو غير مستعد أو مؤهل للتعاطي معه بحال. حماس .. و هي الطبعة الفلسطينية للإخوان ، لها متحدث رسمي ، كما أن قصور الرئاسة و الإامارة و المملكة و الوزرات في العالم أجمع بات لها متحدثا رسميا ، بل إن بعض الشركات التي تعمل في مجال البزنس لها متحدث رسمي .. فما الذي يمنع الإخوان من تعيين متحدث عنها يكون متدربا تدريبا جيدا ،يجيد التعامل مع "الخبثاء" و ما أكثرهم خاصة من يتربصون بالإخوان الدوائر؟! أنا بالتأكيد أُصدق الدكتور محمد حبيب فهو عندي أزكى و أطهر و اصدق من صحيفة دأبت على الكذب والفبركة و لي عنق التصريحات بما يرضى أسيادها في لجنة السياسات ، ولكن كنت أتمنى أن أجد في رسالته ، ما يشير إلى نية الجماعة في تعيين متحدث لها ،يكفيها كثيرا من الشرور .. التي عادة ما يتصيدها اعداء المشروع الحضاري الاسلامي ، و يتعاملون معها بمنطق "السيئة تعم " و اسأل الله تعالى النفع و القبول [email protected]