ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن قرار السعودية التدخل في اليمن يزيد مخاطر تنافسها مع إيران ذات الأغلبية الشيعية, الذي احتدم في سوريا والعراق وفي أماكن أخرى بالمنطقة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 27 مارس أن الغارات التي شنتها السعودية تجازف أيضا بزيادة اشتعال التوترات الطائفية, التي تتأهب منظمة القاعدة والجماعات الجهادية الأخرى في اليمن لاستغلالها. وتابعت " ما يزيد الأمر تعقيدا هو أن هذا التدخل يأتي قبل الموعد النهائي لتوصل إيران لاتفاق مع الولاياتالمتحدة وقوى أخرى بشأن برنامجها النووي". وبدأ تحالف من عشر دول بقيادة السعودية في تمام الساعة 12 من منتصف ليل الخميس الموافق 26 مارس عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، استجابة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية". وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن غارات عملية "عاصفة الحزم" أسفرت عن "تدمير الدفاعات الجوية الحوثية بالكامل، وقاعدة الديلمي، وبطاريات صواريخ سام وأربع طائرات حربية". وفي المقابل, أدانت طهران العملية العسكرية التي تشنها عشر دول بقيادة السعودية تحت اسم "عاصفة الحزم" على مواقع للحوثيين وقوات علي عبد الله صالح، ووصفتها "بالتحرك الخطير". وقالت الخارجية الإيرانية إن "توجيه ضربات لليمن تحرك خطير يتناقض مع القانون الدولي"، كما حذر رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي من أن "نار الحرب التي أطلقتها السعودية على اليمن ستطال المنطقة", فيما وصفت وسائل الإعلام الإيرانية العملية العسكرية "بالعدوان السعودي"، "والمخطط الأميركي السعودي". وفيما يتعلق بالتطورات الميدانية, أفاد مصدر عسكري يمني رفيع بهروب قيادات عسكرية موالية لجماعة الحوثيين والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، من مواقعها في صنعاء، نتيجة الغارات المكثفة ل"عاصفة الحزم". ونقلت وكالة "الأناضول" عن المصدر -الذي طلب عدم ذكر اسمه- قوله إن معظم القيادات العسكرية الموالية للحوثيين وصالح بصنعاء غادرت مواقعها إلى أماكن مجهولة، بعد بدء الغارات. وقال إن هذه القيادات كانت تتمركز في قاعدة الديلمي الجوية، وقوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقاً) ومعسكر القوات الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) بالإضافة إلى معسكر ريمة حُميد. وبدورها, أفادت مصادر محلية يمنية أن قوات موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي قصفت قاعدة العند الجوية الخاضعة لسيطرة الحوثيين قرب عدن، وأن عشرات من المسلحين الحوثيين يفرون من القاعدة. وتأتي مهاجمة القاعدة بعد أن تمكنت قوات هادي من استعادة السيطرة على مطار عدن. يُذكر أن الرئيس هادي أعلن عدن، بعد وصوله إليها، عاصمة مؤقتة للبلاد إلى حين انتفاء الأسباب التي أدت لرحيله عن العاصمة صنعاء يوم 21 من الشهر الماضي بعد سيطرة الحوثيين عليها في سبتمبر من العام الماضي. وتصاعدت وتيرة الأحداث في اليمن في 25 مارس، عقب سيطرة الحوثيين على مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج جنوب البلاد وقاعدة "العند" الجوية بالمحافظة قبل أن يعتقلوا وزير الدفاع محمود الصبيحي، ومسئولا عسكريا آخر بارزا بالمحافظة نفسها. كما سيطر الحوثيون قبل أيام على المقرات الأمنية والحكومية في تعز (وسط) وتقدموا نحو الضالع (جنوب), قبل أن يضيقوا الخناق على عدن. وأعلنت السعودية أن كلا من مصر والمغرب والأردن والسودان وباكستان تطوعت للمشاركة في العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين والإمارات والكويت وقطر), باستثناء سلطنة عُمان. وأكدت الرياض أن عملية "عاصفة الحزم" ستستمر حتى تحقق أهدافها. وأن العملة تأتي استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لحماية اليمن وشعبه "من عدوان المليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق". جاء هذا في بيان مشترك أصدرته دول الخليج دون سلطنة عمان، ونشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية في وقت مبكر من صباح الخميس الموافق 26 مارس. وأكدت دول الخليج أن قرارها، القيام بعاصفة الحزم، جاء بعد استنفادها الطرق السلمية والحوار لحل الأزمة. وكان سفير السعودية لدى الولاياتالمتحدة، عادل بن أحمد الجبير، أعلن ليل الخميس أن المملكة وتحالفاً من أكثر من عشر دول بدأت عملية عسكرية باليمن استجابةً لطلب مباشر من الحكومة اليمنية الشرعية. وأضاف الجبير أن طبيعة العملية العسكرية محددة ومصممة "لحماية الشعب اليمني وحكومته الشرعية من الانقلابين والمليشيا الحوثية العنيفة والمتطرفة".