أعلنت السعودية أن عملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي بدأت في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس في اليمن "ستستمر حتى تحقق أهدافها"، بحسب قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية. جاء الإعلان في الوقت الذي يواصل فيه الطيران الحربي السعودي شن غارات جوية على مواقع عسكرية تابعة لجماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، ومعسكرات موالية للرئيس اليمني السابق علي صالح ونجله، وفي محافظة لحج، جنوبي اليمن، ضمن عملية "عاصفة الحزم". وأعلنت في وقت سابق 5 من بين 6 دول خليجية هي السعودية، والإمارات، والبحرين، وقطر، والكويت أنها قررت "الاستجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق". جاء هذا في بيان مشترك أصدرته دول الخليج دون سلطنة عمان ونشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس. وأعلنت السعودية بدء عملية عسكرية على اليمن تحمل اسم "عاصفة الحزم "، حسبما أعلنت قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية، مشيرة إلى أن "العملية العسكرية ستستمر إلى أن تحقق أهدافها". وفي قت سابق، نقلت فضائية "العربية" السعودية، أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وجه ببدء عملية "عاصفة الحزم" (في اليمن) عند ال 12 بتوقيت الرياض (21 بتوقيت جرينتش مساء الأربعاء) . وذكرت "العربية" أن عملية "عاصفة الحزم" أعلنت أجواء اليمن منطقة محظورة، مشيرة إلى أن القوات الجوية السعودية تسيطر على أجواء اليمن. وبينت أن مقاتلات سعودية دمرت خلال العملية 4 طائرات حوثية ومعظم الدفاعات الجوية الحوثية، إضافة إلى تدمير غرفة العملية المشتركة للحوثيين في صنعاء. وفي بيان مشترك أصدرته دول الخليج دون سلطنة عمان ونشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس، قالت الدول الخمس، إن قرارها (بتوجيه ضربة جوية للحوثيين) جاء تلبية لطلب من الرئيس اليمني في رسالة مؤرخة بتاريخ 24 مارس/ آذار الماضي ،. وطلب هادي في رسالته الموجهة لقادة دول الخليج الست: " تقديم المساندة الفورية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة بما في ذلك التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر وردع الهجوم المتوقع حدوثه في أي ساعة على مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب ، ومساعدة اليمن في مواجهة القاعدة وداعش" . وقالت دول الخليج الخمس في بيانها المشترك إنها "قررت الاستجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق". وأكدت دول الخليج الخمس في أكثر من موقع بالبيان أن قرارها جاء بعد استنفادها لحل الأزمة بالطرق السلمية والحوار، وبعد أن صار تهديد "الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة " لا يقتصر على أمن اليمن واستقراره وسيادته فحسب بل صار تهديداً شاملاً لأمن المنطقة والأمن والسلم الدولي " . وبينت أنه "حيث أن الاعتداءات قد طالت كذلك أراضي المملكة العربية السعودية ، وأصبحت دولنا تواجه تهديداً مستمراً لأمنها واستقرارها بوجود الأسلحة الثقيلة وصواريخ قصيرة وبعيدة المدى خارج سيطرة السلطة الشرعية ". وأضافت " وإزاء هذه المخاطر الجسيمة ، وفي ضوء عدم استجابة الميليشيات الحوثية للتحذيرات المتكررة من دول مجلس التعاون ومن مجلس الأمن ، وانتهاكاتها المتواصلة للقانون الدولي والأعراف الدولية واستمرار حشودها المسلحة بما في ذلك الأسلحة الثقيلة والصواريخ على حدود المملكة العربية السعودية ، وقيامها مؤخراً بإجراء مناورات عسكرية كبيرة بالذخيرة الحية قرب حدود المملكة العربية السعودية استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة ، مما يكشف نوايا الميليشيات الحوثية في تكرار عدوانها السافر الذي اقترفته دون أي مبرر حين هاجمت أراضي المملكة العربية السعودية خلال شهر نوفمبر عام 2009". بدوره، أعلن سفير السعودية لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية عادل بن أحمد الجبير، مساء الأربعاء، أن المملكة وتحالفاً من أكثر من 10 دول عربية بينها 5 خليجية بدأت اليوم عملية عسكرية في اليمن استجابةً لطلب مباشر من الحكومة اليمنية الشرعية وبين الجبير، في مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة في واشنطن، أن بلاده ودول أخرى تشارك في عمل عسكري للدفاع عن اليمن ضد الميليشيا الحوثية وبقية التنظيمات الإرهابية. وأضاف : أن طبيعة العملية العسكرية محددة ومصممة لحماية الشعب اليمني وحكومته الشرعية من الانقلابيين والميليشيا الحوثية العنيفة والمتطرفة. وأوضح الجبير أن "دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بذلت جهوداً لتسهيل الانتقال السلمي للحكومة في اليمن، إلا أن الحوثيين استمروا في تقويض عملية الانتقال السلمي من خلال احتلال المزيد من الأراضي والاستيلاء على أسلحة الحكومة". وأضاف "على الرغم من كل الجهود المتكررة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومجموعة دول العشر والممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة في البحث عن طرق سلمية لتنفيذ المبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني التي تحدد الانتقال السياسي في اليمن، إلا أن الحوثيين نكثوا كل اتفاق عقدوه وواصلوا سعيهم الحثيث من أجل الاستيلاء على البلد باستخدام وسائل العنف واستولوا على العاصمة اليمنية صنعاء ووضعوا الرئيس الشرعي ورئيس الوزراء وأعضاء الحكومة قيد الاعتقال المنزلي واستولوا على المؤسسات الأمنية وواصلوا التوسع في احتلالهم للبلد". وقال الجبير أنه "وبناءً على طلب الرئيس هادي وبناءً على مسؤولية المملكة العربية السعودية تجاه اليمن والشعب اليمني، فإن المملكة وحلفاءها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومن خارج دول المجلس أطلقت عملية عسكرية لدعم الشعب اليمني وحكومته الشرعية." ولم يحدد الجبير، الدول الأخرى المنضمة للتحالف الذي ينفذ العملية العسكرية أو حجم مشاركتها، لكن مصر أعلنت دعمها سياسيا وعسكريا للخطوة التي اتخذها الائتلاف الداعم ل "الحكومة الشرعية" في اليمن. وقالت الخارجية المصرية، في بيان لها عقب انطلاق العملية العسكرية بقليل، إن مصر تجري تنسيقا مع السعودية ودول الخليج "بشأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية، وقوة برية إذا ما لزم الأمر، فى إطار عمل الائتلاف، وذلك دفاعاً عن أمن واستقرار اليمن وحفاظاً على وحدة أراضيه وصيانةً لأمن الدول العربية الشقيقة." كما رجح وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، في تصريحات لفضائية "الجزيرة" القطرية، أن تكون مصر والأردن ضمن الدول المشاركة في العملية العسكرية ضد الحوثيين. ميدانيا، أفاد مراسلو الأناضول، نقلا عن مصادر أمنية وشهود عيان، أن قصف الجوي القصف الجوي السعودي طال عدد من المواقع العسكرية ومخازن أسلحة تاخضع لسيطرة الحوثيين. كما استهدف القصف الذي بدأ ليل الأربعاء/الخميس معسكرات ومواقع بالجيش اليمني، موالية للرئيس اليمني السابق علي صالح ونجلI، فيما نشر الحوثيون مضادات الطائرات في عدة أحياء وبعض شوارع العاصمة اليمنية صنعاء. ولا تزال عمليات القصف مستمرة حتى الساعة، الأمر الذي يصعب معه حصر حجم الخسائر البشرية أو المدنية، لكن قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للحوثيين أطلقت نداءً عاجلاً للكوادر الطبية بالتوجه إلى مستشفيات العاصمة اليمنية صنعاء. وشمل القصف الجوي السعودي ضمن ما يعرف بعملية "عاصفة الحزم"، قاعدة الديلمي (شمال العاصمة صنعاء)، والشرطة العسكرية والفرقة الأولى مدرع والقوات الخاصة، وقوات الاحتياط، حسب مصادر عسكرية وشهود عيان. وقالت المصادر إن القصف الذي استهدف قاعدة الديلمي الجوية أسفر عن تدمير أربع طائرات حربية، وهو أول هدف للغارات الجوية، ثم تلاه استهداف مواقع عسكرية تقع تحت سيطرة الحوثيين، وفي مقدمتها الفرقة الأولى مدرع، وقيادة قوات الاحتياط والقوات الخاصة، والشرطة العسكرية، بالإضافة إلى دار الرئاسة الواقع جنوب العاصمة صنعاء.