ناشدت قيادات إسلامية اسكندنافية كلاً من حكومتي السعودية والسويد بالتحرك لحل الخلاف الطارئ بين البلدين، مذكرين بالعلاقات "الطيبة والتاريخية" التي تربط المملكتين. جاء ذلك في بيان وقعت عليه العديد من القيادت الإسلامية الاسكندنافية من بينها كل من محمود الدبعي، رئيس مؤسسة السلام للإغاثة وحقوق الإنسان في العاصمة السويدية استوكهولم (غير حكومي)، ومن مؤسسة "وقف الرسالة الإسكندنافي" (غير حكومي) كل من حسين الداودي، نائب الأمين العام، وشاهين محمود، المدير التنفيذي للوقف ومدير إدارة التعليم، وفهد الحجي، مدير إدارة الثقافة والتواصل الحضاري، وحسين العيسى سكرتير العلاقات العامة بالوقف. وقال البيان، الذي حصلت الأناضول على نسخة منه، إن "الحكمة السويدية والوسطية المعروفة والعقلانية التي اتصفت بها جميع حكومات السويد على مر التاريخ تستوجب تحركا سريعا للحد من تداعيات الأزمة الحاصلة بين وطننا السويد والسعودية ذات المكانة الخاصة لدى المسلمين". وأشار البيان إلى "قلق مسلمي السويد على المصالح الاقتصادية والتجارية لإخواننا المواطنين السويديين في السعودية ولا نرضى لهم الأذى والخسارة التي تؤثر على اقتصاد بلدنا السويد، وحرصنا على مصالحنا الاقتصادية والثقافية والعلاقات الطيبة المبنية على الاحترام المتبادل". وأعربت القيادات المسلمة الاسكندنافية عن أملها "في أن يتم التصالح مع السعودية وفض الخلاف بالطرق الدبلوماسية والعلاقات الشعبية”، معلنة استعدادها “للقيام بدور إيجابي وفعال في دعم جهود الحكومة السويدية لحل القضية والتوسط بكل ما نستطيع من خطوات وإجراءات أملا في نزع فتيل القضية والحد من تأثيراتها الضارة للطرفين”. في الوقت ذاته، ناشد البيان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ب”أن يساهم في حل هذه القضية خصوصا وأن مملكة السويد من أوائل الدول التي استقبلت العرب والمسلمين المضطهدين من كل أنحاء العالم ومنحتهم الأمان والحرية ووفرت لهم العيش الكريم، حتى أصبحوا جزءاً من المجتمع السويدي ولوناَ من نسيجه الفعال”. وشرح البيان “كيف قدمت السويد للمسلمين كافة التسهيلات التي تيسر لهم بناء المراكز والمساجد والمدارس الإسلامية وسمحت للمملكة العربية السعودية بدعم الأقلية المسلمة وبناء المساجد لهم مما هو واضح في بناء مسجد الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله في مدينة غوتنبرج (جنوب غرب)". وعبرت القيادات الإسلامية الاسكندنافية عن "الأمل في حكمة العاهل السعودي في أن يتجاوز هذا الخلاف وأن يصدر توجيهاته إلى الجهات المختصة بوضع الخطوات التي من شأنها إعادة العلاقات بين البلدين الصديقين إلى ما كانت عليه، بما في ذلك قبول عودة سفير المملكة العربية السعودية إبراهيم بن سعد البراهيم إلى السويد". ولفت البيان إلى أن "المواطنين السويديين يكنون الاحترام والتقدير للسعودية ويعتقدون بأن إخوانهم المسلمين السويديين لديهم معزة خاصة لدى الملك سلمان بن عبد العزيز والتي تكفل قبوله لهذا المسعى وعودة العلاقات إلى سابق عهدها بما في ذلك عودة الوفود والشركات إلى البلدين". كما دعا الموقعون على البيان وزيرة الخارجية مارغوت فالستروم إلى عقد مؤتمر للتسامح والسلام على غرار مؤتمر "الإسلام وأوروبا" الذي عقد قبل سنوات ويكون هذا العام تحت رعاية الملك سلمان بن عبد العزيز والملك كارل جوستاف السادس عشر ملك السويد وتشارك فيه شخصيات سياسية و فكرية ودينية من البلدين ومن العالم، من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. يشار إلى أن العلاقات السعودية السويدية قد تعرضت لهزة عنيفة إثر رفض الرياض ما وصفته ب"تدخل استوكهلوم في سياساتها الداخلية وأحكام القضاء" بعد انتقاد الأخيرة حكما بسجن وجلد ناشط حقوقي، كما علقت الحكومة السويدية الحالية (تحالف بين حزب البيئة والحزب الاشتراكي الديمقراطي) اتفاقا للتعاون العسكري مع السعودية. واتهمت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم السعودية بأنها وراء الغاء القاء كلمتها امام اجتماع لوزراء خارجية دول الجامعة العربية في القاهرة، التي دعتها كضيفة شرف من قبل الأمين العام نبيل العربي تكريما لموقفها الداعم للقضية الفلسطينية، كأول دولة اوروبية تعترف بفلسطين كدولة.