شن قياديو حزب "النور" السلفي، هجوما على حزب "الوفد"، إثر انسحابه من "التحالف الديمقراطي من أجل مصر" وخوضه الانتخابات البرلمانية المرتقبة بقائمة منفصلة، ووجهوا انتقادات لاذعة لوثيقة الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء، التي وصفوها ب "الكارثة"، لأنها ستؤدي إلى تقسيم البلاد. وقال الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس "الدعوة السلفية" خلال مؤتمر جماهيري عقده الحزب ببني سويف مساء الجمعة بحضور أكثر من 10 آلاف شخص، مهاجما رئيس حزب "الوفد" وتيار العلمانيين بصفة عامة, إن قلب مصر هو الإسلام ولا يمكن أن تعيش مصر بدون الإسلام، محملاً "الوفد" وزعيمه سعد زغلول المسئولية عن "علمنة الدولة". وذكّر بأن أول من نزعت النقاب عن وجوه المصريات كانت هي صفية زغلول زوجة سعد زغلول الزعيم الوفد في ميدان "الإسماعيلية" التحرير حاليا بقلب القاهرة تشبّها بالغرب وبعد 15 عاما من ذلك ارتديت البنات الملابس الخليعة واختفى الحجاب من الجامعات حتى عام 1970، وأضاف أن هذا الأمر كان سببا في انحراف وتجريد المرأة المصرية من هويتها الإسلامية. وحمل برهامي بشدة على "الوفد والعلمانيين"، قائلا إنهم "يريدون فصل الدين عن الحياة ويجعلنكم تتركون دينكم وتتأمركون، فعندما دخلت جيوش الحلفاء اسطنبول عاصمة الدولة الإسلامية حدثت مصائب متتابعة وألغيت الخلافة الإسلامية ونصّب كمال اتاتورك زعيما للأمة التركية وصارت العلمانية مقدسة في تركيا". وأبدى استغرابه من دفاع رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي عن العلمانية خلال زيارته الأخيرة إلى مصر حين قال مطمئنا الشعب المصري إن "العلماينة لا تخالف الدين وتجعل الدولة على مسافة واحدة من الجميع، على الرغم من أنه يعلم تماما أن العلماينة تؤدي إلى انتشار الفساد والرذيلة؛ فشوارع نيويورك تنتشر بها المحلات التي تعرض النساء عرايا وإن تخلينا عن الشريعة يعني تخلينا عن الأخلاق، فيجب أن نحفز الأمة وألا يكونوا سلبيين لنحافظ على مجتمعنا من الفوضى". من ناحيته، وصف الدكتور عبد المنعم الشحات المتحدث باسم "الدعوة السلفية" وثيقة الدكتور على السلمي نائب رئيس الوزراء بأنها "كارثة لأنها تشترط وجود ممثلين للاماكن ذات الطبيعة الثقافية الخاصة، مثل سيناء والوادى الجديد"، ما اعتبره "تمهيدا للمخطط الأمريكي بتقسيم البلاد". وشدد الشحات على الهوية الإسلامية لمصر، قائلا إن 95% من سكان مصر من المسلمين وتصل ببعض الأماكن إلى 100%، واصفا المسيحيين في مصر بأنهم "أسعد أقلية في العالم وأن من يقول أن الأقباط مضطهدون هم شياطين جاءوا من العالم الآخر وأقنعوهم (الأقباط) أنهم أصحاب الأرض الأصليين". وأكد أن "هذا الكلام غير سليم، فهناك قبائل عربية خالصة لم تأت مع عمرو بن العاص وانتقلت من الوثنية إلى الإسلام دون الدخول في المسيحية وأن الرومان عندما حكموا مصر لم يستطيعوا السيطرة على هذه القبائل". وذكّر بأن الإسلام حين دخل مصر "جاء ليزيل طغيان الدولة الرومانية ودخل المصريين الإسلام أفواجا وفرض الإسلام الجزية على الرجال فقط، ومن دخل الإسلام كان يدفع الزكاة أكثر من الجزية فأين هو الظلم هنا"؟. وقال إن جيش المسلمين بقيادة الصحابي عمرو بن العاص كان يبلغ آنذاك 7000 جندي فقط وكان تعداد المصريين في ذلك الوقت ثلاثة ملايين، وأصبحت بعد ذلك العالبية في مصر بعد ذلك من المسلمين وأصبغت على مصر هويتها الإسلامية، التي تحتضن من ليس على دين الإسلام. وحذر المتحدث باسم "الدعوة السلفية" الأصوات التي تحاول تغيير وجه مصر وصبغتها الإسلامية بأنه "لن نقبل بتغيير هوية مصر الإسلامية ونحذر من يلعب في هذه المنطقة بالذات"، وقال إن "من يقول بأن مصر دولة متعددة الثقافات، فهذا هراء ونحن أبناء الحضارة الإسلامية وأن القوانين الوضعية تحاول خلق احترام لها أما الشريعة الإلهية تنشأ في العقول الاحترام".