أنا لا أعرف حتى الآن لونا أو طعما أو رائحة لقرار وزير التعليم بحذف سيرة صلاح الدين وعقبة بن نافع من مناهج التلاميذ فى المدارس ! وقد كذبت الخبر بينى وبين نفسي وتداولناه على أنه نكتة لأنه من المستحيل قبوله إلا على هذه الصورة , لأن الخبر الذى تأكدت صحته لا يعنى لأقل متخصص بالسياسة إلا أن وزير التعليم يرتب المناهج لصالح قوى أخرى بدون أدنى مبالغة , وإلا فالشعب المصري الذى يخوض حربا ضد الإرهاب هى فى حقيقتها حرب دولية ضد طرفين ظاهرين يتمثلان فى إسرائيل وإيران , لا يمكن لهذا الشعب أن يستوعب مثل هذا القرار فى هذا التوقيت إلا على محمل مصالح هاتين الدولتين , فصلاح الدين بالنسبة لأى طفل مصري مرتبط كليا بقضية القدس , وبالنسبة لأى طفل إسرائيلي هو هاجس دائم يستعيذ منه بالتوراة ويخشي أن يأتى اليوم الذى يخرج فيه من صلب هذا الرجل حفيد يكرر أمجاده , كما أن نفس البطل صلاح الدين هو الغصة المريرة فى نفس كل إيرانى وكل شيعى حول العالم باعتباره الرجل الذى تسبب فى القضاء على حلم الشيعة فى تأسيس إمبراطورية مركزها مصر , ذلك أن صلاح الدين لم يتوجه لتحرير الأقصي إلا بعد أن أتم تحرير مصر السنية من دولة الشيعة الدولة العبيدية ( الفاطمية ) التى سماها المؤرخ المصري الأشهر جلال السيوطى بالدولة العبيدية الخبيثة ولم يكتف صلاح الدين بذلك بل إنه قام بتحويل الأزهر الشريف من معهد لعلوم الشيعة ليصبح هو المرجعية الأم لأهل السنة فى العالم أجمع لأكثر من ألف عام , وبالتالى فثأر الشيعة مع صلاح الدين الأيوبي أعتى وأشرس من ثأر اليهود معه , وإيران الآن أعلنت فى وضوح على يد كبار مسئوليها أنها أسقطت أربع عواصم عربية , ولهذا وفى هذا التوقيت بالذات نشط عملاؤها فى الإعلام للتشنيع على مجمل تاريخ الخلافة الإسلامية السنية وبالتحديد فترة الراشدين وفترة صلاح الدين , فى نفس الوقت الذى يتم تدريس مناهج الإرهاب الحقيقي لأطفال المدارس فى إسرائيل وفقا لتقرير جريدة فيتو حتى وصلت الوحشية بإسرائيل إلى أنها قررت على الأطفال مناهج كيفية تخصيب اليورانيوم وأهمية السلاح الذرى فى سحق أعداء اليهود , وذلك تنفيذا لنص التوراة بقتل العرب كبيرهم وصغيرهم وقتل حيواناتهم وتسميم آبارهم واعتبار ذلك أكبر خدمة للرب ( التوراة سفر صموئيل الأول ) وبعد هذا يخرج علينا وزير التعليم بهذا القرار تحت زعم محاربة الإرهاب ! , مع أن القرار الكارثي فوق أنه خيانة عظمى لتاريخ الأمة يمثل كارثة أكبر فى أنه يقدم الذريعة الكبري لأى إرهابي كى يستقطب الشباب لمحاربة الدولة تحت زعم الكفر , ولا شك أن أمثال هذا القرار وتلك السياسة وهذه الهجمة المنظمة على بطولات الأمة , كفيلة بأن تجعل أقباط مصر لا مسلميها فقط ينضمون لداعش عن طيب خاطر ! أما من سيتبقي من جيل تلاميذ اليوم فعندما يأتى موعد تجنيدهم فى أى حرب متوقعة سيحملون الزهور وأغصان البرسيم عذرا أقصد الزيتون طبقا لدروس وزير التعليم وذلك كى يستقبلوا بها الجيوش الغازية , وهذا ليس من قبيل التخاذل على الإطلاق بل هو تطبيق عملى لسياسة وزارة التعليم التى تحارب التطرف كما يقال , وكما تعلمنا بأن ( الدين يسر ) غير أن إستمرار هذه السياسة سيقلب المفهوم إلى ( الدين يسرا !! )
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.