أكد رئيس المجلس الوطني لتتار القرم، "رفعت تشوباروف"، اليوم الثلاثاء، ضرورة استمرار العقوبات الأوروبية على روسيا لحين رفع موسكو يدها عن شبه جزيرة القرم. وأوضح "تشوباروف" في كلمته أمام اللجنة الفرعية للأمن والدفاع في البرلمان الأوروبي، أن أعدادًا كبيرة من شباب التتار فقدوا، وعثر على جثث بعضهم، وأن حملة الاعتقالات والمحاكمات تزايدت، كما تم مصادرة ممتلكات المجلس الوطني لتتار القرم دون أمر قضائي، مؤكدًا أن روسيا تسعى لكسر إرادة وتطلعات التتار، والإثنيات الأخرى. وأشار "تشوباروف" إلى أن الوعود التي قطعتها روسيا لشعب القرم قبل ضم الجزيرة، من قبيل الرفاهية الاقتصادية، والمزيد من الحقوق والحريات تبخرت، مضيفًا أن موسكو عملت على تعزيز الأمن، والادعاء العام في شبه الجزيرة. وأضاف "تشوباروف" أن السلطات الروسية تسعى إلى إسكات الأصوات المعارضة لاحتلال القرم، ولم تسمح بصدور الصحف الأوكرانية والتترية، مشيرًا إلى أن قناة تتار القرم "ATR" سيتم إغلاقها خلال فترة وجيزة، كما أن جميع المدارس التي تُدرس باللغة الأوكرانية تم غلقها، وأن 14 مدرسة تترية تواجه التهديد نفسه. ودعا "تشوباروف" الاتحاد الأوروبي إلى عدم التخلي عن العقوبات المفروضة على موسكو حتى إعادة القرم إلى أوكرانيا. الجدير بالذكر أن تتار القرم قاطعوا الاستفتاء الذي أجري في 16 آذار/ مارس الماضي، بخصوص استقلال القرم عن أوكرانيا، والذي أفضى إلى ضمها إلى روسيا الاتحادية. يذكر أن تتار القرم هي مجموعة عرقية تركية تعتبر شبه جزيرة القرم موطنها الأصلي، تعرضوا إلى عمليات تهجير قسرية نحو وسط روسيا - سيبيريا - ودول آسيا الوسطى الناطقة بالتركية، التي كانت تحت الحكم السوفييتي آنذاك، وصودرت بيوتهم وأراضيهم في عهد الزعيم السوفييتي "جوزيف ستالين" بتهمة الخيانة عام 1944، لتوزع على "العمال الكادحين" الروس الذين تم جلبهم وتوطينهم في شبه الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي الهام شمال البحر الأسود. وقد أدت عمليات التهجير القسرية إلى أحداث مأساوية قضت على حياة 300 ألف من تتار القرم؛ أثناء نقلهم في عربات القطارات خلال التهجير.