هل يمكن فعلا أن تكون مصر عضوا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية؟ وهل هناك مشاورات تدور في هذا الشأن؟ لقد سألت مسئولا خليجيا بارزا حول حقيقة ما تردد عن وجود دراسة خليجية بهذا المعنى، فأجاب : إن مصر تمثل العمق الاستراتيجي لدول مجلس التعاون، وإن علاقات مصر بالمجلس كانت دائما ذات طابع خاص، لكن انضمام مصر إلي مجلس التعاون لم يطرح رسميا حتى الآن. وهى إجابة دبلوماسية تعنى أن ما قيل هو مجرد اجتهادات صحفية ليس لها وجود علي أرض الواقع، فانضمام مصر إلي مجلس التعاون يحتاج إلي كثير من التشريعات والإجراءات والقوانين والتشريعات الخليجية حتى يمكن التحدث عن إمكانية تحول منظومة المجلس الخليجي. وقد أثيرت من قبل أقاويل حول إمكانية انضمام المغرب والأردن إلي مجلس التعاون من منطلق أنها دول ذات أنظمة ملكية وأنها قد تتشابه في ذلك مع دول مجلس التعاون من حيث البنية السياسية، ومع ذلك نال هذا الاقتراح الكثير من الانتقادات والعراقيل ولم يحدث أي تقدم يذكر، حيث عارضت مجموعات متنوعة من دول المجلس هذا التحرك من منطلق الحفاظ علي خصوصية التجمع الخليجي وخوفا من انضمام كيانات أكبر إليه. وقد يكون ممكنا من الناحية العملية أن تكون دولة اليمن هي العضو القادم إلي مجلس التعاون بعد تغيير نظامه السياسي الحالي، فهي أكثر الدول التي يمكن تطوير بنيتها الاجتماعية والاقتصادية ليتم احتواؤها داخل مجلس التعاون والنهوض باليمن الحديث حتى لا يظل يمثل مصدرا للتهديد الأمني لدول المجلس لبقائه بعيدا غارقا في دوامة الخلافات القبلية والمذهبية والسياسية. وانضمام مصر إلي مجلس التعاون يبقي مع ذلك موضوعا مختلفا، وقد يكون له ما يبرره ويدفع في اتجاه إمكانية حدوثه، خاصة في ظل التهديدات الإيرانية لبعض دول الخليج، واختفاء العراق من الساحة كقوة مؤثرة، وكبوابة شرقية في مواجهة الأطماع الإيرانية. ويقينا، فإن أي تقارب أو تفكير في تدعيم التعاون في شكل تجمع اتحادي بين الدول العربية ومصر اتجاه لابد من تشجيعه، والمضى قدما فيه، إلا أن هذه الخطوة في الحديث عن انضمام مصر لمجلس التعاون تبدو بعيدة جدا في الوقت الراهن، خاصة في ظل ترقب وانتظار دول الخليج ما ستفسر عنه انطلاقة الثورة المصرية وتداعيتها علي المنطقة العربية..! [email protected]