هاني عازر.. مهندس "مصري".. بعد تخرجه من جامعة عين شمس عام 1973، هاجر إلى ألمانيا، وقضى هناك عمره كله، وكان عطاؤه لألمانيا وحدها، حيث أشرف على بناء محطة قطارات Berlin Hauptbahnhof.. وترأس فريق بناء نفق Tiergarten تحت برلين سنة 1994.. بعدها أصبح كبير المهندسين لأكبر محطة قطارات في أوروبا "ليرتر بانهوف" في العاصمة الألمانية.. وكرمته المستشارة أنجيلا ميركل يوم 26 مايو 2006 في افتتاح محطة برلين للقطارات لمجهوده وخدمة الدولة الألمانية بوسام الجمهورية الألمانية خبرات الرجل إذن لم يقدمها للمصريين ولبلده الأم.. وعندما سألته الزميلة "المصري اليوم" عددها الصادر في 20/9/2010 لماذا لا تعود إلى مصر؟!.. قال: كيف يمكنني الحياة في كل هذه الفوضى؟! والمدهش أن الرئيس الأسبق حسني مبارك كرمه يوم 1 أكتوبر 2006 أي في ذات العام وبعد 5 أشهر من تكريمه في ألمانيا.. وكأن "القاهرة".. ضاحية من ضواحي برلين التي أفنى عازر عمره من أجل نهضتها!! عازر.. لم يكن بطبيعة الحال معروفًا في مصر، غير أنه فجأة بدأ يجري مداخلات من برلين، عبر فضائيات مملوكة لشبكة رجال الأعمال الطفيليين، بشكل لم يخل من المجاملة أو بنية التسويق الإعلامي، ولفت نظر الرئاسة إليه. وفي يوم 29 مارس 2014 على فضائية خاصة شهيرة وردًا على ما إذا كان أي مسؤول مصري دعاه للمشاركة في مشروعات تنموية، أو إذا كان المشير عبد الفتاح السيسي دعاه ليكون ضمن الفريق الرئاسي له، قال عازر إنه ليس لديه أي معلومة حول هذا الأمر، معلنًا ترحيبه بأي دعوة توجه له للمساهمة بخبراته في أي مشروع لتنمية مصر في مجال السكة الحديد والطرق والأنفاق. بعدها بأيام قليلة فتحت له طاقة القدر.. حيث اتصلت به الرئاسة، ونقلت إليه الخبر السعيد باختياره مستشارًا لرئيس الوزراء إبراهيم محلب.. ثم اختياره ضمن الفريق الاستشاري لرئيس الجمهورية!! عازر منذ تلك اللحظة، وهو مصدوم.. لم يصدق نفسه، ولم يتخيل كل هذا التكريم السيادي "المجاني" له.. ولا كل هذه الجوائز على "خدمات" قدمها لبلد آخر.. ولم تستفد منها بلده الذي يحلق به صوب السماوات السبع.. ودون مقابل! بعد انتهاء المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، انتهز الرجل الفرصة لرد الجميل للرئيس عبد الفتاح السيسي.. ليس بأفكار وإبداعات وخدمات مثل تلك التي قدمها للبلد الأجنبي.. وإنما رد الجميل على طريقة إعلاميي "الهستيريا" في مصر.. وقال خلال مداخلة هاتفية فى برنامج "آخر النهار" عبر فضائية "النهار" مساء أمس الأول الاثنين 16/3/2015، إن المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ أثبت لي أن العالم كله بيحب الرئيس عبد الفتاح السيسي وليس الشعب المصري فقط". الرجل فيما يبدو فهم "الفولة": فأنت في بلد الهزل السياسي.. فلا تكون جادًا.. ويكفيك كلمتين حلوين في حق الرئيس. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.