أكد المهندس المصرى هانى عازر، الذى صمم وأشرف على محطة سكة حديد برلين، على ضرورة ألا يفقد المواطن المصري الأمل في تطوير بلاده، معتبرا أن المشاكل مثل الغرفة المظلمة التي يهرب الإنسان من دخولها، رغم ان مواجهتها هو الحل الأمثل لحلها. وأضاف عازر أن مصر يجب ألا تنظر إلى الوراء، بل تقتدي بالقطار الذي لا يحتاج لمرايا جانبية مثل السيارة لأنه يسير دائماً للأمام ولا ينظر للخلف أبداً. ودعا عازر إلى الاهتمام بالتعليم الفني، مشدداً على ضرورة وجود إحصاءات عن أعداد الخريجين، مؤكداً أننا بدون التعليم الفني الصناعي لا نساوي شيئاً، فلا يمكن أن نصبح جميعنا أطباء ومهندسين فقط. جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذي نظمته دار نهضة مصر أمس الاثنين مع المهندس هانى عازر، الذي يروي عنه الألمان كلمته الأثيرة "مفيش مستحيل"! وأكدت الكاتبة الصحفية ومديرة نشر الدار نشوى الحوفي التي أدارت اللقاء أن المهندس هاني عازر من أهم 50 شخصية في ألمانيا، وياتي في المرتبة الرابعة عشر. وأكد عازر أن الألمان يفكرون في المستقبل، ويضعون من الآن مشروعات تناسب 2020، و2025، ويجب أن نفكر مثلهم للنهوض بمصر. ولفت المهندس إلى أن أولى مقومات القائد الناجح هو اكتساب ثقة العاملين معه، وتحمله لمسئولية قراراته، حتى وإن كانت خاطئة، مؤكداً أن القائد دون الفريق لا يساوي شيئاً. وأوضح عازر أن النجاح مطلوب لكن التوازن أيضاً مهم، فيجب ألا يطغى النجاح على الصحة أو الحياة الاجتماعية، قائلاً: ماذا يفيد الإنسان إذا ربح العالم وخسر نفسه. وأكد أن موقع العمل كان أمام مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي كانت تراقب العمل وإذا وجدته متوقفاً تتصل بنا على الفور. ولفت المهندس إلى حرصه على نظافة موقع العمل، رغم ان هذا كان غريباً على العمال هناك، مؤكداً أن تنظيم الموقع كان يوفر أموالاً، كما كنت أطلب من العمال ان ينظفوا مكان عملهم. وبسؤاله عن كيفية إصلاح منظومة سكك حديد مصر، قال المهندس هاني عازر أن السكك الحديدية في مصر تحتاج إلى صيانة وحصر للمشكلات الموجودة، دون مبالغة، ونوزع الحلول على الإمكانيات المتاحة، ومبدئياً نحتاج إلى إشارات ضوئية إلكترونية ومراكز تحكم مركزي إلكتروني. هاني عازر في سطور تخرج من كلية الهندسة بجامعة عين شمس عام 1973، سافر إلى ألمانيا ليدرس الهندسة المدنية في بوخوم. ترأس هاني عازر فريق بناء نفق Tiergarten تحت برلين سنة 1994. بعدها أصبح كبير المهندسين لأكبر محطة قطارات في أوروبا ليرتر بانهوف في برلين. يشبهه الألمان بأبي الهول، وهو الذي صمم أكبر وأهم محطة قطارات في العالم وهي المحطة التي تحمل اسم العاصمة الألمانية، نفذ مشروع تطوير محطات سكك حديد برلين بعد أن فشل المهندسون الألمان في تنفيذها، ومواجهة مشاكل التربة التي واجهوها على مدى 7 سنوات حتى تسلم هو قيادة المشروع عام 2001 فصنع المعجزات. حيث قام بتحويل مجرى نهر سبراى الذي يمر في قلب برلين 70 متراً وحفر الأنفاق تحته ثم أعاد النهر لمجراه الأول دون أن تتأثر حركة النهر. ليس هذا فحسب بل إنه قام ببناء برج إداري في المحطة بطول 70 متراً بشكل رأسى ثم قلبه أفقيا ليمر بالعرض فوق خط القطارات الرابط بين شرق وغرب ألمانيا. وقد كرمته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم 26 مايو 2006 في افتتاح محطة برلين للقطارات لمجهوده وخدمة الدولة الألمانية بوسام الجمهورية الألمانية. ثم كرمه الرئيس المخلوع حسني مبارك في 1 أكتوبر 2006.