أعلن باحثون وأثريون ومسؤولون أسبان، اليوم الأربعاء، في مدريد، رسميا، العثور على مكان مقبرة الكاتب الإسباني الأشهر ميغيل دي ثربانتس (1547 – 1616)، مؤلف رواية "دون كيشوت" المشهورة، وزوجته بعد ما يقرب من أربعة قرون على وفاته. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم الثلاثاء فرانسيسكو اتشي بيريا أخصائي الطب الشرعي ومدير عملية البحث عن المقبرة ولويس آبيال عالم الاثار مع آنا بوتايا عمدة العاصمة الإسبانية مدريد. وقالت عمدة مدريد بوتايا إن "البلدية أنفقت 124 ألف يورو في عملية البحث منذ أبريل/نيسان الماضي"، مشيرة إلى أن "بعض أشلاء الكاتب وزوجته مختلطة مع 17 رفاة أخرى مدفونة في نفس المكان". ومضت قائلة "اليوم أضفنا شيئا جديدا لتاريخ وثقافة إسبانيا". وخلال المؤتمر الصحفي اعترف فريق البحث بأن نتائج عملهم لا تعتمد على اختبارات دقيقة مثل الحمض النووي، بل على وجود العديد من الصدف والمعطيات مثل عثورهم على الأحرف الأولى لاسم ولقب الكاتب وزوجته على غطاء كفن بالمقبرة. وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن "ميغيل" كان يرغب بدفنه في كنيسة "دي عيسى ترينيتا ريسا" في العاصمة الإسبانية مدريد، لذا بدأت قبل نحو عام؛ أعمال البحث عن قبره في الكنيسة المذكورة. وفي وقت سابق أفادت وكالة الانباء الإسبانية (EFE)؛ أن فريق البحث أشار إلى أن المقبرة التي تم اكتشافها أسفل الكنيسة هي مكان دفن رفات دي ثربانتس، وزوجته كاتالينا دي سالازار. وأوضح المسؤولون أن بقايا الرفات في حالة سيئة للغاية، غير أن نتائج التحليل المخبري؛ ترجح أن البقايا تعود للروائي دي ثربانتس وزوجته. وتعتبر "دون كيشوت دي لا مانتشا"؛ من أجمل روايات دي ثربانتس، فضلا عن كونها تعد من بين أفضل الأعمال الروائية المكتوبة في الأدب العالمي، ونشرها على جزئين بين أعوام 1605 و1615. واشتهرت الرواية بين العرب بالعديد من الأسماء مثل دون كيشوت ودون كيخوته ومحارب طواحين الهواء ويعتبرها نقاد بمثابة أول رواية أوروبية حديثة وواحدة من أعظم الأعمال في الأدب العالمي والتي تم ترجمتها إلى العديد من اللغات الأجنبية. ويكمن الهدف من العثور على قبر الروائي؛ إثبات حدث تاريخي، فضلا عن فتحه للزائرين؛ لترويج السياحة في العاصمة مدريد.