يواجه المسلمون واليهود في مدينة مونتريال الكندية مشكلة خداع كثير من المتاجر والمطاعم حيث يبيعون لحوم الخنازير المحرم أكلها في الديانتين على أنها لحوم أبقار وأغنام وذلك لمواجهة ارتفاع أسعار اللحوم "الحلال". صحيفة "لو جورنال دو مونتريال" (خاصة) قالت إنها تجولت على مدى يومين ب25 مطعما و5 متاجر لبيع اللحوم ليتكشف لها أن "14 من بين 25 مطعما تم إجراء الاختبار بها في مونتريال يخدعون زبائنهم، حيث طلب صحفيو الصحيفة شرائح من اللحم البقري المقلي ولكن ما قدم لهم كانت لحوم الخنزير، كما باع متجران من بين 5 لحوم الخنزير للصحفيين على أنها لحوم أبقار". ونقلت الصحيفة عن سلفادور ناتال، صاحب متجر لحوم "نويل" قوله إنه "من الممكن أن تخدع بعض المطاعم زبائنها"، وأظهر ناتال للصحيفة شريحتين من اللحم إحداهما للخنزير والأخرى للغنم، مظهرا تماثلهما في الشكل تماما، حيث لم تستطع الصحيفة التفريق بينهما، وأوضح أن "التفريق يكون أصعب اذا تم قلي الشريحتين بالبيض والدقيق المتبل". وأوضح سلفادور أن "سعر الكيلوغرام من شرائح لحوم الخنازير يبلغ 20 دولار أمريكيا بينما يبلغ سعر الكيلو من شرائح لحوم الأبقار 30 دولار، فالخداع في هذه الحالة يعود على التاجر ب10 دولار ربح في الكيلو الواحد". أما باتريك لويو صاحب متجر لبيع اللحوم في سوق "جون تالون" بمونتريال، فأشار إلى أن "خداع الزبائن يكون أكثر سهولة بالنسبة للحم المفري حيث لا يظهر أي اختلاف بين لحم الخنزير المفري واللحم البقري، بل أحيانا يتم خلط لحم الخنزير المفري على اللحم البقري ويباع على أساس كونة لحما بقريا مفريا وهو الأغلى سعرا بالطبع". ونقلت الصحيفة تخوف مواطنين من الديانتين من ارتكاب ذنب أكل لحم الخنزير دون علمهم، ويقول محمد رقيق (مسلم) العامل بمتجر "الزيتون" لبيع المنتجات الحلال :"هؤلاء التجار انعدم لديهم الضمير نحن في متجرنا لا نبيع إلا اللحوم الحلال المضمونة لا نعرض أبدا لحوم الخنزير التي يحرم ديننا الاسلامي أكلها". ويفسر رقيق أسباب خداع بعض التجار لزبائنهم وبيع لحم الخنزير على أنها لحوم أغنام (لم يورد وقائع محددة) بارتفاع أسعار الأخيرة كثيرا في الأسابيع السابقة (دون أن يحدد نسبة الارتفاع وما إذا كانت طارئة أم مبرمجة). التخوف ذاته ظهر لدى أفراد الجالية اليهودية المحرم لديها أكل لحم الخنزير، ويقول ديفيد أوليت المتحدث باسم المركز التنسيقي اليهودي بمونتريال :"لا يستطيع المواطن العادي التفريق في الطعم بين لحوم الأغنام ولحم الخنزير خاصة أن المطاعم تضع عليه الصلصات ذات النكهات المختلفة والقوية التي تعوق عملية تمييز الطعم". سيدني نوميس (يهودي) صاحب متجر لبيع اللحوم في مونتريال أعرب عن عدم دهشته من عمليات "النصب" التي تتم في مجال بيع اللحوم قائلا: "الفضيحة الأكبر أنه يتم بيع لحوم الحمير والأحصنة على أنها لحوم أبقار (لم يورد وقائع محددة لذلك)"، ويري أن الحل يكمن في شراء لحوم حية مختومة ومصرح بها من قبل الحاخامات بانها لا تخالف تعاليم الديانة اليهودية. وأكد التاجر المسلم محمد رقيق على عدم تحمل المواطن أي ذنب طالما لا يعرف هذه الخدعة قائلا: "ديننا سهل حيث يقول إن ارتكاب أي ذنب بحسن نية لا يعتبر ذنبا، نحن جميعا معرضون للوقوع في الخطأ لكن الشيء المهم هو عدم أكل اللحوم إذا كان لديك أدنى شك في أنها لحم خنزير". ولم يتسن التأكد مما ورد بتقرير الصحيفة من مصدر مستقل كما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الكندية المعنية بالرقابة على الأسواق. ويبلغ عدد سكان كندا نحو 35 مليون نسمة، ونسبة المسلمين تصل إلى 3 %، فيما تصل نسبة اليهود بحسب إحصاءات غير حكومية إلى 1% من السكان