شاب في العشرينيات من عمره، لم يكن يسعى سوى لكسب لقمة العيش، وأن يصارع الحياة من أجل الحصول عليها، وبينما هو يلهث عائدا إلى منزله ليلتقط قسطا من الراحة، أبت عجلات القطار وصوله، وقطعت آماله وأحلامه إلى الأبد، وسطرت تاريخ وفاته بدمائه التي أريقت على القضبان، تاريخ لن ينساه أهالي "مزلقان المتراس" بنجع العرب بالإسكندرية. "المصريون" زارت "مزلقان المتراس" في محاولة للوقوف على مشكلة أهالى المنطقة حول الأمر، ووسط ترقب ومتابعة للحالة، المشهد يخيم عليه حالة من اللامبالاة من البعض والحذر من البعض الآخر، هناك من يمر وهو حريص على التأكد من عدم قدوم قطارات، وهناك من يتجاوز حاجز المزلقان المعروف ب"الشادوف"، نظرا لأنه عبارة عن ماسورة لا تحول منع المارة. عامل المزلقان الذي بدا عليه الخوف وتحفظ عن الحديث، يعمل بمفرده على الأرجح، حيث لوحظ عند قدوم القطار قيام أحد المارة بمساعدته من خلال إغلاق أحد الشادوفين بالمزلقان، في محاولة تكاد تكون بائسة لمنع المارة. وأكد أحد الأهالي: "إحنا لسه معملناش الأربعين لشاب زى الورد لسه خاطب، لمينه في كرتونة بسبب المزلقان والفتحات، وإن مفيش حد سائل في المنطقة". وأضاف أن الحوادث والموتى من أهالى منطقة "نجع العرب" المتضررة من المزلقان لا تنتهى، ولا يكاد يمر شهر ألا ويتوفى شخص على الأقل، والمسؤولون في تجاهل وغفلة ولا أحد يبحث عنا سوى المرشحين للانتخابات عند قربها، وبمجرد فوزهم لا نراهم". فيما أوضح طارق محمد، بائع وأحد أهالى المنطقة، أن المشكلة عدم وجود حواجز للغلق أو إنارة أو جرس إنذار بالمزلقان، كما أنه لا يمكن سد الفتحات، لأن هناك بعض كبار السن من الأهالى، سيجدون مشقة للذهاب والمرور من المزلقان بالمقارنة بالفتحات التي تقع مقابل أماكن سكنهم، ولكن يمكن تعيين عامل بكل فتحة لتنبيه المارة بقدوم القطار. وأشار إلى أنه "إذا تم استبدال الفتحات بكبارى يجب أن تكون مريحة بالنسبة لكبار السن حتى يستطيعوا الصعود دون مشقة، وأن يكون هناك 2 كوبري نظرا لطول المسافة لأن كوبرى واحد فقط لا يكفى نظرا لبعد المسافة عن المزلقان".
وأكد أحد أهالي المنطقة: "إحنا ما بنطلبش حاجة غير مزلقان يتعمل مظبوط وعليه جهاز إنذار، وشواديف بتقفل أتوماتيك"، وتساءل مستنكرًا: "ولا ده كتير علينا عشان إحنا في منطقة شعبية وغلابة"؟ وأضاف أن "الراجل بتاع المزلقان بقاله 8 سنين هنا ومالوش غير حتة كشك مفيهوش حتى مية ولا حمام وشغال لوحده، ومفيش جرس ولا نور على المزلقان عشان يعرف إن فيه قطار جاى، كل اللى بيعرف منه تليفون قديم بيتصل عليه بتاع البلوك عشان يقوله، وساعات ما بيتصلش وبيعرف لما يشوف القطار جاى، ولما بتحصل حادثة ممكن الناس تضربه أو يكسروا الكشك، عشان كده أنا وغيرى بنساعده عشان شايفينه مظلوم". وبسؤال إحدى السيدات، وتدعى "أم أحمد"، قالت: "أقول ايه وكل ما بنتكلم محدش بيعمل حاجة، السكة الحديد مبهدلانا وكل شوية بيروحلنا عيال عليها ولا كأنهم فراخ بتموت، ولا حد معبرنا".