150 يوما لم تكن كفيلة لحكومة المهندس إبراهيم محلب لإقناع رؤساء لدول لها شأن اقتصادى كبير للمشاركة فى المؤتمر الاقتصادى الذى سيعقد خلال أيام. واكتفت الحكومة طيلة الخمسة شهور الماضية فى الحديث عن مواجهة الإرهاب والسيطرة على الحالة الأمنية من أجل إنجاح المؤتمر الاقتصادى لتتناسى تمامًا طبيعة الدول المشاركة، حيث فجرت مستندات نشرها عدد من المواقع الإلكتروينة من وزارة الخارجية عن ماهية الدول والشخصيات المشاركة فى المؤتمر، ووصل عدد الدول المشاركة لقرابة 60 دولة كان المشاركون بدرجة رئيس جمهورية 10 دول فقط، هى "السنغال وتوجو وزامبيا وجامبيا والصومال وجزر القمر وغينيا الاستوائية وقبرص ومالى وفلسطين"، واكتفت الدول الكبرى اقتصاديا على إرسال مندوبين على درجة وزير أو نائب وزير. البداية كانت فى 22 نوفمبر من العام الماضى، حينما أعلن المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء عن انعقاد مؤتمر "مصر المستقبل"، لدعم وتنمية الاقتصاد المصرى فى مدينة شرم الشيخ فى الفترة من 13 وحتى 15 مارس المقبل، قائلا: "لقد أرسلنا وسنرسل المزيد من الرسائل التى تؤكد إصرارنا على تحقيق الاستقرار السياسى والاقتصادى فى مصر". وانهالت بعد ذلك التصريحات الإعلامية لكل وزراء حومة محلب للحديث عن التحضير للمؤتمر الاقتصادي، حيث قال منير فخرى عبد النور وزير الصناعة والتجارة فى تصريح سابق له، إن هناك متابعة مستمرة للاستعدادات النهائية للمؤتمر الاقتصادى المقرر عقده الفترة المقبلة فى مدينة شرم الشيخ، لافتًا إلى أن المدنية أصبحت من أروع مدن العالم من حيث الجمال والنظافة. كما بين الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط، أن المؤتمر الاقتصادى يعد نقطة بداية وعرض لقصة نجاح مصر لاستعادة مكانتها على خارطة الاستثمار مرة أخرى، مشيرا إلى أن نجاح المؤتمر سيظهر عقب انتهائه فى تدفق الاستثمارات، وخاصة من المستثمر المحلى والذى يستعيد الثقة فى مناخ الاستثمار ثم من المستثمر العربى والأجنبي. فيما اهتمت وزارات أخرى بعقد اجتماعات مكثفة للتحضير للمؤتمر، من بينها الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والداخلية والخارجية والشباب والرياضة والتجارة، لتحصد فى نهاية المطاف تخوفات كبيرة من فشل المؤتمر فى تحقيق أهدافه بسبب ضعف المشاركة. وأكد حمدى الجمل الخبير الاقتصادى، أن رؤساء الدول الكبرى لم يحضروا أى مؤتمر اقتصادى من قبل، بالإضافة إلى أن مصر تهدف إلى كسب الاستثمارات على كل المستويات ولا يوجد لديها دول غنية أو فقيرة طالما أن هذه الدول ستضخ أموالا فى مشروعات داخل مصر، مشيرا إلى أن دول العشرين وعلى رأسها أمريكا وألمانيا لا يمكن أن يستثمروا أموالهم فى مصر لدعمهم جماعة الإخوان، فكم من مرة وعد الرئيس الأمريكي باراك اوباما باستثمارات فى مصر ولم تحدث. وأضاف الجمل أن الدول غير قادمة إلى مصر كى تتصدق عليها وأن حضور 80 دولة المؤتمر، فهذا نجاح فى حد ذاته، حيث أصبحت مصر كالأمم المتحدة، مشيرا إلى أن مصر تفتح ذراعيها للاستثمارات العالمية، قائلا: "مصر لا يفرق معاها دولة فقيرة أو دولة غنية ولكنها تهدف معها الجدية فى الاستثمار، فالمصالح هى التى تحكم، بالإضافة إلى أن رؤساء الشركات الكبرى أهم من رؤساء الدول، لأنهم هم اللذين سيستثمرون أموالهم فى مصر". وتابع أن مصر بدأت الاستثمارات فى إثيوبيا وجنوب السودان والدول الأفريقية. وقال المستشار فؤاد حامد الخبير الاستثماري، إن مؤتمر مارس الاقتصادى المقبل، هو رسالة للعالم أجمع بأن الاقتصاد المصرى عاد وبقوة سواء على المستوى المحلى أو الدولي، وكذلك رسالة لشباب العالم الخارجى بأن الشباب المصرى هم سواعد مصر. وأشار حامد فى بيان له، إلى قيام الدولة بالتحضير لهذا المؤتمر الهام منذ أكثر من 6 أشهر، وذلك من خلال إرسال أكثر من 3000 دعوة لملوك ورؤساء وقادة العالم، ومختلف مؤسسات التمويل الدولية، والشركات العالمية، والمستثمرين المصريين والعرب والأجانب، قائلاً: "هذا المؤتمر سيتم خلاله عرض جميع المشروعات والرؤى التنموية، وخطة الإصلاح التى بدأت مصر فى تنفيذها، بالإضافة إلى فرص استثمار تفصيلية فريدة قد لا تتكرر تستند إلى رؤية لمصر الجديدة".