في يوم 8 مارس من كل عام، تحتفل النساء حول العالم باليوم الدولي للمرأة، الذي يشكل مناسبة لطرح قضايا حقوق المرأة، ومشكلاتها، ولكن في سوريا التي تشهد حربا منذ 4 أعوام، وتحديدا في مقاطعة "عفرين" شمالي البلاد، التي يعتبرها البعض "جنة للنساء"، يحمل هذا اليوم خصوصية تميزه عن باقي بقاع العالم. وفي حديث لوكالة الأناضول، قالت سامية أحمد، وهي مسؤولة إدارية في منظمة "سارا" (غير حكومية) لمناهضة العنف ضد المرأة: "عانت المرأة في ظل الثورة السورية من الكثير من المتاعب، وتعرضت لضغوطات كبيرة، حيث وجدت نفسها وجهاً لوجه أمام حالة صراع شردتها عن بيتها وأسرتها". وأضافت: "المرأة السورية اليوم، وبغض النظر عن انتماءها كردية كانت أم عربية أم تركمانية، هي الأقدر على إحلال السلام في البلاد، وإيقاف عمليات القتل بين أبناء البلد الواحد، فهي ومن خلال ما تعانيه الأكثر إحساسا بما يحتاجه الوطن، ومن خلالها يمكن الوصول إلى الحرية الديمقراطية". وعن واقع المرأة في مقاطعة "عفرين"، قالت سامية التي تنتمي للمكون العربي، إنه "مقارنة بمناطق سورية أخرى تعتبر عفرين جنة للنساء، فالإدارة الذاتية الديمقراطية في المقاطعة ومن خلال القوانين الخاصة بالمرأة، وضعت الحد أمام الكثير من الممارسات، والسلوكيات المناهضة لحقوق المرأة مثل منع تزويج القاصرات، وتعدد الزوجات وفرض عقوبات مشددة على ما يسمى بجرائم الشرف". من جانبها، قالت "كفاية حسن"، رئيسة جمعية "روشن بدرخان للمرأة الكردية" (غير حكومية) لوكالة الأناضول: "تعيش المرأة السورية منذ 4 أعوام في واقع مأساوي، فهي إما فقدت زوجها أو ابنها أو أحد أقربائها، وهي تفتقر في كثير من الأحيان للمعيل، كما أنها تعاني في مخيمات اللجوء بدول الجوار نتيجة النزوح وفقدنها المأوى لحد نستطيع القول أنها فقدت حياتها". وأضافت: "بالرغم من أن واقع المرأة الكردية في عفرين، يعتبر أفضل مقارنة ببقية المناطق السورية لكن تظل هناك مشكلات، ففي السنوات الأخيرة زادت حالات الطلاق بشكل ملحوظ نتيجة الظروف الصعبة التي يعاني منها المجتمع السوري عموما، وبالطبع هذا له انعكاساته الخطيرة". وشارك عدد من نساء المقاطعة اليوم في مسيرة واحتفالية جماهيرية، إلى جانب بعض الجمعيات المعنية بشؤون المرأة، وذلك بحضور عدد من مسؤولات وإداريات المقاطعة ووحدات حماية المرأة. وقالت "هيفي مصطفى"، رئيسة الهيئة التنفيذية للإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة عفرين على هامش الاحتفالية: "عانت المرأة عبر التاريخ الكثير، وتعرضت للظلم في كافة مناحي الحياة، حيث كانت ترتكب بحقها الكثير من التجاوزات، لكننا اليوم نعيش عصر حرية المرأة فنهضة المجتمع وحريته تتحقق بحرية المرأة". أما "هيفين رشيد"، الرئيسة المشتركة للمجلس التشريعي في المقاطعة فهنأت نساء العالم بيوم المرأة قائلة: "تتبوأ المرأة اليوم في مقاطعة عفرين مناصب عدة، وهي موجودة في كافة المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية وهناك هيئة خاصة بشؤون المرأة ضمن حكومة المقاطعة". ومقاطعة عفرين، ذات الغالبية الكردية، هي واحدة من مقاطعات الإدارة الذاتية الثلاث، التي أعلن عنها مطلع العام الماضي شمالي سوريا من قبل مجموعة من الأحزاب والمنظمات الكردية والعربية والسريانية، ويتبع لها 366 قرية. وارتفع عدد سكان عفرين من حوالي 650 ألف نسمة قبل اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظام بشار الأسد في مارس/ آذار 2011، إلى أكثر من مليون نسمة، بحسب مصادر كردية، بعدما توجه نازحين من المناطق المجاورة ومن مدينة حلب إليها، كونها لا تتعرض عادة لقصف من قوات النظام السوري. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد اعتمدت في عام 1977، الثامن من مارس من كل عام يومًا دوليًا للمرأة بناء على طلب العديد من الدول، حيث يرتبط هذا اليوم بأحداث تاريخية ذات صلة بتحركات نسائية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، لا سيما في العام 1909، للمطالبة بتحسين أوضاع العاملات واحتجاجا على ما وصفنه آنذاك ظروف عملهن الصعبة.