انطلقت في العاصمة الأردنيةعمان، السبت، النسخة السادسة من معرض "أزبكية عمان" لبيع الكتب، وسط اقبال شعبي لافت، على رؤية وشراء محتويات الأزبكية البالغة 70 ألف كتاب، بين مستعمل وجديد. وافتتح الوزير والبرلماني الأردني الأسبق ممدوح العبادي نسخة الأزبكية في نسختها التي تعد الأضخم حتى الآن من حيث معروضات الكتب، بحسب ما قاله غازي الذيبة، أحد مؤسسي الأزبكية ل"الأناضول".
وفي تصريح ل الأناضول، قال ممدوح العبادي، وهو عمدة أسبق للعاصمة عمان، إن "استنساخ تجربة سور الأزبكية في العاصمة المصرية القاهرة ونقلها إلى عمان، خطوة رائدة باتجاه نشر الوعي الثقافي لدى عموم الناس، وفسح المجال أمامهم لشراء الكتب بسعر زهيد."
وأضاف العبادي أن "بيع الكتب بما هي عليه من أسعار زهيدة وبما توفره أمانة العاصمة عمان من أماكن لعرض الكتب، تجسد الرسالة الحقيقة والسامية لوظيفة ومهام مسؤولي العاصمة بنشر الوعي بين سكان المدينة".
من جهته قال الأديب والشاعر غازي الذيبة وهو أحد اثنين قاموا بنقل تجربة الأزبكية إلى الأردن إن "المعرض الحالي في نسخته السادسة يتضمن 5000 عنوان، ب 70 ألف نسخة تم شرائها من مصر ولبنان ودور النشر الأردنية، وهو يعد بذلك المعرض الأضخم منذ نقل تجربة سور الأزبكية من القاهرة إلى عمّان العام 2011."
وأضاف الذيبة ل"الأناضول" أن "المعرض الذي سيستمر ثلاثة أيام، شهد في يومه الأول إقبالاً شعبياً كبيرا، بخاصة من المرأة والطلبة الجامعيين"، ولفت أن "من أكثر الكتب مبيعاً هي الروايات العربية والأجنبية على حد سواء".
وحول أسعار الكتب، أوضح الذيبة: "تبدأ من (10 قروش أردنية)" ما يعادل نحو ربع دولار أمريكي، و"تصل في حدها الأعلى إلى 15 دينار أردني"، أي ما يعادل 22 دولار أمريكي.
بدوره قال حسين ياسين المؤسس الثاني للأزبكية إن المعرض الحالي حمل عنوان "القراءة كرامة" في إشارة ل "معركة الكرامة بين الجيش الأردني والإسرائيلي سنة 1968 وتصادف ذكراها في 21 آذار/مارس الجاري.
وأوضح ياسين ل"الأناضول" أن "نسخة الأزبكية لهذا العام تضم عناوين بعض الاصدارات الحديثة لعدد من كتاب أردنيين وعرب وعالميين، وكتب جديدة تناسب مختلف الفئات العمرية ومختلف ألوان الثقافة والمعرفة، إضافة إلى مسرح دمى الأطفال تقدم خلاله عروض فنية للأطفال، كما يقام على هامش المعرض حفلات توقيع لمجموعة من الاصدارات الجديدة لعدد من الكتاب والشعراء الأردنيين".
وقال ياسين إن "الأزبكية تشمل على ركن يتاح فيه للقارئ اختيار مجموعة كتب يقدر ثمنها بنفسه، بحيث تساعده بالبدء في تأسيس مكتبة منزلية بسعر مناسب، ولا يمكن أن تسمح له بالمغادرة إلا راضياً بالسعر الذي يختاره ولو بالمجان".
وقال الشاب عدي شبيلات، وهو طالب جامعي، ل"الأناضول" إنه "سيتابع عروض الأزبكية باستمرار ويرى فيها فكرة جيدة لما هو مقام في مصر، من حيث بيع الكتب بأسعار مناسبة".
وأضاف شبيلات أنه "مهتم بكتب التاريخ ويجد تقريباً كل ما يبحث عنه في رفوف الأزبكية".
وكان العام 2011، شهد انطلاقة أزبكية عمّان، حين لاحظ الشاعر والكاتب غازي الذيبه، والناشط الثقافي حسين ياسين، أن لدى الشباب الأردني نهم نحو القراءة، لكن تواجههم مشكلة ارتفاع سعر الكتاب وعدم تنوع مضامينه، فقررا أن يستنسخا في العاصمة الأردنيةعمان تجربة سور الأزبكية في العاصمة المصرية القاهرة، حيث تبيع "أزبكية عمان" الكتب المستعملة والجديدة بأسعار زهيدة.
وكان الذيبة أوضح في تصريحات سابقة ل"الأناضول" أن الشكل الحالي ل"أزبكية عمان" ليس هو ما بدأت به، فبعد ثورات الربيع العربي(في 2011)، وجد أن هناك حاجة للقراءة لدى جيل الشباب الأردني، وبدأ برفقة صديقه حسين، ببسطة (مكان عرض مفتوح) ثم تحولت النواة إلى مكتبة باسم أزبكية عمان في منطقة الدوار الثالث بالعاصمة تبيع الكتب بأسعار زهيدة، "سواء كانت مستعملة أو جديدة، وتركز في مضمونها على الفكر التنويري بهدف رفع مستوى وعي الشباب وتزويدهم بكتب بعيدة عن التطرف".
واندلعت شرارة ما يعُرف إعلاميا ب"الربيع العربي" في 17 ديسمبر/ كانون الأول عام 2010 بتونس، وهي ثورات امتدت إلى مصر وليبيا واليمن وسوريا، ودول عربية أخرى، وقادت إلى الإطاحة بعدة حكام، تحت وطأة غضب شعبي جراء أوضاع سياسية واقتصادية متردية.
وبينما "أزبكية القاهرة" موجودة طيلة العام في مكان محدد وسط العاصمة المصرية عبر حوالي مائة "كشك حديدي" لبيع الكتب، فإن القائمين على "أزبكية عمان "، وبمرور السنين، أدخلوا تعديلات على النسخة الأردنية.
وأوضح الذيبه هذه الاختلافات قائلا: "نقيم نسخة كبيرة سنويا من الأزبكية في إحدى الساحات العاصمة تضم ما لا يقل عن 18 ألف كتاب، وهذا العام ارتفعت بشكل مسبوق ل 70 الف كتب كما نعرض الكتب عبر بسطات صغيرة في الجامعات بمتوسط ما بين ثلاثة إلى خمسة آلاف كتاب، وعليه فإن أزبكيتنا متنقلة، وليست ثابتة كسور أزبكية مصر.
إلا أن مكتبتنا وسط عمان تحمل اسم أزبكية عمان، ومساحتها 80 م2، ونطلق اعداد النسخ على الفعاليات الكبيرة فقط، اما ما نعرضه في الجامعات لا نعلن عنه بوصفه نسخة من الازبكية، وهذا العام كانت النسخة السادسة، إذ انطلقت الاولى العام 2011، والثانية 2012 ونسختين عام 2013 والخامسة 2014.