قررت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة تأجيل سماع مرافعة الدفاع فى القضية المعروفة إعلاميا "بمذبحة بورسعيد" والتى راح ضحيتها 74 شهيدا من شباب الألتراس الأهلاوى، والمتُهم فيها 73 متهمًا من بينهم 9 من القيادات الأمنية و 3 من مسئولى النادى المصرى وباقى المتهمين من شباب ألتراس النادى المصرى و التى وقعت أحداثها أثناء مباراة الدورى بين فريق النادى الأهلى و النادى المصرى فى الأول من فبراير 2012 لجلسة غدًا. بدأت الجلسة فى الساعة الحادية عشر صباحا استهل المحامى جميل عبد الباقى عضو الدفاع عن المتهمين مرافعته عن المتهم الثالث و الخمسين "أحمد رضا " بالتأكيد على أنه من مشجعى النادى الأهلى الأمر الذى يستحيل معه تصور الواقعة على النحو المبين بالأوراق . وتابع مشيرًا لتحريات الضابط " محمد خالد نمنم " التى برأت موكله ونفت عنه اى صلة بوقائع القضية ، دافعًا بعدم الاعتداد بمحضر التحريات المُجراة بواسطة الضابط "أحمد حجازى" نظرًا لأنه لم يعاصر الأحداث. ونفى عبد الباقى حيازة موكله لأسلحة يوم الواقعة، مشددًا بأن أقوال شهود الإثبات الثلاثة التى أدانته جاءت متضاربة مشدداَ بأن أقوال الضباط فى التحقيقات أفادت بعدم وجود ثمة أسلحة مع مشجعى النادى الأهلي. وبدا لافتًا اعتراض أحد أعضاء الدفاع على ما تقدم به زميله أمام المحكمة، ليقوم القاضى بتنبيهه بأنه لا يجوز أن يقاطع المرافعة وأنه إذا ما كان يريد أن يسرد ملاحظاته فليدونها اولًا ثم يتقدم بها فى الوقت المناسب. وتجدر الإشارة إلى أنه وفى بداية جلسة اليوم تعالت صيحات أحد المتهمين من داخل القفص وبعد أن سأله القاضى عن اسمه ومما يشكو ليجيبه المتهم بأنه يدعى "كريم محمد" و يعانى من وعكة صحية ليكن رد القاضى بأنه سيتخذ ما يلزم.
طالب دفاع بإخراج المتهم "أحمد رضا" من القفص نظرًا لامتلاكه معلومات مهمة تغير وجه الرأى فى الدعوة مؤكدًا بأن تلك المعلومات تهدر كل دليل قولى و فنى بالأوراق قُدم بها المتهمون كافة بما فيهم "رضا " نفسه. وأوضح عضو الدفاع المحامى "أشرف العزبى" بأن المتهم يملك معلومات عن كيفية " تلقين " شهود الإثبات أثناء وجودهم أمام النيابة العامة، ويعلم ماذا كان يدور بمكتب دفاع المدعين بالحق المدنى وداخل جدران النادى الأهلى زاعمًا أن اختيار الشهود كان يتم هناك.
عاتب رئيس المحكمة عضو هيئة الدفاع المحامى "أشرف العزبى".. بدأت الواقعة أثناء مرافعة الدفاع عن المتهم الخامس والثلاثين "عمرو نصر" عندما قال "العزبى" بأن البعض يدفن رأسه فى الرمال ويضع رأسه تحت قدميه لاتهام المدينة الباسلة دون التوصل للجانى الحقيقى، ليتدخل القاضى قائلًا بأن للمحكمة آداب وأنه على الجميع أن يعف لسانه عن التلفظ بمثل تلك المصطلحات فيها، مشيرًا أن المرافعة فى هذا الجزء ابتعدت عن سرد الدفوع القانونية.
أكد المحامى "أشرف العزبى" عضو الدفاع خلال مرافعته عن موكله المتهم "عمر نصر" أن أحد شهود الإثبات وهو من أفراد "ألتراس أهلاوى" أكد اعتداء أفراد الرابطة على جماهير المصرى وفق قوله. وأوضح بأن الشاهد رقم 53 فى قائمة الثبوت طالب كلية الحقوق أكد فى التحقيقات أن كلًا من " عبدينيو " و " أحمد إدريس" وهما من كابوهات ألتراس أهلاوى قد قاما بإطلاق "الشماريخ" على جماهير المصرى مدعيًا بأن موكله وآخرين أُصيبوا بهذه الشماريخ. مضيفًا بأن ذلك الشاهد كذلك سرد كافة التفاصيل حول الافتة الشهيرة "بلد البالة" بداية من صنعها إلى الوصول بها لمكان الملعب وتعليقها
حرص المحامى "أشرف العزبى" عضو الدفاع على الإشارة فى مرافعته عن المتهم " عمرو نصر " إلى عدم حضور ايًا من أفراد مجلس إدارة النادى الأهلى للمباراة المشئومة، مضيفًا بأن ذلك يٌعد سابقة تاريخية. وتابع العزبى متسائلًا باستنكار عن المسئول عن إرسال هؤلاء الشباب – قاصدًا ألتراس أهلاوى – بهذه اللافتة فى إشارة منه للافتة " بلد البالة " الشهيرة ليصلوا بها إلى بورسعيد ليحدث ما حدث. واختتم " العزبى " مرافعته ملتمسًا البراءة لموكله لافتًا للمشاكل العائلية التى أحاطت بالمتهم و أسرته بسبب وجود بالسجن طول هذه الفترة.
نفى المحامى " صفوت عبد الحميد " عضو الدفاع صلة موكله المتهم السابع و الثلاثين فى أمر الإحالة بالواقعة محل القضية. وأوضح عضو الدفاع بأن موكله كما هو مٌثبت فقد غادر الملعب بين شوطى المباراة ، أى قبل خمس وأربعين دقيقة من الواقعة محل القضية المعلوم أنها وقعت بعد المباراة الشهيرة.
اشتكى أحد المتهمين مقاطعًا مرافعات الدفاع من داخل القفص من ألم فى قدميه موجهًا حديثه للمحكمة. ليرد عليه القاضى مداعبًا "مدد رجليك وادعكها وهتبقى كويسة إن شاء الله "، قبل أن يطالب من القاعة بعرض المتهم على الطبيب إذا ما توافر ذلك.
استعان الدفاع عن بواقعة مقتل عدد من مشجعى نادى ليفربول فى ثمانينيات القرن الماضى فى الواقعة المشهورة عالميًا ب " كارثة هيلزبره ". خلال مرافعة المحامى "صفوت عبد الحميد" عن موكله المتهم السابع والثلاثين أشار إلى ما حدث فى مباراة ليفربول ونوتنجهام عام 1989 والتى أودت بحياة 96 مشجعًا من "ليفربول" ، مدعيًا بأن الشرطة حاولت فى البداية إخفاء إهمالها المؤدى للواقعة وأنها حاولت تحميل المشجعين مسئولية الواقعة قبل أن تعود الآن لتعتذر لجماهير ليفربول معترفة بتقصيرها. وطالب القاضى عضو الدفاع بتقديم مستندات مُثبته لما تقدم به، ليؤكد عضو الدفاع بأن الواقعة وتداعياتها موثقة فى التاريخ. وتجدر الإشارة إلى أن " كارثة هيلزبره" حدثت فى يوم مباراة "ليفربول" و "نوتنجهام فورست " فى نصف نهائى كأس الاتحاد الإنجليزى لعام 1989 ب " ملعب كارثة هيلزبره "الواقع بمدينة" شيفيلد الإنجليزية " وكان حصيلتها وفاة 96 شخص من بينهم أطفال ونساء نتيجة التدافع.
وبخ المستشار "محمد السعيد الشربينى" رئيس هيئة محكمة الدفاع لعدم استعدادهم للمرافعة. فبعد انتهاء مرافعة المحامى "أشرف العزبى" عن موكله المتهم "أحمد عوض" تساءل القاضى عن من مستعد من أعضاء الدفاع لاستكمال المرافعة وبعد أن تبين أنه لا يوجد أحد، لام القاضى هيئة الدفاع مؤكدًا لهم بأن بطئهم يعطل سير الدعوى. ورفض القاضى قبل رفعه الجلسة للمداولة واتخاذ القرار طلب عضوى من هيئة الدفاع بإعادة مشاهدة الفيديوهات مؤكدًا لهم بأن المحكمة تجاوزت ذلك الإجراء وأنها فى مرحلة الترافع الآن.