ثارت ردود فعل واسعة حول ظهور المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالزي المدني خلال جولة بمنطقة وسط القاهرة ليل الاثنين، من دون حراسة شخصية بينما كان يتجاذب أطراف الحديث مع المارة ويقوم بمصافحتهم، تلخص حالة من الخوف جراء إمكانية بقائه بالسلطة وعدم تسليم السلطة إلى المدنيين كما تعهد بذلك في أكثر من مناسبة. وبث التليفزيون المصري اللقطات التي يظهر فيها المشير عدة مرات والتي قال إنه تم تصويرها بكاميرا هاتف نقال لأحد الهواة، وهو ما قوبل بردود فعل سريعة من جانب نشطاء سياسيين وحقوقيين وإعلاميين. وكتب نشطاء على موقعي التواصل الاجتماعي (فيسبوك) و(تويتر) تعليقات عبَّرت عن المخاوف من استمرار حُكم العسكريين لمصر؛ فكتب أحدهم "السيد طنطاوي يؤدي اليمين الدستورية أمام المشير طنطاوي"، وكتب آخر "قلنا نريدها مدنية فارتدى المشير بدلة مدنية". ولم تخل تلك التعليقات من لمحات طريفة فكتب أحد النشطاء "يا جماعة لا تُحملوا الأمور أكثر مما تحتمل.. الرجل كان رايح يشتري جزمة وجوارب جديدة"، فيما عبّر آخر عن رفض الحُكم العسكري قائلاً "يلبس بدلة يلبس بوكسر.. يسقط يسقط حُكم العسكر". كما أثار ظهور المشير بالزي المدني بين المصريين ردود فعل في وسائل الإعلام العالمية. واعتبر مجلة "ذي أتلانتك" الأمريكية أن المشاهد التي عرضت على شاشات التلفزيون للمشير وهو يتجول بثياب مدنية بوسط القاهرة بدت مثيرة للريبة، ووصفته بأنه أشبه بتصرفات المرشحين في حملاتهم الرئاسية. وأضافت إن طنطاوي حرص على الابتعاد عن الأضواء منذ توليه إدارة البلاد في فبراير، لافتة إلى توقيت هذه الجولة التي تأتي بعد أيام من تعرضه لحمله انتقادات على خلفية شهادته في محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك، والتي قالت إنه بدا فيها وكأنه لا يتذكر أيًا مما حدث بين يومي 25 يناير و 11 فبراير. وقالت إن المثير للدهشة أكثر هو وصف المعلق على التلفزيون المصري لطنطاوي بأنه مرشح جيد للرئاسة في الفترة ما بعد الحكم العسكري. وأوضحت أن سيل التعليقات والنكات و القصص الذي أحدثه مشهد تجول طنطاوي بثياب مدنية بوسط القاهرة، مؤشر على أنه أثار أعصاب الكثيرين مما قد يعزز معدل المشاركة في حركة التظاهر الضخمة المخطط حدوثها يوم الجمعة المقبل احتجاجًا على قرار الجيش بتمديد حالة الطوارئ بالبلاد. يُشار إلى أن زيارة طنطاوي، الذي يتولى منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية منذ العام 1990، تعد الثالثة لمنطقة وسط القاهرة منذ اندلاع الثورة المصرية في 25 يناير إذ كانت الأولى أوائل فبراير حينما ظهر بسيارة مكشوفة يلقي التحية على متظاهري الثورة، والثانية خلال شهر رمضان.
